وزير البيئة الدكتور يوسف أبو صفية لـ ; : مفاعل ديمونا إنتهى عمره الإفتراضي والكارثة على وشك الإنفجار ... الإحتلال يسعى لتدمير البيئة الفلسطينية وجعلها مكباً لنفاياته النووية ... المنظمات الدولية تحجم عن إرسال لجان تقصي الحقائق خوفاً من الإرهاب الصهيوني ... وجود خلل في أخلاقيات العالم يحول دون فضح جرائم الإحتلال دولياً ... كل الأدلة والشواهد أثبتت بشكل قاطع إستخدام الإسرائيليين لليورانيوم المستنفد

 حاوره: محمد توفيق أحمد كريزم

وزير البيئة  الدكتور يوسف أبو صفية  في حديث د "الرأي"

مفاعل ديمونا انتهى عمره الافتراضي والكارثة على وشك الانفجار

الاحتلال يسعى لتدمير البيئة الفلسطينية وجعلها مكبا لنفاياته النووية

 

حاوره: محمد توفيق أحمد كريزم  وزير البيئة  الدكتور يوسف أبو صفية  في حديث د "الرأي"  مفاعل ديمونا انتهى عمره الافتراضي والكارثة على وشك الانفجار  الاحتلال يسعى لتدمير البيئة الفلسطينية وجعلها مكبا لنفاياته النووية     وزير البيئة  الدكتور يوسف أبو صفية  في الوقت الذي تبذل فيه الدول والمنظمات العالمية جهودا للحفاظ على البيئة وزراعة المزيد من الأشجار الحرجية والمثمرة، تقوم سلطات الاحتلال بسياسة ممنهجة وبتخطيط مسبق، بتدمير كلي للبيئة | الفلسطينية، وتلويثها بكافة أشكال الملوثات الخطيرة دون استثناء، سواء ما يتعلق بالهواء والماء والتربة أو تدمير الغطاء النباتي وتحويل الأراضي الفلسطينية إلى أراض جرداء قاحلة. الرأي حاورت الدكتور يوسف أبو صفية وزير البيئة الذي أكد أن الأدلة أثبتت قيام سلطات الاحتلال باستخدام اليورانيوم المستنفد ضد المواطنين، وردم المخلفات النووية داخل الأراضي الفلسطينية، وفيما يلي نص هذا الحوار:  *من الملاحظ أن العدوان الإسرائيلي لم يقتصر على القتل والتدمير والحصار والإغلاق بل تعدى ذلك إلى حد تشويه معالم البيئة الفلسطينية وتسميم الأجواء وتلويث الأراضي والمياه والهواء، كيف تجملون صورة الأوضاع على أرض الواقع؟  - منذ أن وجد الاحتلال على أرضنا والاحتلال يقوم بقتل كل ما له علاقة بحياة الشعب الفلسطيني على المدى القريب والمدى البعيد، وهذا ما أسميه بالعدوان الخفي غير المنظور، والحرب الخفية ضد الإنسان الفلسطيني والأرض الفلسطينية فالممارسات الاحتلالية تتمثل في عمليات استغلال المصادر الطبيعية الفلسطينية سواء كانت المياه والتربة أو المعادن والصخور، وتركزت هذه الممارسات الاحتلالية على عدم إنشاء أي نوع من البنية التحتية بهدف حرمان الشعب الفلسطيني من الاستفادة من موارده الطبيعية، والأخطر من ذلك هو إقامة المستوطنات في مناطق طبيعية، وهذا يعني تدمير المساحات الخضراء واقتلاع الأشجار وهدم البيوت وشق الطرق الاستيطانية على حساب الأرض الفلسطينية والمستوطنات بأنواعها المختلفة الزراعية والصناعية تقوم بسرقة المياه بشكل مكثف خاصة في محافظات غزة، وفي نفس الوقت المخلفات الزراعية التي تدفنها المستوطنات داخل الأرض الفلسطينية، أدت إلى تلوث خطير في المياه الجوفية، وبالنسبة للمستوطنات الصناعية جميعها تشتمل على مصانع تنتج مواد خطرة، حيث يتم التخلص من بقاياها داخل الأرض الفلسطينية سواء كان في الوديان أو في الكثبان الرملية، وهذا بدوره أدی إلى تدمير كبير في البيئة.  وفيما يتعلق بالأعمال العدوانية في ظل الانتفاضة صعدت قوات الاحتلال من وتيرة تدميرها للبيئة الفلسطينية فهناك مئات الآلاف من الأشجار الحرجية والمثمرة التي اقتلعتها قوات الاحتلال، وردا على هذه الممارسات وضعت وزارة البيئة برنامجا لمكافحة التصحر، ويعني ذلك زراعة أشجار وإعادة زراعة النباتات، وما قامت به سلطات الاحتلال هو تكثيف عملية التصحر في الأراضي الفلسطينية من خلال تدمير الغطاء النباتي.  أيضا لم تتورع سلطات الاحتلال عن تدمير البنى التحتية، مثلما حدث لمحطة معالجة مياه المجاري في مدينة غزة، عندما قصفتها قوات الاحتلال بالصواريخ والقذائف المدفعية مما أدى إلى صرف المياه بدون معالجة وبالتالي تلويث مياه البحر بشكل كبير، وهذا ما يحدث في مناطق عدة من محافظات الوطن، كما أن سلطات الاحتلال دمرت المواقع التي تستخدم كمكان الكب النفايات، ومنعت طواقم البلديات من الوصول إليها، الأمر الذي أدى إلى وجود مكبات عشوائية في مناطق مختلفة، ستؤثر بدورها على المياه والتربة.  إضافة إلى كل ما سبق ذكره وما يشكل خطورة حقيقية على البيئة هو عمليات تهريب ونقل كميات كبيرة من المخلفات الصناعية والكيماوية ومخلفات الصناعات العسكرية لجيش الاحت لال إلى الأراضي الفلسطينية، وكان آخرها ما تم ضبطه في الخليل من براميل تحوي كميات كبيرة من المواد الكيماوية، وضبط ۱۲۰ برميلا و ۱۰۰ علبة تحوي مواد كيماوية في القدس، وهذه المواد تتسبب بأمراض السرطان، وحسب المعلومات المتوفرة هناك كميات كبيرة تم نقلها إلى المناطق الفلسطينية، وجار البحث عن هذه المواد والتحرز عليها ومطالبة سلطات الاحتلال بإعادتها إلى مناطقها وفق الطرق الصحيحة لأن تكلفة التخلص من هذه النفايات باهظة ناهيك عن الضرر المزمن الذي يمكن أن ينتج عن تلويث المياه والتربة.  كذلك فإن استخدام قوات الاحتلال للغازات السامة بما فيها اليورانيوم، أدى إلى تلويث كبير في التربة والهواء ويمكن أن يدخل في السلسلة الغذائية للإنسان مما يؤدي إلى مشاكل صحية كثيرة، خاصة أن عنصر اليورانيوم يؤثر على الكلي والكبد في جسم الإنسان، ومن المتوقع في المستقبل أن ترتفع نسبة الأمراض نتيجة لتسمم الإنسان وتعرضه اهذه الملوثات.  وتسعى سلطات الاحتلال من خلال اقتلاعها للأشجار المعمرة التي تضرب بجذورها أعماق التاريخ أن تلغي الوجود الفلسطيني لا سيما أشجار الزيتون والجميز والتين، وهي لا تتواني في استخدام أي وسيلة | التلويث البيئة، وخير دليل على ذلك إغراق الأراضي الفلسطينية بمياه الصرف الصحي إثر انفجار خزان مياه داخل الخط الأخضر وبلغت كمية المياه المتسربة حوالي 3 ملايين متر مكعب، الأمر الذي أدى إلى تدمير المزروعات والنباتات وإحداث انجرافات في التربة، وما نخشاه أن تكون هذه المياه العادمة وصلت إلى المياه | الجوفية وأحدثت تلوثا بها.  * على الرغم من اعتراف بعض المنظمات الدولية والتقارير التي قدمتها الجهات المعنية في السلطة الوطنية التي تثبت بشكل قاطع استخدام قوات الاحتلال للقذائف المحشوة باليورانيوم المستنفد إلا أن هذه القضية لم تأخذ بعدا عالميا بعد، فلماذا حسب رأيك؟  - هذا يشكل جزءا من الموقف العالمي المخزي تجاه مايقوم به الجانب الإسرائيلي ويشكل الحالة الأخلاقية السيئة التي يمر بها العالم، وحالة الخوف والرعب من أن يتحدثوا عن الإسرائيليين والممارسات التي تقوم بها سلطات الاحتلال حتى أنه لم يتمكن أحد من أصدقائنا من إخراج عينات من القذائف الإسرائيلية للخارج من أجل فحصها، وهناك رقابة إسرائيلية  شديدة على ذلك، وفي الأيام الأخيرة تم التحليل العلمي لبعض الشظايا في أحد مختبرات جمهورية مصر العربية من أحد مصابي الانتفاضة الذين يعالجون في المستشفيات المصرية، وبعد فحصها، تأكد بالدليل القاطع وجود مادة اليورانيوم في هذه الشظايا، كذلك توجه قبل فترة وزير الصحة الفلسطيني إلى منظمة الصحة العالمية من أجل إرسال فريق فني للبحث في هذا الموضوع، لكن تحت الضغوطات الإسرائيلية و الأمريكية كان رد منظمة الصحة العالمية أنه حتى الآن لم يظهر في الأراضي الفلسطينية حالات من سرطان الدم والتي تعرف ب (اللوكيميا) بالشكل الملحوظ، حتى يتم إرسال فريق طبي كما تم مثلا في العراق، فهم يريدون أن تحدث الكارثة أولا ومن ثم يأتوا ليتحققوا منها.  - وأقول إن العالم جميعا يرتكب جريمة أخرى بحق الشعب الفلسطيني، عندما لايريد كشف الحقائق، فهناك خلل في أخلاقيات العالم دون استثناء حتى إن لجنة ميتشيل الدولية تتحدث بخجل عن الظلم الواقع على الفلسطينيين، وتحاول أن توازن بين الجلاد والضحية، وما ورد في التقرير لا يدين الاحتلال الإسرائيلي لارتكاب جرائمه، ويحمل الطرفين المسؤولية بالتساوي.  *ما قدرة الجهات المعنية في السلطة الوطنية على تأكيد استخدام سلطات الاحتلال لليورانيوم المستنفد في ارتكاب جرائمها ضد المواطنين؟  - بالنسبة لنا لا توجد لدينا الإمكانية الفنية والمخبرية للكشف عن عنصر اليورانيوم، البعض يعتقد أن اليورانيوم هو المادة المشعة الظاهرة للعيان، فهذا اليورانيوم مستنفد، وعندما نقول مستنفد، يعني احتواءه على بقايا من الاشعاع، وعندما يتم فحصه لا تظهر ارتفاعات عالية في مستويات الإشعاع، واليورانيوم تكمن خطورته كعنصر من العناصر الثقيلة، ونحن نستند في معلوماتنا على ما صدر من تقارير عن منظمات دولية وإقليمية بهذا الشأن تؤكد استخدام سلطات الاحتلال لمادة اليورانيوم المستنفد، والدلائل والمؤشرات على نتائج استخدامه، خاصة فيما يتعلق بالتدمير الهائل لتفتيت عظام المصابين برصاص الاحتلال، واليورانيوم كونه عالي الكثافة، يتطلب مقذوفات بحجم صغير، وبالتالي تكون سرعته كبيرة، وعندما يصطدم بالهدف تتولد کمية كبيرة جدا من الطاقة، وهذا ما يستخدم في عملية ثقب الدبابات والآليات والمعادن، وعندما يكون موجودة في كمية بسيطة في رصاصة موجهة ضد الأفراد وتصيب العظم، فتعمل على تفتيته بشكل كامل، والرصاصة التي خلعت كتف الطفل في بيت جالا قبل فترة، أوضح الأطباء بأنهم لم يروا طوال عملهم في الطب مثل تلك الحالة الغريبة، | فماذا يعني رصاصة تخلع كتف الإنسان؟ ألا يدل ذلك على وجود مادة اليورانيوم في رصاص الاحتلال، وبدون اليورانيوم لا توجد أسلحة تتمتع بهذه المواصفات.  وأكدت تقارير صادرة من عدة جهات دولية أن السلاح الذي تستخدمه قوات الاحتلال في عدوانها على الشعب الفلسطيني هو سلاح غير تقليدي، ومن أجل کشف تلك الحقائق طالبنا برنامج الأمم المتحدة للبيئة وبقرار اتخذ في شهر فبراير الماضي في نیروبي بإرسال بعثة فنية من أجل تقييم الخسائر والأضرار البيئية التي لحقت بالشعب الفلسطيني كجهة محايدة، وحتى الآن لم تصل اللجان، وكأن الأمر لايعنيهم.  *طالما توجد مشكلة خطيرة بهذا الحجم والنوع، لماذا لا توجد لدينا مختبرات علمية وفنية قادرة على تشخيص هذه الاشعاعات والغازات السامة؟ أليس الأمر يتطلب جهدا على هذا الصعيد؟  - توجد لدينا مختبرات الجامعات، ونستعين بها، وما تم ضبطه من مواد كيماوية في الخليل، أرسلنا عينات منها إلى جامعة بيرزيت، وتم فحصها بشكل جيد، لكن ما يمكن قوله في هذا المجال أننا لم نتصور قبل ذلك أن قوات الاحتلال ستستخدم مادة اليورانيوم المستنفد في أسلحتها وكنا نستبعد ذلك، إضافة إلى أن سلطات الاحتلال تمنع إدخال أجهزة تقنية بهذا النوع إلى الأراضي الفلسطينية حتى لا يكشف عن خبايا جرائمها، فالقيود المفروضة علينا هي وراء عدم وجود مختبرات بهذا الشكل، ناهيك على أن الكشف عن عنصر اليورانيوم مكلف جدا حتى لو كانت لدينا القدرة على الكشف عن عنصر اليورانيوم، فلا أحد يصدقنا، وهذا ما يجعلنا نطالب بجهة ثالثة للكشف عن اليورانيوم.   المنظمات الدولية تحجم عن إرسال لجان تقصي الحقائق خوفاً من الإرهاب الصهيوني   *هل هناك خشية من قيام الإسرائيليين بردم المخلفات النووية داخل الأراضي الفلسطينية؟  - هذا وارد جدا، وتوجد لدينا مؤشرات واضحة في هذا الشأن بأن الإسرائيليين قاموا بدفن المخلفات النووية داخل الأراضي الفلسطينية، والحديث يدور عن حاويات وليس براميل في جنوب الخليل، فهذه المواد ربما تكون نووية أو كيماوية لأنه في فترة من الفترات قبل عامين، قامت سلطات الاحتلال بفرض حظر التجول على منطقة في قطاع غزة ومنعوا المواطنين من التواجد في المكان، تمهيدا لردم المخلفات النووية داخل الأراضي الفلسطينية حيث قام أحد المواطنين بكشف جريمتهم بالخفاء إلى حد أنه التقط بعض الصور الفوتوغرافية وقد اعترف الإسرائيليون بأنهم يردمون المخلفات النووية بالقرب من أراضي محافظات غزة وهم يقومون بذلك منذ فترة طويلة، | وبالتحديد منذ إنشاء مفاعل دیمونا النووي.   وجود خلل في أخلاقيات العالم يحول دون فضح جرائم الإحتلال دولياً   * في ظل تناقص العمر الافتراضي لمفاعل ديمونا النووي، ما احتمالات وقوع كارثة نووية في المنطقة، لاسيما أن بعض الخبراء الدوليين حذروا من وجود تسربات إشعاعية منه؟  - احتمال وجود تسربات اشعاعية وارد جدة، لكن بالنسبة لنا لم نتحقق من ذلك لعدم وجود الإمكانات اللازمة للمسح والرصد بهذا الشأن، لكن هناك تقارير أوضحت أن هناك زيادة في مستوى الاشعاع في منطقة وادي عربة في فلسطين ومنطقة الطفيلة في الأردن، وهاتان المنطقتان قريبتان من مفاعل ديمونا، الذي انتهى عمره الافتراضي وأصبح شائخأ، والصور الجوية التي التقطتها الأقمار الصناعية له تشير على وجود ثقوب وتصدعات في الجدار الإسمنتي الواقي للمفاعل، واحتمالات وقوع الكارثة واردة، وهذا باعتراف علماء إسرائيليين عملوا في هذا المفاعل وأكدوا أنه استنفد أكبر من طاقته، ولأغراض متنوعة زائدة عن قدرته التشغيلية، حيث تم إنتاج رؤوس نووية قادرة على تدمير منطقة الشرق الأوسط بكاملها، ولعل رفض إسرائيل إتاحة الفرصة للجان المراقبة الدولية الكشف عليه يصب في هذا الاتجاه، ونحن بدورنا حاولنا إثارة هذه القضية على عدة مستويات وكشف الحقائق من أجل الضغط على الحكومة الإسرائيلية لتنصاع وتفتح المفاعل أمام المراقبة الدولية، حيث إن الشعب الفلسطيني هو الحلقة الأضعف في هذه اللعبة فلو حدث أي انبعاث اشعاعي أو انفجار في هذا المفاعل، سيكون الفلسطينيون أكثر المتضررين في ظل عدم توفر وسائل الوقاية، وكما تشير التقديرات المحتملة أنه لو حدث المفاعل تشيرنوبيل سيكون تاثيره ممتدا إلى دائرة نصف قطرها حوالي 500 كيلو متر مربع، ويصل التأثير إلى قبرص أو إلى أوروبا، لكن الدعم الأمريكي لإسرائيل يخيف الدول من التحدث حول خطورة مفاعل ديمونا النووي.  *علاوة على المخاطر البيئية الناجمة عن العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية هناك مخاوف من امتداد آثار العدوان على مناطق أخرى من العالم، السؤال المطروح لماذا لا يكون هناك تنبيه أو تحذير للعالم من أن الأعمال العدوانية التي تقوم بها سلطات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية ستمتد إلى أجزاء أخرى من المعمورة؟  - هذا ما يثار حاليا في مناقشة اتفاقية مكافحة التصحر في العالم، وكانت لنا مشاركة في المؤتمر الذي عقد مؤخرا في بون حول ذلك، وأطلقناصيحة تحذير حتى يستيقظ العالم من غفلته، كذلك هذه القضية مرتبطة باتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي وتسمى باتفاقية كيوتو، والاتفاقية تتناول اتجاهين الأول استهلاك الطاقة والثاني اقتلاع الأشجار، ذلك أن ما يحصل من تغيرات مناخية سببها زيادة استهلاك الطاقة وإنتاج ثاني أكسيد الكربون، وقطع الأشجار، وكما تعلم فإن الأشجار تسحب من الجو ثاني أكسيد الكربون، مما سيؤدي بدوره إلى ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية، وهذا الارتفاع باتجاه الشمال يعمل على ذوبان الجليد، وبدوره سيرفع منسوب المياه في المحيطات والبحار والأنهار وبالتالي التسبب بفيضانات مما يهدد المدن الساحلية والجزر، وبالتالي يمكن القول أن كل شجرة يقتلعها الاحتلال تساهم بشكل غير مباشر في إحداث الكارثة والتي يخشاها الجميع، ويجب التأكيد على أن إسرائيل هي أكبر مدمر للبيئة في العالم وهي لا تكترث مطلقا لما قد تسببه ممارساتها تجاه البيئة.     حاوره: محمد توفيق أحمد كريزم     وزير البيئة الدكتور يوسف أبو صفية لـ " الرأي "    مفاعل ديمونا إنتهى عمره الإفتراضي والكارثة على وشك الإنفجار   الإحتلال يسعى لتدمير البيئة الفلسطينية وجعلها مكباً لنفاياته النووية   المنظمات الدولية تحجم عن إرسال لجان تقصي الحقائق خوفاً من الإرهاب الصهيوني   وجود خلل في أخلاقيات العالم يحول دون فضح جرائم الإحتلال دولياً    كل الأدلة والشواهد أثبتت بشكل قاطع إستخدام الإسرائيليين لليورانيوم المستنفد        نشر بمجلة الرأي -  تاريخ  - يونيو 2001 عدد 40 حاوره: محمد توفيق أحمد كريزم     وزير البيئة الدكتور يوسف أبو صفية لـ " الرأي "    مفاعل ديمونا إنتهى عمره الإفتراضي والكارثة على وشك الإنفجار   الإحتلال يسعى لتدمير البيئة الفلسطينية وجعلها مكباً لنفاياته النووية   المنظمات الدولية تحجم عن إرسال لجان تقصي الحقائق خوفاً من الإرهاب الصهيوني   وجود خلل في أخلاقيات العالم يحول دون فضح جرائم الإحتلال دولياً    كل الأدلة والشواهد أثبتت بشكل قاطع إستخدام الإسرائيليين لليورانيوم المستنفد        نشر بمجلة الرأي -  تاريخ  - يونيو 2001 عدد 40 حاوره: محمد توفيق أحمد كريزم     وزير البيئة الدكتور يوسف أبو صفية لـ " الرأي "    مفاعل ديمونا إنتهى عمره الإفتراضي والكارثة على وشك الإنفجار   الإحتلال يسعى لتدمير البيئة الفلسطينية وجعلها مكباً لنفاياته النووية   المنظمات الدولية تحجم عن إرسال لجان تقصي الحقائق خوفاً من الإرهاب الصهيوني   وجود خلل في أخلاقيات العالم يحول دون فضح جرائم الإحتلال دولياً    كل الأدلة والشواهد أثبتت بشكل قاطع إستخدام الإسرائيليين لليورانيوم المستنفد        نشر بمجلة الرأي -  تاريخ  - يونيو 2001 عدد 40 حاوره: محمد توفيق أحمد كريزم     وزير البيئة الدكتور يوسف أبو صفية لـ " الرأي "    مفاعل ديمونا إنتهى عمره الإفتراضي والكارثة على وشك الإنفجار   الإحتلال يسعى لتدمير البيئة الفلسطينية وجعلها مكباً لنفاياته النووية   المنظمات الدولية تحجم عن إرسال لجان تقصي الحقائق خوفاً من الإرهاب الصهيوني   وجود خلل في أخلاقيات العالم يحول دون فضح جرائم الإحتلال دولياً    كل الأدلة والشواهد أثبتت بشكل قاطع إستخدام الإسرائيليين لليورانيوم المستنفد        نشر بمجلة الرأي -  تاريخ  - يونيو 2001 عدد 40  نشر بمجلة الرأي -  تاريخ  - يونيو 2001 عدد 40
وزير البيئة  الدكتور يوسف أبو صفية

في الوقت الذي تبذل فيه الدول والمنظمات العالمية جهودا للحفاظ على البيئة وزراعة المزيد من الأشجار الحرجية والمثمرة، تقوم سلطات الاحتلال بسياسة ممنهجة وبتخطيط مسبق، بتدمير كلي للبيئة | الفلسطينية، وتلويثها بكافة أشكال الملوثات الخطيرة دون استثناء، سواء ما يتعلق بالهواء والماء والتربة أو تدمير الغطاء النباتي وتحويل الأراضي الفلسطينية إلى أراض جرداء قاحلة. الرأي حاورت الدكتور يوسف أبو صفية وزير البيئة الذي أكد أن الأدلة أثبتت قيام سلطات الاحتلال باستخدام اليورانيوم المستنفد ضد المواطنين، وردم المخلفات النووية داخل الأراضي الفلسطينية، وفيما يلي نص هذا الحوار:

*من الملاحظ أن العدوان الإسرائيلي لم يقتصر على القتل والتدمير والحصار والإغلاق بل تعدى ذلك إلى حد تشويه معالم البيئة الفلسطينية وتسميم الأجواء وتلويث الأراضي والمياه والهواء، كيف تجملون صورة الأوضاع على أرض الواقع؟

- منذ أن وجد الاحتلال على أرضنا والاحتلال يقوم بقتل كل ما له علاقة بحياة الشعب الفلسطيني على المدى القريب والمدى البعيد، وهذا ما أسميه بالعدوان الخفي غير المنظور، والحرب الخفية ضد الإنسان الفلسطيني والأرض الفلسطينية فالممارسات الاحتلالية تتمثل في عمليات استغلال المصادر الطبيعية الفلسطينية سواء كانت المياه والتربة أو المعادن والصخور، وتركزت هذه الممارسات الاحتلالية على عدم إنشاء أي نوع من البنية التحتية بهدف حرمان الشعب الفلسطيني من الاستفادة من موارده الطبيعية، والأخطر من ذلك هو إقامة المستوطنات في مناطق طبيعية، وهذا يعني تدمير المساحات الخضراء واقتلاع الأشجار وهدم البيوت وشق الطرق الاستيطانية على حساب الأرض الفلسطينية والمستوطنات بأنواعها المختلفة الزراعية والصناعية تقوم بسرقة المياه بشكل مكثف خاصة في محافظات غزة، وفي نفس الوقت المخلفات الزراعية التي تدفنها المستوطنات داخل الأرض الفلسطينية، أدت إلى تلوث خطير في المياه الجوفية، وبالنسبة للمستوطنات الصناعية جميعها تشتمل على مصانع تنتج مواد خطرة، حيث يتم التخلص من بقاياها داخل الأرض الفلسطينية سواء كان في الوديان أو في الكثبان الرملية، وهذا بدوره أدی إلى تدمير كبير في البيئة.

وفيما يتعلق بالأعمال العدوانية في ظل الانتفاضة صعدت قوات الاحتلال من وتيرة تدميرها للبيئة الفلسطينية فهناك مئات الآلاف من الأشجار الحرجية والمثمرة التي اقتلعتها قوات الاحتلال، وردا على هذه الممارسات وضعت وزارة البيئة برنامجا لمكافحة التصحر، ويعني ذلك زراعة أشجار وإعادة زراعة النباتات، وما قامت به سلطات الاحتلال هو تكثيف عملية التصحر في الأراضي الفلسطينية من خلال تدمير الغطاء النباتي.

أيضا لم تتورع سلطات الاحتلال عن تدمير البنى التحتية، مثلما حدث لمحطة معالجة مياه المجاري في مدينة غزة، عندما قصفتها قوات الاحتلال بالصواريخ والقذائف المدفعية مما أدى إلى صرف المياه بدون معالجة وبالتالي تلويث مياه البحر بشكل كبير، وهذا ما يحدث في مناطق عدة من محافظات الوطن، كما أن سلطات الاحتلال دمرت المواقع التي تستخدم كمكان الكب النفايات، ومنعت طواقم البلديات من الوصول إليها، الأمر الذي أدى إلى وجود مكبات عشوائية في مناطق مختلفة، ستؤثر بدورها على المياه والتربة.

إضافة إلى كل ما سبق ذكره وما يشكل خطورة حقيقية على البيئة هو عمليات تهريب ونقل كميات كبيرة من المخلفات الصناعية والكيماوية ومخلفات الصناعات العسكرية لجيش الاحت لال إلى الأراضي الفلسطينية، وكان آخرها ما تم ضبطه في الخليل من براميل تحوي كميات كبيرة من المواد الكيماوية، وضبط ۱۲۰ برميلا و ۱۰۰ علبة تحوي مواد كيماوية في القدس، وهذه المواد تتسبب بأمراض السرطان، وحسب المعلومات المتوفرة هناك كميات كبيرة تم نقلها إلى المناطق الفلسطينية، وجار البحث عن هذه المواد والتحرز عليها ومطالبة سلطات الاحتلال بإعادتها إلى مناطقها وفق الطرق الصحيحة لأن تكلفة التخلص من هذه النفايات باهظة ناهيك عن الضرر المزمن الذي يمكن أن ينتج عن تلويث المياه والتربة.

كذلك فإن استخدام قوات الاحتلال للغازات السامة بما فيها اليورانيوم، أدى إلى تلويث كبير في التربة والهواء ويمكن أن يدخل في السلسلة الغذائية للإنسان مما يؤدي إلى مشاكل صحية كثيرة، خاصة أن عنصر اليورانيوم يؤثر على الكلي والكبد في جسم الإنسان، ومن المتوقع في المستقبل أن ترتفع نسبة الأمراض نتيجة لتسمم الإنسان وتعرضه اهذه الملوثات.

وتسعى سلطات الاحتلال من خلال اقتلاعها للأشجار المعمرة التي تضرب بجذورها أعماق التاريخ أن تلغي الوجود الفلسطيني لا سيما أشجار الزيتون والجميز والتين، وهي لا تتواني في استخدام أي وسيلة | التلويث البيئة، وخير دليل على ذلك إغراق الأراضي الفلسطينية بمياه الصرف الصحي إثر انفجار خزان مياه داخل الخط الأخضر وبلغت كمية المياه المتسربة حوالي 3 ملايين متر مكعب، الأمر الذي أدى إلى تدمير المزروعات والنباتات وإحداث انجرافات في التربة، وما نخشاه أن تكون هذه المياه العادمة وصلت إلى المياه | الجوفية وأحدثت تلوثا بها.

* على الرغم من اعتراف بعض المنظمات الدولية والتقارير التي قدمتها الجهات المعنية في السلطة الوطنية التي تثبت بشكل قاطع استخدام قوات الاحتلال للقذائف المحشوة باليورانيوم المستنفد إلا أن هذه القضية لم تأخذ بعدا عالميا بعد، فلماذا حسب رأيك؟

- هذا يشكل جزءا من الموقف العالمي المخزي تجاه مايقوم به الجانب الإسرائيلي ويشكل الحالة الأخلاقية السيئة التي يمر بها العالم، وحالة الخوف والرعب من أن يتحدثوا عن الإسرائيليين والممارسات التي تقوم بها سلطات الاحتلال حتى أنه لم يتمكن أحد من أصدقائنا من إخراج عينات من القذائف الإسرائيلية للخارج من أجل فحصها، وهناك رقابة إسرائيلية

شديدة على ذلك، وفي الأيام الأخيرة تم التحليل العلمي لبعض الشظايا في أحد مختبرات جمهورية مصر العربية من أحد مصابي الانتفاضة الذين يعالجون في المستشفيات المصرية، وبعد فحصها، تأكد بالدليل القاطع وجود مادة اليورانيوم في هذه الشظايا، كذلك توجه قبل فترة وزير الصحة الفلسطيني إلى منظمة الصحة العالمية من أجل إرسال فريق فني للبحث في هذا الموضوع، لكن تحت الضغوطات الإسرائيلية و الأمريكية كان رد منظمة الصحة العالمية أنه حتى الآن لم يظهر في الأراضي الفلسطينية حالات من سرطان الدم والتي تعرف ب (اللوكيميا) بالشكل الملحوظ، حتى يتم إرسال فريق طبي كما تم مثلا في العراق، فهم يريدون أن تحدث الكارثة أولا ومن ثم يأتوا ليتحققوا منها.

- وأقول إن العالم جميعا يرتكب جريمة أخرى بحق الشعب الفلسطيني، عندما لايريد كشف الحقائق، فهناك خلل في أخلاقيات العالم دون استثناء حتى إن لجنة ميتشيل الدولية تتحدث بخجل عن الظلم الواقع على الفلسطينيين، وتحاول أن توازن بين الجلاد والضحية، وما ورد في التقرير لا يدين الاحتلال الإسرائيلي لارتكاب جرائمه، ويحمل الطرفين المسؤولية بالتساوي.

*ما قدرة الجهات المعنية في السلطة الوطنية على تأكيد استخدام سلطات الاحتلال لليورانيوم المستنفد في ارتكاب جرائمها ضد المواطنين؟

- بالنسبة لنا لا توجد لدينا الإمكانية الفنية والمخبرية للكشف عن عنصر اليورانيوم، البعض يعتقد أن اليورانيوم هو المادة المشعة الظاهرة للعيان، فهذا اليورانيوم مستنفد، وعندما نقول مستنفد، يعني احتواءه على بقايا من الاشعاع، وعندما يتم فحصه لا تظهر ارتفاعات عالية في مستويات الإشعاع، واليورانيوم تكمن خطورته كعنصر من العناصر الثقيلة، ونحن نستند في معلوماتنا على ما صدر من تقارير عن منظمات دولية وإقليمية بهذا الشأن تؤكد استخدام سلطات الاحتلال لمادة اليورانيوم المستنفد، والدلائل والمؤشرات على نتائج استخدامه، خاصة فيما يتعلق بالتدمير الهائل لتفتيت عظام المصابين برصاص الاحتلال، واليورانيوم كونه عالي الكثافة، يتطلب مقذوفات بحجم صغير، وبالتالي تكون سرعته كبيرة، وعندما يصطدم بالهدف تتولد کمية كبيرة جدا من الطاقة، وهذا ما يستخدم في عملية ثقب الدبابات والآليات والمعادن، وعندما يكون موجودة في كمية بسيطة في رصاصة موجهة ضد الأفراد وتصيب العظم، فتعمل على تفتيته بشكل كامل، والرصاصة التي خلعت كتف الطفل في بيت جالا قبل فترة، أوضح الأطباء بأنهم لم يروا طوال عملهم في الطب مثل تلك الحالة الغريبة، | فماذا يعني رصاصة تخلع كتف الإنسان؟ ألا يدل ذلك على وجود مادة اليورانيوم في رصاص الاحتلال، وبدون اليورانيوم لا توجد أسلحة تتمتع بهذه المواصفات.

وأكدت تقارير صادرة من عدة جهات دولية أن السلاح الذي تستخدمه قوات الاحتلال في عدوانها على الشعب الفلسطيني هو سلاح غير تقليدي، ومن أجل کشف تلك الحقائق طالبنا برنامج الأمم المتحدة للبيئة وبقرار اتخذ في شهر فبراير الماضي في نیروبي بإرسال بعثة فنية من أجل تقييم الخسائر والأضرار البيئية التي لحقت بالشعب الفلسطيني كجهة محايدة، وحتى الآن لم تصل اللجان، وكأن الأمر لايعنيهم.

*طالما توجد مشكلة خطيرة بهذا الحجم والنوع، لماذا لا توجد لدينا مختبرات علمية وفنية قادرة على تشخيص هذه الاشعاعات والغازات السامة؟ أليس الأمر يتطلب جهدا على هذا الصعيد؟

- توجد لدينا مختبرات الجامعات، ونستعين بها، وما تم ضبطه من مواد كيماوية في الخليل، أرسلنا عينات منها إلى جامعة بيرزيت، وتم فحصها بشكل جيد، لكن ما يمكن قوله في هذا المجال أننا لم نتصور قبل ذلك أن قوات الاحتلال ستستخدم مادة اليورانيوم المستنفد في أسلحتها وكنا نستبعد ذلك، إضافة إلى أن سلطات الاحتلال تمنع إدخال أجهزة تقنية بهذا النوع إلى الأراضي الفلسطينية حتى لا يكشف عن خبايا جرائمها، فالقيود المفروضة علينا هي وراء عدم وجود مختبرات بهذا الشكل، ناهيك على أن الكشف عن عنصر اليورانيوم مكلف جدا حتى لو كانت لدينا القدرة على الكشف عن عنصر اليورانيوم، فلا أحد يصدقنا، وهذا ما يجعلنا نطالب بجهة ثالثة للكشف عن اليورانيوم.

*هل هناك خشية من قيام الإسرائيليين بردم المخلفات النووية داخل الأراضي الفلسطينية؟

- هذا وارد جدا، وتوجد لدينا مؤشرات واضحة في هذا الشأن بأن الإسرائيليين قاموا بدفن المخلفات النووية داخل الأراضي الفلسطينية، والحديث يدور عن حاويات وليس براميل في جنوب الخليل، فهذه المواد ربما تكون نووية أو كيماوية لأنه في فترة من الفترات قبل عامين، قامت سلطات الاحتلال بفرض حظر التجول على منطقة في قطاع غزة ومنعوا المواطنين من التواجد في المكان، تمهيدا لردم المخلفات النووية داخل الأراضي الفلسطينية حيث قام أحد المواطنين بكشف جريمتهم بالخفاء إلى حد أنه التقط بعض الصور الفوتوغرافية وقد اعترف الإسرائيليون بأنهم يردمون المخلفات النووية بالقرب من أراضي محافظات غزة وهم يقومون بذلك منذ فترة طويلة، | وبالتحديد منذ إنشاء مفاعل دیمونا النووي.

* في ظل تناقص العمر الافتراضي لمفاعل ديمونا النووي، ما احتمالات وقوع كارثة نووية في المنطقة، لاسيما أن بعض الخبراء الدوليين حذروا من وجود تسربات إشعاعية منه؟

- احتمال وجود تسربات اشعاعية وارد جدة، لكن بالنسبة لنا لم نتحقق من ذلك لعدم وجود الإمكانات اللازمة للمسح والرصد بهذا الشأن، لكن هناك تقارير أوضحت أن هناك زيادة في مستوى الاشعاع في منطقة وادي عربة في فلسطين ومنطقة الطفيلة في الأردن، وهاتان المنطقتان قريبتان من مفاعل ديمونا، الذي انتهى عمره الافتراضي وأصبح شائخأ، والصور الجوية التي التقطتها الأقمار الصناعية له تشير على وجود ثقوب وتصدعات في الجدار الإسمنتي الواقي للمفاعل، واحتمالات وقوع الكارثة واردة، وهذا باعتراف علماء إسرائيليين عملوا في هذا المفاعل وأكدوا أنه استنفد أكبر من طاقته، ولأغراض متنوعة زائدة عن قدرته التشغيلية، حيث تم إنتاج رؤوس نووية قادرة على تدمير منطقة الشرق الأوسط بكاملها، ولعل رفض إسرائيل إتاحة الفرصة للجان المراقبة الدولية الكشف عليه يصب في هذا الاتجاه، ونحن بدورنا حاولنا إثارة هذه القضية على عدة مستويات وكشف الحقائق من أجل الضغط على الحكومة الإسرائيلية لتنصاع وتفتح المفاعل أمام المراقبة الدولية، حيث إن الشعب الفلسطيني هو الحلقة الأضعف في هذه اللعبة فلو حدث أي انبعاث اشعاعي أو انفجار في هذا المفاعل، سيكون الفلسطينيون أكثر المتضررين في ظل عدم توفر وسائل الوقاية، وكما تشير التقديرات المحتملة أنه لو حدث المفاعل تشيرنوبيل سيكون تاثيره ممتدا إلى دائرة نصف قطرها حوالي 500 كيلو متر مربع، ويصل التأثير إلى قبرص أو إلى أوروبا، لكن الدعم الأمريكي لإسرائيل يخيف الدول من التحدث حول خطورة مفاعل ديمونا النووي.

*علاوة على المخاطر البيئية الناجمة عن العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية هناك مخاوف من امتداد آثار العدوان على مناطق أخرى من العالم، السؤال المطروح لماذا لا يكون هناك تنبيه أو تحذير للعالم من أن الأعمال العدوانية التي تقوم بها سلطات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية ستمتد إلى أجزاء أخرى من المعمورة؟

- هذا ما يثار حاليا في مناقشة اتفاقية مكافحة التصحر في العالم، وكانت لنا مشاركة في المؤتمر الذي عقد مؤخرا في بون حول ذلك، وأطلقناصيحة تحذير حتى يستيقظ العالم من غفلته، كذلك هذه القضية مرتبطة باتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي وتسمى باتفاقية كيوتو، والاتفاقية تتناول اتجاهين الأول استهلاك الطاقة والثاني اقتلاع الأشجار، ذلك أن ما يحصل من تغيرات مناخية سببها زيادة استهلاك الطاقة وإنتاج ثاني أكسيد الكربون، وقطع الأشجار، وكما تعلم فإن الأشجار تسحب من الجو ثاني أكسيد الكربون، مما سيؤدي بدوره إلى ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية، وهذا الارتفاع باتجاه الشمال يعمل على ذوبان الجليد، وبدوره سيرفع منسوب المياه في المحيطات والبحار والأنهار وبالتالي التسبب بفيضانات مما يهدد المدن الساحلية والجزر، وبالتالي يمكن القول أن كل شجرة يقتلعها الاحتلال تساهم بشكل غير مباشر في إحداث الكارثة والتي يخشاها الجميع، ويجب التأكيد على أن إسرائيل هي أكبر مدمر للبيئة في العالم وهي لا تكترث مطلقا لما قد تسببه ممارساتها تجاه البيئة.

 

حاوره: محمد توفيق أحمد كريزم  وزير البيئة  الدكتور يوسف أبو صفية  في حديث د "الرأي"  مفاعل ديمونا انتهى عمره الافتراضي والكارثة على وشك الانفجار  الاحتلال يسعى لتدمير البيئة الفلسطينية وجعلها مكبا لنفاياته النووية     وزير البيئة  الدكتور يوسف أبو صفية  في الوقت الذي تبذل فيه الدول والمنظمات العالمية جهودا للحفاظ على البيئة وزراعة المزيد من الأشجار الحرجية والمثمرة، تقوم سلطات الاحتلال بسياسة ممنهجة وبتخطيط مسبق، بتدمير كلي للبيئة | الفلسطينية، وتلويثها بكافة أشكال الملوثات الخطيرة دون استثناء، سواء ما يتعلق بالهواء والماء والتربة أو تدمير الغطاء النباتي وتحويل الأراضي الفلسطينية إلى أراض جرداء قاحلة. الرأي حاورت الدكتور يوسف أبو صفية وزير البيئة الذي أكد أن الأدلة أثبتت قيام سلطات الاحتلال باستخدام اليورانيوم المستنفد ضد المواطنين، وردم المخلفات النووية داخل الأراضي الفلسطينية، وفيما يلي نص هذا الحوار:  *من الملاحظ أن العدوان الإسرائيلي لم يقتصر على القتل والتدمير والحصار والإغلاق بل تعدى ذلك إلى حد تشويه معالم البيئة الفلسطينية وتسميم الأجواء وتلويث الأراضي والمياه والهواء، كيف تجملون صورة الأوضاع على أرض الواقع؟  - منذ أن وجد الاحتلال على أرضنا والاحتلال يقوم بقتل كل ما له علاقة بحياة الشعب الفلسطيني على المدى القريب والمدى البعيد، وهذا ما أسميه بالعدوان الخفي غير المنظور، والحرب الخفية ضد الإنسان الفلسطيني والأرض الفلسطينية فالممارسات الاحتلالية تتمثل في عمليات استغلال المصادر الطبيعية الفلسطينية سواء كانت المياه والتربة أو المعادن والصخور، وتركزت هذه الممارسات الاحتلالية على عدم إنشاء أي نوع من البنية التحتية بهدف حرمان الشعب الفلسطيني من الاستفادة من موارده الطبيعية، والأخطر من ذلك هو إقامة المستوطنات في مناطق طبيعية، وهذا يعني تدمير المساحات الخضراء واقتلاع الأشجار وهدم البيوت وشق الطرق الاستيطانية على حساب الأرض الفلسطينية والمستوطنات بأنواعها المختلفة الزراعية والصناعية تقوم بسرقة المياه بشكل مكثف خاصة في محافظات غزة، وفي نفس الوقت المخلفات الزراعية التي تدفنها المستوطنات داخل الأرض الفلسطينية، أدت إلى تلوث خطير في المياه الجوفية، وبالنسبة للمستوطنات الصناعية جميعها تشتمل على مصانع تنتج مواد خطرة، حيث يتم التخلص من بقاياها داخل الأرض الفلسطينية سواء كان في الوديان أو في الكثبان الرملية، وهذا بدوره أدی إلى تدمير كبير في البيئة.  وفيما يتعلق بالأعمال العدوانية في ظل الانتفاضة صعدت قوات الاحتلال من وتيرة تدميرها للبيئة الفلسطينية فهناك مئات الآلاف من الأشجار الحرجية والمثمرة التي اقتلعتها قوات الاحتلال، وردا على هذه الممارسات وضعت وزارة البيئة برنامجا لمكافحة التصحر، ويعني ذلك زراعة أشجار وإعادة زراعة النباتات، وما قامت به سلطات الاحتلال هو تكثيف عملية التصحر في الأراضي الفلسطينية من خلال تدمير الغطاء النباتي.  أيضا لم تتورع سلطات الاحتلال عن تدمير البنى التحتية، مثلما حدث لمحطة معالجة مياه المجاري في مدينة غزة، عندما قصفتها قوات الاحتلال بالصواريخ والقذائف المدفعية مما أدى إلى صرف المياه بدون معالجة وبالتالي تلويث مياه البحر بشكل كبير، وهذا ما يحدث في مناطق عدة من محافظات الوطن، كما أن سلطات الاحتلال دمرت المواقع التي تستخدم كمكان الكب النفايات، ومنعت طواقم البلديات من الوصول إليها، الأمر الذي أدى إلى وجود مكبات عشوائية في مناطق مختلفة، ستؤثر بدورها على المياه والتربة.  إضافة إلى كل ما سبق ذكره وما يشكل خطورة حقيقية على البيئة هو عمليات تهريب ونقل كميات كبيرة من المخلفات الصناعية والكيماوية ومخلفات الصناعات العسكرية لجيش الاحت لال إلى الأراضي الفلسطينية، وكان آخرها ما تم ضبطه في الخليل من براميل تحوي كميات كبيرة من المواد الكيماوية، وضبط ۱۲۰ برميلا و ۱۰۰ علبة تحوي مواد كيماوية في القدس، وهذه المواد تتسبب بأمراض السرطان، وحسب المعلومات المتوفرة هناك كميات كبيرة تم نقلها إلى المناطق الفلسطينية، وجار البحث عن هذه المواد والتحرز عليها ومطالبة سلطات الاحتلال بإعادتها إلى مناطقها وفق الطرق الصحيحة لأن تكلفة التخلص من هذه النفايات باهظة ناهيك عن الضرر المزمن الذي يمكن أن ينتج عن تلويث المياه والتربة.  كذلك فإن استخدام قوات الاحتلال للغازات السامة بما فيها اليورانيوم، أدى إلى تلويث كبير في التربة والهواء ويمكن أن يدخل في السلسلة الغذائية للإنسان مما يؤدي إلى مشاكل صحية كثيرة، خاصة أن عنصر اليورانيوم يؤثر على الكلي والكبد في جسم الإنسان، ومن المتوقع في المستقبل أن ترتفع نسبة الأمراض نتيجة لتسمم الإنسان وتعرضه اهذه الملوثات.  وتسعى سلطات الاحتلال من خلال اقتلاعها للأشجار المعمرة التي تضرب بجذورها أعماق التاريخ أن تلغي الوجود الفلسطيني لا سيما أشجار الزيتون والجميز والتين، وهي لا تتواني في استخدام أي وسيلة | التلويث البيئة، وخير دليل على ذلك إغراق الأراضي الفلسطينية بمياه الصرف الصحي إثر انفجار خزان مياه داخل الخط الأخضر وبلغت كمية المياه المتسربة حوالي 3 ملايين متر مكعب، الأمر الذي أدى إلى تدمير المزروعات والنباتات وإحداث انجرافات في التربة، وما نخشاه أن تكون هذه المياه العادمة وصلت إلى المياه | الجوفية وأحدثت تلوثا بها.  * على الرغم من اعتراف بعض المنظمات الدولية والتقارير التي قدمتها الجهات المعنية في السلطة الوطنية التي تثبت بشكل قاطع استخدام قوات الاحتلال للقذائف المحشوة باليورانيوم المستنفد إلا أن هذه القضية لم تأخذ بعدا عالميا بعد، فلماذا حسب رأيك؟  - هذا يشكل جزءا من الموقف العالمي المخزي تجاه مايقوم به الجانب الإسرائيلي ويشكل الحالة الأخلاقية السيئة التي يمر بها العالم، وحالة الخوف والرعب من أن يتحدثوا عن الإسرائيليين والممارسات التي تقوم بها سلطات الاحتلال حتى أنه لم يتمكن أحد من أصدقائنا من إخراج عينات من القذائف الإسرائيلية للخارج من أجل فحصها، وهناك رقابة إسرائيلية  شديدة على ذلك، وفي الأيام الأخيرة تم التحليل العلمي لبعض الشظايا في أحد مختبرات جمهورية مصر العربية من أحد مصابي الانتفاضة الذين يعالجون في المستشفيات المصرية، وبعد فحصها، تأكد بالدليل القاطع وجود مادة اليورانيوم في هذه الشظايا، كذلك توجه قبل فترة وزير الصحة الفلسطيني إلى منظمة الصحة العالمية من أجل إرسال فريق فني للبحث في هذا الموضوع، لكن تحت الضغوطات الإسرائيلية و الأمريكية كان رد منظمة الصحة العالمية أنه حتى الآن لم يظهر في الأراضي الفلسطينية حالات من سرطان الدم والتي تعرف ب (اللوكيميا) بالشكل الملحوظ، حتى يتم إرسال فريق طبي كما تم مثلا في العراق، فهم يريدون أن تحدث الكارثة أولا ومن ثم يأتوا ليتحققوا منها.  - وأقول إن العالم جميعا يرتكب جريمة أخرى بحق الشعب الفلسطيني، عندما لايريد كشف الحقائق، فهناك خلل في أخلاقيات العالم دون استثناء حتى إن لجنة ميتشيل الدولية تتحدث بخجل عن الظلم الواقع على الفلسطينيين، وتحاول أن توازن بين الجلاد والضحية، وما ورد في التقرير لا يدين الاحتلال الإسرائيلي لارتكاب جرائمه، ويحمل الطرفين المسؤولية بالتساوي.  *ما قدرة الجهات المعنية في السلطة الوطنية على تأكيد استخدام سلطات الاحتلال لليورانيوم المستنفد في ارتكاب جرائمها ضد المواطنين؟  - بالنسبة لنا لا توجد لدينا الإمكانية الفنية والمخبرية للكشف عن عنصر اليورانيوم، البعض يعتقد أن اليورانيوم هو المادة المشعة الظاهرة للعيان، فهذا اليورانيوم مستنفد، وعندما نقول مستنفد، يعني احتواءه على بقايا من الاشعاع، وعندما يتم فحصه لا تظهر ارتفاعات عالية في مستويات الإشعاع، واليورانيوم تكمن خطورته كعنصر من العناصر الثقيلة، ونحن نستند في معلوماتنا على ما صدر من تقارير عن منظمات دولية وإقليمية بهذا الشأن تؤكد استخدام سلطات الاحتلال لمادة اليورانيوم المستنفد، والدلائل والمؤشرات على نتائج استخدامه، خاصة فيما يتعلق بالتدمير الهائل لتفتيت عظام المصابين برصاص الاحتلال، واليورانيوم كونه عالي الكثافة، يتطلب مقذوفات بحجم صغير، وبالتالي تكون سرعته كبيرة، وعندما يصطدم بالهدف تتولد کمية كبيرة جدا من الطاقة، وهذا ما يستخدم في عملية ثقب الدبابات والآليات والمعادن، وعندما يكون موجودة في كمية بسيطة في رصاصة موجهة ضد الأفراد وتصيب العظم، فتعمل على تفتيته بشكل كامل، والرصاصة التي خلعت كتف الطفل في بيت جالا قبل فترة، أوضح الأطباء بأنهم لم يروا طوال عملهم في الطب مثل تلك الحالة الغريبة، | فماذا يعني رصاصة تخلع كتف الإنسان؟ ألا يدل ذلك على وجود مادة اليورانيوم في رصاص الاحتلال، وبدون اليورانيوم لا توجد أسلحة تتمتع بهذه المواصفات.  وأكدت تقارير صادرة من عدة جهات دولية أن السلاح الذي تستخدمه قوات الاحتلال في عدوانها على الشعب الفلسطيني هو سلاح غير تقليدي، ومن أجل کشف تلك الحقائق طالبنا برنامج الأمم المتحدة للبيئة وبقرار اتخذ في شهر فبراير الماضي في نیروبي بإرسال بعثة فنية من أجل تقييم الخسائر والأضرار البيئية التي لحقت بالشعب الفلسطيني كجهة محايدة، وحتى الآن لم تصل اللجان، وكأن الأمر لايعنيهم.  *طالما توجد مشكلة خطيرة بهذا الحجم والنوع، لماذا لا توجد لدينا مختبرات علمية وفنية قادرة على تشخيص هذه الاشعاعات والغازات السامة؟ أليس الأمر يتطلب جهدا على هذا الصعيد؟  - توجد لدينا مختبرات الجامعات، ونستعين بها، وما تم ضبطه من مواد كيماوية في الخليل، أرسلنا عينات منها إلى جامعة بيرزيت، وتم فحصها بشكل جيد، لكن ما يمكن قوله في هذا المجال أننا لم نتصور قبل ذلك أن قوات الاحتلال ستستخدم مادة اليورانيوم المستنفد في أسلحتها وكنا نستبعد ذلك، إضافة إلى أن سلطات الاحتلال تمنع إدخال أجهزة تقنية بهذا النوع إلى الأراضي الفلسطينية حتى لا يكشف عن خبايا جرائمها، فالقيود المفروضة علينا هي وراء عدم وجود مختبرات بهذا الشكل، ناهيك على أن الكشف عن عنصر اليورانيوم مكلف جدا حتى لو كانت لدينا القدرة على الكشف عن عنصر اليورانيوم، فلا أحد يصدقنا، وهذا ما يجعلنا نطالب بجهة ثالثة للكشف عن اليورانيوم.   المنظمات الدولية تحجم عن إرسال لجان تقصي الحقائق خوفاً من الإرهاب الصهيوني   *هل هناك خشية من قيام الإسرائيليين بردم المخلفات النووية داخل الأراضي الفلسطينية؟  - هذا وارد جدا، وتوجد لدينا مؤشرات واضحة في هذا الشأن بأن الإسرائيليين قاموا بدفن المخلفات النووية داخل الأراضي الفلسطينية، والحديث يدور عن حاويات وليس براميل في جنوب الخليل، فهذه المواد ربما تكون نووية أو كيماوية لأنه في فترة من الفترات قبل عامين، قامت سلطات الاحتلال بفرض حظر التجول على منطقة في قطاع غزة ومنعوا المواطنين من التواجد في المكان، تمهيدا لردم المخلفات النووية داخل الأراضي الفلسطينية حيث قام أحد المواطنين بكشف جريمتهم بالخفاء إلى حد أنه التقط بعض الصور الفوتوغرافية وقد اعترف الإسرائيليون بأنهم يردمون المخلفات النووية بالقرب من أراضي محافظات غزة وهم يقومون بذلك منذ فترة طويلة، | وبالتحديد منذ إنشاء مفاعل دیمونا النووي.   وجود خلل في أخلاقيات العالم يحول دون فضح جرائم الإحتلال دولياً   * في ظل تناقص العمر الافتراضي لمفاعل ديمونا النووي، ما احتمالات وقوع كارثة نووية في المنطقة، لاسيما أن بعض الخبراء الدوليين حذروا من وجود تسربات إشعاعية منه؟  - احتمال وجود تسربات اشعاعية وارد جدة، لكن بالنسبة لنا لم نتحقق من ذلك لعدم وجود الإمكانات اللازمة للمسح والرصد بهذا الشأن، لكن هناك تقارير أوضحت أن هناك زيادة في مستوى الاشعاع في منطقة وادي عربة في فلسطين ومنطقة الطفيلة في الأردن، وهاتان المنطقتان قريبتان من مفاعل ديمونا، الذي انتهى عمره الافتراضي وأصبح شائخأ، والصور الجوية التي التقطتها الأقمار الصناعية له تشير على وجود ثقوب وتصدعات في الجدار الإسمنتي الواقي للمفاعل، واحتمالات وقوع الكارثة واردة، وهذا باعتراف علماء إسرائيليين عملوا في هذا المفاعل وأكدوا أنه استنفد أكبر من طاقته، ولأغراض متنوعة زائدة عن قدرته التشغيلية، حيث تم إنتاج رؤوس نووية قادرة على تدمير منطقة الشرق الأوسط بكاملها، ولعل رفض إسرائيل إتاحة الفرصة للجان المراقبة الدولية الكشف عليه يصب في هذا الاتجاه، ونحن بدورنا حاولنا إثارة هذه القضية على عدة مستويات وكشف الحقائق من أجل الضغط على الحكومة الإسرائيلية لتنصاع وتفتح المفاعل أمام المراقبة الدولية، حيث إن الشعب الفلسطيني هو الحلقة الأضعف في هذه اللعبة فلو حدث أي انبعاث اشعاعي أو انفجار في هذا المفاعل، سيكون الفلسطينيون أكثر المتضررين في ظل عدم توفر وسائل الوقاية، وكما تشير التقديرات المحتملة أنه لو حدث المفاعل تشيرنوبيل سيكون تاثيره ممتدا إلى دائرة نصف قطرها حوالي 500 كيلو متر مربع، ويصل التأثير إلى قبرص أو إلى أوروبا، لكن الدعم الأمريكي لإسرائيل يخيف الدول من التحدث حول خطورة مفاعل ديمونا النووي.  *علاوة على المخاطر البيئية الناجمة عن العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية هناك مخاوف من امتداد آثار العدوان على مناطق أخرى من العالم، السؤال المطروح لماذا لا يكون هناك تنبيه أو تحذير للعالم من أن الأعمال العدوانية التي تقوم بها سلطات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية ستمتد إلى أجزاء أخرى من المعمورة؟  - هذا ما يثار حاليا في مناقشة اتفاقية مكافحة التصحر في العالم، وكانت لنا مشاركة في المؤتمر الذي عقد مؤخرا في بون حول ذلك، وأطلقناصيحة تحذير حتى يستيقظ العالم من غفلته، كذلك هذه القضية مرتبطة باتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي وتسمى باتفاقية كيوتو، والاتفاقية تتناول اتجاهين الأول استهلاك الطاقة والثاني اقتلاع الأشجار، ذلك أن ما يحصل من تغيرات مناخية سببها زيادة استهلاك الطاقة وإنتاج ثاني أكسيد الكربون، وقطع الأشجار، وكما تعلم فإن الأشجار تسحب من الجو ثاني أكسيد الكربون، مما سيؤدي بدوره إلى ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية، وهذا الارتفاع باتجاه الشمال يعمل على ذوبان الجليد، وبدوره سيرفع منسوب المياه في المحيطات والبحار والأنهار وبالتالي التسبب بفيضانات مما يهدد المدن الساحلية والجزر، وبالتالي يمكن القول أن كل شجرة يقتلعها الاحتلال تساهم بشكل غير مباشر في إحداث الكارثة والتي يخشاها الجميع، ويجب التأكيد على أن إسرائيل هي أكبر مدمر للبيئة في العالم وهي لا تكترث مطلقا لما قد تسببه ممارساتها تجاه البيئة.     حاوره: محمد توفيق أحمد كريزم     وزير البيئة الدكتور يوسف أبو صفية لـ " الرأي "    مفاعل ديمونا إنتهى عمره الإفتراضي والكارثة على وشك الإنفجار   الإحتلال يسعى لتدمير البيئة الفلسطينية وجعلها مكباً لنفاياته النووية   المنظمات الدولية تحجم عن إرسال لجان تقصي الحقائق خوفاً من الإرهاب الصهيوني   وجود خلل في أخلاقيات العالم يحول دون فضح جرائم الإحتلال دولياً    كل الأدلة والشواهد أثبتت بشكل قاطع إستخدام الإسرائيليين لليورانيوم المستنفد        نشر بمجلة الرأي -  تاريخ  - يونيو 2001 عدد 40 حاوره: محمد توفيق أحمد كريزم     وزير البيئة الدكتور يوسف أبو صفية لـ " الرأي "    مفاعل ديمونا إنتهى عمره الإفتراضي والكارثة على وشك الإنفجار   الإحتلال يسعى لتدمير البيئة الفلسطينية وجعلها مكباً لنفاياته النووية   المنظمات الدولية تحجم عن إرسال لجان تقصي الحقائق خوفاً من الإرهاب الصهيوني   وجود خلل في أخلاقيات العالم يحول دون فضح جرائم الإحتلال دولياً    كل الأدلة والشواهد أثبتت بشكل قاطع إستخدام الإسرائيليين لليورانيوم المستنفد        نشر بمجلة الرأي -  تاريخ  - يونيو 2001 عدد 40 حاوره: محمد توفيق أحمد كريزم     وزير البيئة الدكتور يوسف أبو صفية لـ " الرأي "    مفاعل ديمونا إنتهى عمره الإفتراضي والكارثة على وشك الإنفجار   الإحتلال يسعى لتدمير البيئة الفلسطينية وجعلها مكباً لنفاياته النووية   المنظمات الدولية تحجم عن إرسال لجان تقصي الحقائق خوفاً من الإرهاب الصهيوني   وجود خلل في أخلاقيات العالم يحول دون فضح جرائم الإحتلال دولياً    كل الأدلة والشواهد أثبتت بشكل قاطع إستخدام الإسرائيليين لليورانيوم المستنفد        نشر بمجلة الرأي -  تاريخ  - يونيو 2001 عدد 40 حاوره: محمد توفيق أحمد كريزم     وزير البيئة الدكتور يوسف أبو صفية لـ " الرأي "    مفاعل ديمونا إنتهى عمره الإفتراضي والكارثة على وشك الإنفجار   الإحتلال يسعى لتدمير البيئة الفلسطينية وجعلها مكباً لنفاياته النووية   المنظمات الدولية تحجم عن إرسال لجان تقصي الحقائق خوفاً من الإرهاب الصهيوني   وجود خلل في أخلاقيات العالم يحول دون فضح جرائم الإحتلال دولياً    كل الأدلة والشواهد أثبتت بشكل قاطع إستخدام الإسرائيليين لليورانيوم المستنفد        نشر بمجلة الرأي -  تاريخ  - يونيو 2001 عدد 40  نشر بمجلة الرأي -  تاريخ  - يونيو 2001 عدد 40
حاوره: محمد توفيق أحمد كريزم  وزير البيئة  الدكتور يوسف أبو صفية  في حديث د "الرأي"  مفاعل ديمونا انتهى عمره الافتراضي والكارثة على وشك الانفجار  الاحتلال يسعى لتدمير البيئة الفلسطينية وجعلها مكبا لنفاياته النووية     وزير البيئة  الدكتور يوسف أبو صفية  في الوقت الذي تبذل فيه الدول والمنظمات العالمية جهودا للحفاظ على البيئة وزراعة المزيد من الأشجار الحرجية والمثمرة، تقوم سلطات الاحتلال بسياسة ممنهجة وبتخطيط مسبق، بتدمير كلي للبيئة | الفلسطينية، وتلويثها بكافة أشكال الملوثات الخطيرة دون استثناء، سواء ما يتعلق بالهواء والماء والتربة أو تدمير الغطاء النباتي وتحويل الأراضي الفلسطينية إلى أراض جرداء قاحلة. الرأي حاورت الدكتور يوسف أبو صفية وزير البيئة الذي أكد أن الأدلة أثبتت قيام سلطات الاحتلال باستخدام اليورانيوم المستنفد ضد المواطنين، وردم المخلفات النووية داخل الأراضي الفلسطينية، وفيما يلي نص هذا الحوار:  *من الملاحظ أن العدوان الإسرائيلي لم يقتصر على القتل والتدمير والحصار والإغلاق بل تعدى ذلك إلى حد تشويه معالم البيئة الفلسطينية وتسميم الأجواء وتلويث الأراضي والمياه والهواء، كيف تجملون صورة الأوضاع على أرض الواقع؟  - منذ أن وجد الاحتلال على أرضنا والاحتلال يقوم بقتل كل ما له علاقة بحياة الشعب الفلسطيني على المدى القريب والمدى البعيد، وهذا ما أسميه بالعدوان الخفي غير المنظور، والحرب الخفية ضد الإنسان الفلسطيني والأرض الفلسطينية فالممارسات الاحتلالية تتمثل في عمليات استغلال المصادر الطبيعية الفلسطينية سواء كانت المياه والتربة أو المعادن والصخور، وتركزت هذه الممارسات الاحتلالية على عدم إنشاء أي نوع من البنية التحتية بهدف حرمان الشعب الفلسطيني من الاستفادة من موارده الطبيعية، والأخطر من ذلك هو إقامة المستوطنات في مناطق طبيعية، وهذا يعني تدمير المساحات الخضراء واقتلاع الأشجار وهدم البيوت وشق الطرق الاستيطانية على حساب الأرض الفلسطينية والمستوطنات بأنواعها المختلفة الزراعية والصناعية تقوم بسرقة المياه بشكل مكثف خاصة في محافظات غزة، وفي نفس الوقت المخلفات الزراعية التي تدفنها المستوطنات داخل الأرض الفلسطينية، أدت إلى تلوث خطير في المياه الجوفية، وبالنسبة للمستوطنات الصناعية جميعها تشتمل على مصانع تنتج مواد خطرة، حيث يتم التخلص من بقاياها داخل الأرض الفلسطينية سواء كان في الوديان أو في الكثبان الرملية، وهذا بدوره أدی إلى تدمير كبير في البيئة.  وفيما يتعلق بالأعمال العدوانية في ظل الانتفاضة صعدت قوات الاحتلال من وتيرة تدميرها للبيئة الفلسطينية فهناك مئات الآلاف من الأشجار الحرجية والمثمرة التي اقتلعتها قوات الاحتلال، وردا على هذه الممارسات وضعت وزارة البيئة برنامجا لمكافحة التصحر، ويعني ذلك زراعة أشجار وإعادة زراعة النباتات، وما قامت به سلطات الاحتلال هو تكثيف عملية التصحر في الأراضي الفلسطينية من خلال تدمير الغطاء النباتي.  أيضا لم تتورع سلطات الاحتلال عن تدمير البنى التحتية، مثلما حدث لمحطة معالجة مياه المجاري في مدينة غزة، عندما قصفتها قوات الاحتلال بالصواريخ والقذائف المدفعية مما أدى إلى صرف المياه بدون معالجة وبالتالي تلويث مياه البحر بشكل كبير، وهذا ما يحدث في مناطق عدة من محافظات الوطن، كما أن سلطات الاحتلال دمرت المواقع التي تستخدم كمكان الكب النفايات، ومنعت طواقم البلديات من الوصول إليها، الأمر الذي أدى إلى وجود مكبات عشوائية في مناطق مختلفة، ستؤثر بدورها على المياه والتربة.  إضافة إلى كل ما سبق ذكره وما يشكل خطورة حقيقية على البيئة هو عمليات تهريب ونقل كميات كبيرة من المخلفات الصناعية والكيماوية ومخلفات الصناعات العسكرية لجيش الاحت لال إلى الأراضي الفلسطينية، وكان آخرها ما تم ضبطه في الخليل من براميل تحوي كميات كبيرة من المواد الكيماوية، وضبط ۱۲۰ برميلا و ۱۰۰ علبة تحوي مواد كيماوية في القدس، وهذه المواد تتسبب بأمراض السرطان، وحسب المعلومات المتوفرة هناك كميات كبيرة تم نقلها إلى المناطق الفلسطينية، وجار البحث عن هذه المواد والتحرز عليها ومطالبة سلطات الاحتلال بإعادتها إلى مناطقها وفق الطرق الصحيحة لأن تكلفة التخلص من هذه النفايات باهظة ناهيك عن الضرر المزمن الذي يمكن أن ينتج عن تلويث المياه والتربة.  كذلك فإن استخدام قوات الاحتلال للغازات السامة بما فيها اليورانيوم، أدى إلى تلويث كبير في التربة والهواء ويمكن أن يدخل في السلسلة الغذائية للإنسان مما يؤدي إلى مشاكل صحية كثيرة، خاصة أن عنصر اليورانيوم يؤثر على الكلي والكبد في جسم الإنسان، ومن المتوقع في المستقبل أن ترتفع نسبة الأمراض نتيجة لتسمم الإنسان وتعرضه اهذه الملوثات.  وتسعى سلطات الاحتلال من خلال اقتلاعها للأشجار المعمرة التي تضرب بجذورها أعماق التاريخ أن تلغي الوجود الفلسطيني لا سيما أشجار الزيتون والجميز والتين، وهي لا تتواني في استخدام أي وسيلة | التلويث البيئة، وخير دليل على ذلك إغراق الأراضي الفلسطينية بمياه الصرف الصحي إثر انفجار خزان مياه داخل الخط الأخضر وبلغت كمية المياه المتسربة حوالي 3 ملايين متر مكعب، الأمر الذي أدى إلى تدمير المزروعات والنباتات وإحداث انجرافات في التربة، وما نخشاه أن تكون هذه المياه العادمة وصلت إلى المياه | الجوفية وأحدثت تلوثا بها.  * على الرغم من اعتراف بعض المنظمات الدولية والتقارير التي قدمتها الجهات المعنية في السلطة الوطنية التي تثبت بشكل قاطع استخدام قوات الاحتلال للقذائف المحشوة باليورانيوم المستنفد إلا أن هذه القضية لم تأخذ بعدا عالميا بعد، فلماذا حسب رأيك؟  - هذا يشكل جزءا من الموقف العالمي المخزي تجاه مايقوم به الجانب الإسرائيلي ويشكل الحالة الأخلاقية السيئة التي يمر بها العالم، وحالة الخوف والرعب من أن يتحدثوا عن الإسرائيليين والممارسات التي تقوم بها سلطات الاحتلال حتى أنه لم يتمكن أحد من أصدقائنا من إخراج عينات من القذائف الإسرائيلية للخارج من أجل فحصها، وهناك رقابة إسرائيلية  شديدة على ذلك، وفي الأيام الأخيرة تم التحليل العلمي لبعض الشظايا في أحد مختبرات جمهورية مصر العربية من أحد مصابي الانتفاضة الذين يعالجون في المستشفيات المصرية، وبعد فحصها، تأكد بالدليل القاطع وجود مادة اليورانيوم في هذه الشظايا، كذلك توجه قبل فترة وزير الصحة الفلسطيني إلى منظمة الصحة العالمية من أجل إرسال فريق فني للبحث في هذا الموضوع، لكن تحت الضغوطات الإسرائيلية و الأمريكية كان رد منظمة الصحة العالمية أنه حتى الآن لم يظهر في الأراضي الفلسطينية حالات من سرطان الدم والتي تعرف ب (اللوكيميا) بالشكل الملحوظ، حتى يتم إرسال فريق طبي كما تم مثلا في العراق، فهم يريدون أن تحدث الكارثة أولا ومن ثم يأتوا ليتحققوا منها.  - وأقول إن العالم جميعا يرتكب جريمة أخرى بحق الشعب الفلسطيني، عندما لايريد كشف الحقائق، فهناك خلل في أخلاقيات العالم دون استثناء حتى إن لجنة ميتشيل الدولية تتحدث بخجل عن الظلم الواقع على الفلسطينيين، وتحاول أن توازن بين الجلاد والضحية، وما ورد في التقرير لا يدين الاحتلال الإسرائيلي لارتكاب جرائمه، ويحمل الطرفين المسؤولية بالتساوي.  *ما قدرة الجهات المعنية في السلطة الوطنية على تأكيد استخدام سلطات الاحتلال لليورانيوم المستنفد في ارتكاب جرائمها ضد المواطنين؟  - بالنسبة لنا لا توجد لدينا الإمكانية الفنية والمخبرية للكشف عن عنصر اليورانيوم، البعض يعتقد أن اليورانيوم هو المادة المشعة الظاهرة للعيان، فهذا اليورانيوم مستنفد، وعندما نقول مستنفد، يعني احتواءه على بقايا من الاشعاع، وعندما يتم فحصه لا تظهر ارتفاعات عالية في مستويات الإشعاع، واليورانيوم تكمن خطورته كعنصر من العناصر الثقيلة، ونحن نستند في معلوماتنا على ما صدر من تقارير عن منظمات دولية وإقليمية بهذا الشأن تؤكد استخدام سلطات الاحتلال لمادة اليورانيوم المستنفد، والدلائل والمؤشرات على نتائج استخدامه، خاصة فيما يتعلق بالتدمير الهائل لتفتيت عظام المصابين برصاص الاحتلال، واليورانيوم كونه عالي الكثافة، يتطلب مقذوفات بحجم صغير، وبالتالي تكون سرعته كبيرة، وعندما يصطدم بالهدف تتولد کمية كبيرة جدا من الطاقة، وهذا ما يستخدم في عملية ثقب الدبابات والآليات والمعادن، وعندما يكون موجودة في كمية بسيطة في رصاصة موجهة ضد الأفراد وتصيب العظم، فتعمل على تفتيته بشكل كامل، والرصاصة التي خلعت كتف الطفل في بيت جالا قبل فترة، أوضح الأطباء بأنهم لم يروا طوال عملهم في الطب مثل تلك الحالة الغريبة، | فماذا يعني رصاصة تخلع كتف الإنسان؟ ألا يدل ذلك على وجود مادة اليورانيوم في رصاص الاحتلال، وبدون اليورانيوم لا توجد أسلحة تتمتع بهذه المواصفات.  وأكدت تقارير صادرة من عدة جهات دولية أن السلاح الذي تستخدمه قوات الاحتلال في عدوانها على الشعب الفلسطيني هو سلاح غير تقليدي، ومن أجل کشف تلك الحقائق طالبنا برنامج الأمم المتحدة للبيئة وبقرار اتخذ في شهر فبراير الماضي في نیروبي بإرسال بعثة فنية من أجل تقييم الخسائر والأضرار البيئية التي لحقت بالشعب الفلسطيني كجهة محايدة، وحتى الآن لم تصل اللجان، وكأن الأمر لايعنيهم.  *طالما توجد مشكلة خطيرة بهذا الحجم والنوع، لماذا لا توجد لدينا مختبرات علمية وفنية قادرة على تشخيص هذه الاشعاعات والغازات السامة؟ أليس الأمر يتطلب جهدا على هذا الصعيد؟  - توجد لدينا مختبرات الجامعات، ونستعين بها، وما تم ضبطه من مواد كيماوية في الخليل، أرسلنا عينات منها إلى جامعة بيرزيت، وتم فحصها بشكل جيد، لكن ما يمكن قوله في هذا المجال أننا لم نتصور قبل ذلك أن قوات الاحتلال ستستخدم مادة اليورانيوم المستنفد في أسلحتها وكنا نستبعد ذلك، إضافة إلى أن سلطات الاحتلال تمنع إدخال أجهزة تقنية بهذا النوع إلى الأراضي الفلسطينية حتى لا يكشف عن خبايا جرائمها، فالقيود المفروضة علينا هي وراء عدم وجود مختبرات بهذا الشكل، ناهيك على أن الكشف عن عنصر اليورانيوم مكلف جدا حتى لو كانت لدينا القدرة على الكشف عن عنصر اليورانيوم، فلا أحد يصدقنا، وهذا ما يجعلنا نطالب بجهة ثالثة للكشف عن اليورانيوم.   المنظمات الدولية تحجم عن إرسال لجان تقصي الحقائق خوفاً من الإرهاب الصهيوني   *هل هناك خشية من قيام الإسرائيليين بردم المخلفات النووية داخل الأراضي الفلسطينية؟  - هذا وارد جدا، وتوجد لدينا مؤشرات واضحة في هذا الشأن بأن الإسرائيليين قاموا بدفن المخلفات النووية داخل الأراضي الفلسطينية، والحديث يدور عن حاويات وليس براميل في جنوب الخليل، فهذه المواد ربما تكون نووية أو كيماوية لأنه في فترة من الفترات قبل عامين، قامت سلطات الاحتلال بفرض حظر التجول على منطقة في قطاع غزة ومنعوا المواطنين من التواجد في المكان، تمهيدا لردم المخلفات النووية داخل الأراضي الفلسطينية حيث قام أحد المواطنين بكشف جريمتهم بالخفاء إلى حد أنه التقط بعض الصور الفوتوغرافية وقد اعترف الإسرائيليون بأنهم يردمون المخلفات النووية بالقرب من أراضي محافظات غزة وهم يقومون بذلك منذ فترة طويلة، | وبالتحديد منذ إنشاء مفاعل دیمونا النووي.   وجود خلل في أخلاقيات العالم يحول دون فضح جرائم الإحتلال دولياً   * في ظل تناقص العمر الافتراضي لمفاعل ديمونا النووي، ما احتمالات وقوع كارثة نووية في المنطقة، لاسيما أن بعض الخبراء الدوليين حذروا من وجود تسربات إشعاعية منه؟  - احتمال وجود تسربات اشعاعية وارد جدة، لكن بالنسبة لنا لم نتحقق من ذلك لعدم وجود الإمكانات اللازمة للمسح والرصد بهذا الشأن، لكن هناك تقارير أوضحت أن هناك زيادة في مستوى الاشعاع في منطقة وادي عربة في فلسطين ومنطقة الطفيلة في الأردن، وهاتان المنطقتان قريبتان من مفاعل ديمونا، الذي انتهى عمره الافتراضي وأصبح شائخأ، والصور الجوية التي التقطتها الأقمار الصناعية له تشير على وجود ثقوب وتصدعات في الجدار الإسمنتي الواقي للمفاعل، واحتمالات وقوع الكارثة واردة، وهذا باعتراف علماء إسرائيليين عملوا في هذا المفاعل وأكدوا أنه استنفد أكبر من طاقته، ولأغراض متنوعة زائدة عن قدرته التشغيلية، حيث تم إنتاج رؤوس نووية قادرة على تدمير منطقة الشرق الأوسط بكاملها، ولعل رفض إسرائيل إتاحة الفرصة للجان المراقبة الدولية الكشف عليه يصب في هذا الاتجاه، ونحن بدورنا حاولنا إثارة هذه القضية على عدة مستويات وكشف الحقائق من أجل الضغط على الحكومة الإسرائيلية لتنصاع وتفتح المفاعل أمام المراقبة الدولية، حيث إن الشعب الفلسطيني هو الحلقة الأضعف في هذه اللعبة فلو حدث أي انبعاث اشعاعي أو انفجار في هذا المفاعل، سيكون الفلسطينيون أكثر المتضررين في ظل عدم توفر وسائل الوقاية، وكما تشير التقديرات المحتملة أنه لو حدث المفاعل تشيرنوبيل سيكون تاثيره ممتدا إلى دائرة نصف قطرها حوالي 500 كيلو متر مربع، ويصل التأثير إلى قبرص أو إلى أوروبا، لكن الدعم الأمريكي لإسرائيل يخيف الدول من التحدث حول خطورة مفاعل ديمونا النووي.  *علاوة على المخاطر البيئية الناجمة عن العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية هناك مخاوف من امتداد آثار العدوان على مناطق أخرى من العالم، السؤال المطروح لماذا لا يكون هناك تنبيه أو تحذير للعالم من أن الأعمال العدوانية التي تقوم بها سلطات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية ستمتد إلى أجزاء أخرى من المعمورة؟  - هذا ما يثار حاليا في مناقشة اتفاقية مكافحة التصحر في العالم، وكانت لنا مشاركة في المؤتمر الذي عقد مؤخرا في بون حول ذلك، وأطلقناصيحة تحذير حتى يستيقظ العالم من غفلته، كذلك هذه القضية مرتبطة باتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي وتسمى باتفاقية كيوتو، والاتفاقية تتناول اتجاهين الأول استهلاك الطاقة والثاني اقتلاع الأشجار، ذلك أن ما يحصل من تغيرات مناخية سببها زيادة استهلاك الطاقة وإنتاج ثاني أكسيد الكربون، وقطع الأشجار، وكما تعلم فإن الأشجار تسحب من الجو ثاني أكسيد الكربون، مما سيؤدي بدوره إلى ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية، وهذا الارتفاع باتجاه الشمال يعمل على ذوبان الجليد، وبدوره سيرفع منسوب المياه في المحيطات والبحار والأنهار وبالتالي التسبب بفيضانات مما يهدد المدن الساحلية والجزر، وبالتالي يمكن القول أن كل شجرة يقتلعها الاحتلال تساهم بشكل غير مباشر في إحداث الكارثة والتي يخشاها الجميع، ويجب التأكيد على أن إسرائيل هي أكبر مدمر للبيئة في العالم وهي لا تكترث مطلقا لما قد تسببه ممارساتها تجاه البيئة.     حاوره: محمد توفيق أحمد كريزم     وزير البيئة الدكتور يوسف أبو صفية لـ " الرأي "    مفاعل ديمونا إنتهى عمره الإفتراضي والكارثة على وشك الإنفجار   الإحتلال يسعى لتدمير البيئة الفلسطينية وجعلها مكباً لنفاياته النووية   المنظمات الدولية تحجم عن إرسال لجان تقصي الحقائق خوفاً من الإرهاب الصهيوني   وجود خلل في أخلاقيات العالم يحول دون فضح جرائم الإحتلال دولياً    كل الأدلة والشواهد أثبتت بشكل قاطع إستخدام الإسرائيليين لليورانيوم المستنفد        نشر بمجلة الرأي -  تاريخ  - يونيو 2001 عدد 40 حاوره: محمد توفيق أحمد كريزم     وزير البيئة الدكتور يوسف أبو صفية لـ " الرأي "    مفاعل ديمونا إنتهى عمره الإفتراضي والكارثة على وشك الإنفجار   الإحتلال يسعى لتدمير البيئة الفلسطينية وجعلها مكباً لنفاياته النووية   المنظمات الدولية تحجم عن إرسال لجان تقصي الحقائق خوفاً من الإرهاب الصهيوني   وجود خلل في أخلاقيات العالم يحول دون فضح جرائم الإحتلال دولياً    كل الأدلة والشواهد أثبتت بشكل قاطع إستخدام الإسرائيليين لليورانيوم المستنفد        نشر بمجلة الرأي -  تاريخ  - يونيو 2001 عدد 40 حاوره: محمد توفيق أحمد كريزم     وزير البيئة الدكتور يوسف أبو صفية لـ " الرأي "    مفاعل ديمونا إنتهى عمره الإفتراضي والكارثة على وشك الإنفجار   الإحتلال يسعى لتدمير البيئة الفلسطينية وجعلها مكباً لنفاياته النووية   المنظمات الدولية تحجم عن إرسال لجان تقصي الحقائق خوفاً من الإرهاب الصهيوني   وجود خلل في أخلاقيات العالم يحول دون فضح جرائم الإحتلال دولياً    كل الأدلة والشواهد أثبتت بشكل قاطع إستخدام الإسرائيليين لليورانيوم المستنفد        نشر بمجلة الرأي -  تاريخ  - يونيو 2001 عدد 40 حاوره: محمد توفيق أحمد كريزم     وزير البيئة الدكتور يوسف أبو صفية لـ " الرأي "    مفاعل ديمونا إنتهى عمره الإفتراضي والكارثة على وشك الإنفجار   الإحتلال يسعى لتدمير البيئة الفلسطينية وجعلها مكباً لنفاياته النووية   المنظمات الدولية تحجم عن إرسال لجان تقصي الحقائق خوفاً من الإرهاب الصهيوني   وجود خلل في أخلاقيات العالم يحول دون فضح جرائم الإحتلال دولياً    كل الأدلة والشواهد أثبتت بشكل قاطع إستخدام الإسرائيليين لليورانيوم المستنفد        نشر بمجلة الرأي -  تاريخ  - يونيو 2001 عدد 40  نشر بمجلة الرأي -  تاريخ  - يونيو 2001 عدد 40
حاوره: محمد توفيق أحمد كريزم  وزير البيئة  الدكتور يوسف أبو صفية  في حديث د "الرأي"  مفاعل ديمونا انتهى عمره الافتراضي والكارثة على وشك الانفجار  الاحتلال يسعى لتدمير البيئة الفلسطينية وجعلها مكبا لنفاياته النووية     وزير البيئة  الدكتور يوسف أبو صفية  في الوقت الذي تبذل فيه الدول والمنظمات العالمية جهودا للحفاظ على البيئة وزراعة المزيد من الأشجار الحرجية والمثمرة، تقوم سلطات الاحتلال بسياسة ممنهجة وبتخطيط مسبق، بتدمير كلي للبيئة | الفلسطينية، وتلويثها بكافة أشكال الملوثات الخطيرة دون استثناء، سواء ما يتعلق بالهواء والماء والتربة أو تدمير الغطاء النباتي وتحويل الأراضي الفلسطينية إلى أراض جرداء قاحلة. الرأي حاورت الدكتور يوسف أبو صفية وزير البيئة الذي أكد أن الأدلة أثبتت قيام سلطات الاحتلال باستخدام اليورانيوم المستنفد ضد المواطنين، وردم المخلفات النووية داخل الأراضي الفلسطينية، وفيما يلي نص هذا الحوار:  *من الملاحظ أن العدوان الإسرائيلي لم يقتصر على القتل والتدمير والحصار والإغلاق بل تعدى ذلك إلى حد تشويه معالم البيئة الفلسطينية وتسميم الأجواء وتلويث الأراضي والمياه والهواء، كيف تجملون صورة الأوضاع على أرض الواقع؟  - منذ أن وجد الاحتلال على أرضنا والاحتلال يقوم بقتل كل ما له علاقة بحياة الشعب الفلسطيني على المدى القريب والمدى البعيد، وهذا ما أسميه بالعدوان الخفي غير المنظور، والحرب الخفية ضد الإنسان الفلسطيني والأرض الفلسطينية فالممارسات الاحتلالية تتمثل في عمليات استغلال المصادر الطبيعية الفلسطينية سواء كانت المياه والتربة أو المعادن والصخور، وتركزت هذه الممارسات الاحتلالية على عدم إنشاء أي نوع من البنية التحتية بهدف حرمان الشعب الفلسطيني من الاستفادة من موارده الطبيعية، والأخطر من ذلك هو إقامة المستوطنات في مناطق طبيعية، وهذا يعني تدمير المساحات الخضراء واقتلاع الأشجار وهدم البيوت وشق الطرق الاستيطانية على حساب الأرض الفلسطينية والمستوطنات بأنواعها المختلفة الزراعية والصناعية تقوم بسرقة المياه بشكل مكثف خاصة في محافظات غزة، وفي نفس الوقت المخلفات الزراعية التي تدفنها المستوطنات داخل الأرض الفلسطينية، أدت إلى تلوث خطير في المياه الجوفية، وبالنسبة للمستوطنات الصناعية جميعها تشتمل على مصانع تنتج مواد خطرة، حيث يتم التخلص من بقاياها داخل الأرض الفلسطينية سواء كان في الوديان أو في الكثبان الرملية، وهذا بدوره أدی إلى تدمير كبير في البيئة.  وفيما يتعلق بالأعمال العدوانية في ظل الانتفاضة صعدت قوات الاحتلال من وتيرة تدميرها للبيئة الفلسطينية فهناك مئات الآلاف من الأشجار الحرجية والمثمرة التي اقتلعتها قوات الاحتلال، وردا على هذه الممارسات وضعت وزارة البيئة برنامجا لمكافحة التصحر، ويعني ذلك زراعة أشجار وإعادة زراعة النباتات، وما قامت به سلطات الاحتلال هو تكثيف عملية التصحر في الأراضي الفلسطينية من خلال تدمير الغطاء النباتي.  أيضا لم تتورع سلطات الاحتلال عن تدمير البنى التحتية، مثلما حدث لمحطة معالجة مياه المجاري في مدينة غزة، عندما قصفتها قوات الاحتلال بالصواريخ والقذائف المدفعية مما أدى إلى صرف المياه بدون معالجة وبالتالي تلويث مياه البحر بشكل كبير، وهذا ما يحدث في مناطق عدة من محافظات الوطن، كما أن سلطات الاحتلال دمرت المواقع التي تستخدم كمكان الكب النفايات، ومنعت طواقم البلديات من الوصول إليها، الأمر الذي أدى إلى وجود مكبات عشوائية في مناطق مختلفة، ستؤثر بدورها على المياه والتربة.  إضافة إلى كل ما سبق ذكره وما يشكل خطورة حقيقية على البيئة هو عمليات تهريب ونقل كميات كبيرة من المخلفات الصناعية والكيماوية ومخلفات الصناعات العسكرية لجيش الاحت لال إلى الأراضي الفلسطينية، وكان آخرها ما تم ضبطه في الخليل من براميل تحوي كميات كبيرة من المواد الكيماوية، وضبط ۱۲۰ برميلا و ۱۰۰ علبة تحوي مواد كيماوية في القدس، وهذه المواد تتسبب بأمراض السرطان، وحسب المعلومات المتوفرة هناك كميات كبيرة تم نقلها إلى المناطق الفلسطينية، وجار البحث عن هذه المواد والتحرز عليها ومطالبة سلطات الاحتلال بإعادتها إلى مناطقها وفق الطرق الصحيحة لأن تكلفة التخلص من هذه النفايات باهظة ناهيك عن الضرر المزمن الذي يمكن أن ينتج عن تلويث المياه والتربة.  كذلك فإن استخدام قوات الاحتلال للغازات السامة بما فيها اليورانيوم، أدى إلى تلويث كبير في التربة والهواء ويمكن أن يدخل في السلسلة الغذائية للإنسان مما يؤدي إلى مشاكل صحية كثيرة، خاصة أن عنصر اليورانيوم يؤثر على الكلي والكبد في جسم الإنسان، ومن المتوقع في المستقبل أن ترتفع نسبة الأمراض نتيجة لتسمم الإنسان وتعرضه اهذه الملوثات.  وتسعى سلطات الاحتلال من خلال اقتلاعها للأشجار المعمرة التي تضرب بجذورها أعماق التاريخ أن تلغي الوجود الفلسطيني لا سيما أشجار الزيتون والجميز والتين، وهي لا تتواني في استخدام أي وسيلة | التلويث البيئة، وخير دليل على ذلك إغراق الأراضي الفلسطينية بمياه الصرف الصحي إثر انفجار خزان مياه داخل الخط الأخضر وبلغت كمية المياه المتسربة حوالي 3 ملايين متر مكعب، الأمر الذي أدى إلى تدمير المزروعات والنباتات وإحداث انجرافات في التربة، وما نخشاه أن تكون هذه المياه العادمة وصلت إلى المياه | الجوفية وأحدثت تلوثا بها.  * على الرغم من اعتراف بعض المنظمات الدولية والتقارير التي قدمتها الجهات المعنية في السلطة الوطنية التي تثبت بشكل قاطع استخدام قوات الاحتلال للقذائف المحشوة باليورانيوم المستنفد إلا أن هذه القضية لم تأخذ بعدا عالميا بعد، فلماذا حسب رأيك؟  - هذا يشكل جزءا من الموقف العالمي المخزي تجاه مايقوم به الجانب الإسرائيلي ويشكل الحالة الأخلاقية السيئة التي يمر بها العالم، وحالة الخوف والرعب من أن يتحدثوا عن الإسرائيليين والممارسات التي تقوم بها سلطات الاحتلال حتى أنه لم يتمكن أحد من أصدقائنا من إخراج عينات من القذائف الإسرائيلية للخارج من أجل فحصها، وهناك رقابة إسرائيلية  شديدة على ذلك، وفي الأيام الأخيرة تم التحليل العلمي لبعض الشظايا في أحد مختبرات جمهورية مصر العربية من أحد مصابي الانتفاضة الذين يعالجون في المستشفيات المصرية، وبعد فحصها، تأكد بالدليل القاطع وجود مادة اليورانيوم في هذه الشظايا، كذلك توجه قبل فترة وزير الصحة الفلسطيني إلى منظمة الصحة العالمية من أجل إرسال فريق فني للبحث في هذا الموضوع، لكن تحت الضغوطات الإسرائيلية و الأمريكية كان رد منظمة الصحة العالمية أنه حتى الآن لم يظهر في الأراضي الفلسطينية حالات من سرطان الدم والتي تعرف ب (اللوكيميا) بالشكل الملحوظ، حتى يتم إرسال فريق طبي كما تم مثلا في العراق، فهم يريدون أن تحدث الكارثة أولا ومن ثم يأتوا ليتحققوا منها.  - وأقول إن العالم جميعا يرتكب جريمة أخرى بحق الشعب الفلسطيني، عندما لايريد كشف الحقائق، فهناك خلل في أخلاقيات العالم دون استثناء حتى إن لجنة ميتشيل الدولية تتحدث بخجل عن الظلم الواقع على الفلسطينيين، وتحاول أن توازن بين الجلاد والضحية، وما ورد في التقرير لا يدين الاحتلال الإسرائيلي لارتكاب جرائمه، ويحمل الطرفين المسؤولية بالتساوي.  *ما قدرة الجهات المعنية في السلطة الوطنية على تأكيد استخدام سلطات الاحتلال لليورانيوم المستنفد في ارتكاب جرائمها ضد المواطنين؟  - بالنسبة لنا لا توجد لدينا الإمكانية الفنية والمخبرية للكشف عن عنصر اليورانيوم، البعض يعتقد أن اليورانيوم هو المادة المشعة الظاهرة للعيان، فهذا اليورانيوم مستنفد، وعندما نقول مستنفد، يعني احتواءه على بقايا من الاشعاع، وعندما يتم فحصه لا تظهر ارتفاعات عالية في مستويات الإشعاع، واليورانيوم تكمن خطورته كعنصر من العناصر الثقيلة، ونحن نستند في معلوماتنا على ما صدر من تقارير عن منظمات دولية وإقليمية بهذا الشأن تؤكد استخدام سلطات الاحتلال لمادة اليورانيوم المستنفد، والدلائل والمؤشرات على نتائج استخدامه، خاصة فيما يتعلق بالتدمير الهائل لتفتيت عظام المصابين برصاص الاحتلال، واليورانيوم كونه عالي الكثافة، يتطلب مقذوفات بحجم صغير، وبالتالي تكون سرعته كبيرة، وعندما يصطدم بالهدف تتولد کمية كبيرة جدا من الطاقة، وهذا ما يستخدم في عملية ثقب الدبابات والآليات والمعادن، وعندما يكون موجودة في كمية بسيطة في رصاصة موجهة ضد الأفراد وتصيب العظم، فتعمل على تفتيته بشكل كامل، والرصاصة التي خلعت كتف الطفل في بيت جالا قبل فترة، أوضح الأطباء بأنهم لم يروا طوال عملهم في الطب مثل تلك الحالة الغريبة، | فماذا يعني رصاصة تخلع كتف الإنسان؟ ألا يدل ذلك على وجود مادة اليورانيوم في رصاص الاحتلال، وبدون اليورانيوم لا توجد أسلحة تتمتع بهذه المواصفات.  وأكدت تقارير صادرة من عدة جهات دولية أن السلاح الذي تستخدمه قوات الاحتلال في عدوانها على الشعب الفلسطيني هو سلاح غير تقليدي، ومن أجل کشف تلك الحقائق طالبنا برنامج الأمم المتحدة للبيئة وبقرار اتخذ في شهر فبراير الماضي في نیروبي بإرسال بعثة فنية من أجل تقييم الخسائر والأضرار البيئية التي لحقت بالشعب الفلسطيني كجهة محايدة، وحتى الآن لم تصل اللجان، وكأن الأمر لايعنيهم.  *طالما توجد مشكلة خطيرة بهذا الحجم والنوع، لماذا لا توجد لدينا مختبرات علمية وفنية قادرة على تشخيص هذه الاشعاعات والغازات السامة؟ أليس الأمر يتطلب جهدا على هذا الصعيد؟  - توجد لدينا مختبرات الجامعات، ونستعين بها، وما تم ضبطه من مواد كيماوية في الخليل، أرسلنا عينات منها إلى جامعة بيرزيت، وتم فحصها بشكل جيد، لكن ما يمكن قوله في هذا المجال أننا لم نتصور قبل ذلك أن قوات الاحتلال ستستخدم مادة اليورانيوم المستنفد في أسلحتها وكنا نستبعد ذلك، إضافة إلى أن سلطات الاحتلال تمنع إدخال أجهزة تقنية بهذا النوع إلى الأراضي الفلسطينية حتى لا يكشف عن خبايا جرائمها، فالقيود المفروضة علينا هي وراء عدم وجود مختبرات بهذا الشكل، ناهيك على أن الكشف عن عنصر اليورانيوم مكلف جدا حتى لو كانت لدينا القدرة على الكشف عن عنصر اليورانيوم، فلا أحد يصدقنا، وهذا ما يجعلنا نطالب بجهة ثالثة للكشف عن اليورانيوم.   المنظمات الدولية تحجم عن إرسال لجان تقصي الحقائق خوفاً من الإرهاب الصهيوني   *هل هناك خشية من قيام الإسرائيليين بردم المخلفات النووية داخل الأراضي الفلسطينية؟  - هذا وارد جدا، وتوجد لدينا مؤشرات واضحة في هذا الشأن بأن الإسرائيليين قاموا بدفن المخلفات النووية داخل الأراضي الفلسطينية، والحديث يدور عن حاويات وليس براميل في جنوب الخليل، فهذه المواد ربما تكون نووية أو كيماوية لأنه في فترة من الفترات قبل عامين، قامت سلطات الاحتلال بفرض حظر التجول على منطقة في قطاع غزة ومنعوا المواطنين من التواجد في المكان، تمهيدا لردم المخلفات النووية داخل الأراضي الفلسطينية حيث قام أحد المواطنين بكشف جريمتهم بالخفاء إلى حد أنه التقط بعض الصور الفوتوغرافية وقد اعترف الإسرائيليون بأنهم يردمون المخلفات النووية بالقرب من أراضي محافظات غزة وهم يقومون بذلك منذ فترة طويلة، | وبالتحديد منذ إنشاء مفاعل دیمونا النووي.   وجود خلل في أخلاقيات العالم يحول دون فضح جرائم الإحتلال دولياً   * في ظل تناقص العمر الافتراضي لمفاعل ديمونا النووي، ما احتمالات وقوع كارثة نووية في المنطقة، لاسيما أن بعض الخبراء الدوليين حذروا من وجود تسربات إشعاعية منه؟  - احتمال وجود تسربات اشعاعية وارد جدة، لكن بالنسبة لنا لم نتحقق من ذلك لعدم وجود الإمكانات اللازمة للمسح والرصد بهذا الشأن، لكن هناك تقارير أوضحت أن هناك زيادة في مستوى الاشعاع في منطقة وادي عربة في فلسطين ومنطقة الطفيلة في الأردن، وهاتان المنطقتان قريبتان من مفاعل ديمونا، الذي انتهى عمره الافتراضي وأصبح شائخأ، والصور الجوية التي التقطتها الأقمار الصناعية له تشير على وجود ثقوب وتصدعات في الجدار الإسمنتي الواقي للمفاعل، واحتمالات وقوع الكارثة واردة، وهذا باعتراف علماء إسرائيليين عملوا في هذا المفاعل وأكدوا أنه استنفد أكبر من طاقته، ولأغراض متنوعة زائدة عن قدرته التشغيلية، حيث تم إنتاج رؤوس نووية قادرة على تدمير منطقة الشرق الأوسط بكاملها، ولعل رفض إسرائيل إتاحة الفرصة للجان المراقبة الدولية الكشف عليه يصب في هذا الاتجاه، ونحن بدورنا حاولنا إثارة هذه القضية على عدة مستويات وكشف الحقائق من أجل الضغط على الحكومة الإسرائيلية لتنصاع وتفتح المفاعل أمام المراقبة الدولية، حيث إن الشعب الفلسطيني هو الحلقة الأضعف في هذه اللعبة فلو حدث أي انبعاث اشعاعي أو انفجار في هذا المفاعل، سيكون الفلسطينيون أكثر المتضررين في ظل عدم توفر وسائل الوقاية، وكما تشير التقديرات المحتملة أنه لو حدث المفاعل تشيرنوبيل سيكون تاثيره ممتدا إلى دائرة نصف قطرها حوالي 500 كيلو متر مربع، ويصل التأثير إلى قبرص أو إلى أوروبا، لكن الدعم الأمريكي لإسرائيل يخيف الدول من التحدث حول خطورة مفاعل ديمونا النووي.  *علاوة على المخاطر البيئية الناجمة عن العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية هناك مخاوف من امتداد آثار العدوان على مناطق أخرى من العالم، السؤال المطروح لماذا لا يكون هناك تنبيه أو تحذير للعالم من أن الأعمال العدوانية التي تقوم بها سلطات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية ستمتد إلى أجزاء أخرى من المعمورة؟  - هذا ما يثار حاليا في مناقشة اتفاقية مكافحة التصحر في العالم، وكانت لنا مشاركة في المؤتمر الذي عقد مؤخرا في بون حول ذلك، وأطلقناصيحة تحذير حتى يستيقظ العالم من غفلته، كذلك هذه القضية مرتبطة باتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي وتسمى باتفاقية كيوتو، والاتفاقية تتناول اتجاهين الأول استهلاك الطاقة والثاني اقتلاع الأشجار، ذلك أن ما يحصل من تغيرات مناخية سببها زيادة استهلاك الطاقة وإنتاج ثاني أكسيد الكربون، وقطع الأشجار، وكما تعلم فإن الأشجار تسحب من الجو ثاني أكسيد الكربون، مما سيؤدي بدوره إلى ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية، وهذا الارتفاع باتجاه الشمال يعمل على ذوبان الجليد، وبدوره سيرفع منسوب المياه في المحيطات والبحار والأنهار وبالتالي التسبب بفيضانات مما يهدد المدن الساحلية والجزر، وبالتالي يمكن القول أن كل شجرة يقتلعها الاحتلال تساهم بشكل غير مباشر في إحداث الكارثة والتي يخشاها الجميع، ويجب التأكيد على أن إسرائيل هي أكبر مدمر للبيئة في العالم وهي لا تكترث مطلقا لما قد تسببه ممارساتها تجاه البيئة.     حاوره: محمد توفيق أحمد كريزم     وزير البيئة الدكتور يوسف أبو صفية لـ " الرأي "    مفاعل ديمونا إنتهى عمره الإفتراضي والكارثة على وشك الإنفجار   الإحتلال يسعى لتدمير البيئة الفلسطينية وجعلها مكباً لنفاياته النووية   المنظمات الدولية تحجم عن إرسال لجان تقصي الحقائق خوفاً من الإرهاب الصهيوني   وجود خلل في أخلاقيات العالم يحول دون فضح جرائم الإحتلال دولياً    كل الأدلة والشواهد أثبتت بشكل قاطع إستخدام الإسرائيليين لليورانيوم المستنفد        نشر بمجلة الرأي -  تاريخ  - يونيو 2001 عدد 40 حاوره: محمد توفيق أحمد كريزم     وزير البيئة الدكتور يوسف أبو صفية لـ " الرأي "    مفاعل ديمونا إنتهى عمره الإفتراضي والكارثة على وشك الإنفجار   الإحتلال يسعى لتدمير البيئة الفلسطينية وجعلها مكباً لنفاياته النووية   المنظمات الدولية تحجم عن إرسال لجان تقصي الحقائق خوفاً من الإرهاب الصهيوني   وجود خلل في أخلاقيات العالم يحول دون فضح جرائم الإحتلال دولياً    كل الأدلة والشواهد أثبتت بشكل قاطع إستخدام الإسرائيليين لليورانيوم المستنفد        نشر بمجلة الرأي -  تاريخ  - يونيو 2001 عدد 40 حاوره: محمد توفيق أحمد كريزم     وزير البيئة الدكتور يوسف أبو صفية لـ " الرأي "    مفاعل ديمونا إنتهى عمره الإفتراضي والكارثة على وشك الإنفجار   الإحتلال يسعى لتدمير البيئة الفلسطينية وجعلها مكباً لنفاياته النووية   المنظمات الدولية تحجم عن إرسال لجان تقصي الحقائق خوفاً من الإرهاب الصهيوني   وجود خلل في أخلاقيات العالم يحول دون فضح جرائم الإحتلال دولياً    كل الأدلة والشواهد أثبتت بشكل قاطع إستخدام الإسرائيليين لليورانيوم المستنفد        نشر بمجلة الرأي -  تاريخ  - يونيو 2001 عدد 40 حاوره: محمد توفيق أحمد كريزم     وزير البيئة الدكتور يوسف أبو صفية لـ " الرأي "    مفاعل ديمونا إنتهى عمره الإفتراضي والكارثة على وشك الإنفجار   الإحتلال يسعى لتدمير البيئة الفلسطينية وجعلها مكباً لنفاياته النووية   المنظمات الدولية تحجم عن إرسال لجان تقصي الحقائق خوفاً من الإرهاب الصهيوني   وجود خلل في أخلاقيات العالم يحول دون فضح جرائم الإحتلال دولياً    كل الأدلة والشواهد أثبتت بشكل قاطع إستخدام الإسرائيليين لليورانيوم المستنفد        نشر بمجلة الرأي -  تاريخ  - يونيو 2001 عدد 40  نشر بمجلة الرأي -  تاريخ  - يونيو 2001 عدد 40
حاوره: محمد توفيق أحمد كريزم  وزير البيئة  الدكتور يوسف أبو صفية  في حديث د "الرأي"  مفاعل ديمونا انتهى عمره الافتراضي والكارثة على وشك الانفجار  الاحتلال يسعى لتدمير البيئة الفلسطينية وجعلها مكبا لنفاياته النووية     وزير البيئة  الدكتور يوسف أبو صفية  في الوقت الذي تبذل فيه الدول والمنظمات العالمية جهودا للحفاظ على البيئة وزراعة المزيد من الأشجار الحرجية والمثمرة، تقوم سلطات الاحتلال بسياسة ممنهجة وبتخطيط مسبق، بتدمير كلي للبيئة | الفلسطينية، وتلويثها بكافة أشكال الملوثات الخطيرة دون استثناء، سواء ما يتعلق بالهواء والماء والتربة أو تدمير الغطاء النباتي وتحويل الأراضي الفلسطينية إلى أراض جرداء قاحلة. الرأي حاورت الدكتور يوسف أبو صفية وزير البيئة الذي أكد أن الأدلة أثبتت قيام سلطات الاحتلال باستخدام اليورانيوم المستنفد ضد المواطنين، وردم المخلفات النووية داخل الأراضي الفلسطينية، وفيما يلي نص هذا الحوار:  *من الملاحظ أن العدوان الإسرائيلي لم يقتصر على القتل والتدمير والحصار والإغلاق بل تعدى ذلك إلى حد تشويه معالم البيئة الفلسطينية وتسميم الأجواء وتلويث الأراضي والمياه والهواء، كيف تجملون صورة الأوضاع على أرض الواقع؟  - منذ أن وجد الاحتلال على أرضنا والاحتلال يقوم بقتل كل ما له علاقة بحياة الشعب الفلسطيني على المدى القريب والمدى البعيد، وهذا ما أسميه بالعدوان الخفي غير المنظور، والحرب الخفية ضد الإنسان الفلسطيني والأرض الفلسطينية فالممارسات الاحتلالية تتمثل في عمليات استغلال المصادر الطبيعية الفلسطينية سواء كانت المياه والتربة أو المعادن والصخور، وتركزت هذه الممارسات الاحتلالية على عدم إنشاء أي نوع من البنية التحتية بهدف حرمان الشعب الفلسطيني من الاستفادة من موارده الطبيعية، والأخطر من ذلك هو إقامة المستوطنات في مناطق طبيعية، وهذا يعني تدمير المساحات الخضراء واقتلاع الأشجار وهدم البيوت وشق الطرق الاستيطانية على حساب الأرض الفلسطينية والمستوطنات بأنواعها المختلفة الزراعية والصناعية تقوم بسرقة المياه بشكل مكثف خاصة في محافظات غزة، وفي نفس الوقت المخلفات الزراعية التي تدفنها المستوطنات داخل الأرض الفلسطينية، أدت إلى تلوث خطير في المياه الجوفية، وبالنسبة للمستوطنات الصناعية جميعها تشتمل على مصانع تنتج مواد خطرة، حيث يتم التخلص من بقاياها داخل الأرض الفلسطينية سواء كان في الوديان أو في الكثبان الرملية، وهذا بدوره أدی إلى تدمير كبير في البيئة.  وفيما يتعلق بالأعمال العدوانية في ظل الانتفاضة صعدت قوات الاحتلال من وتيرة تدميرها للبيئة الفلسطينية فهناك مئات الآلاف من الأشجار الحرجية والمثمرة التي اقتلعتها قوات الاحتلال، وردا على هذه الممارسات وضعت وزارة البيئة برنامجا لمكافحة التصحر، ويعني ذلك زراعة أشجار وإعادة زراعة النباتات، وما قامت به سلطات الاحتلال هو تكثيف عملية التصحر في الأراضي الفلسطينية من خلال تدمير الغطاء النباتي.  أيضا لم تتورع سلطات الاحتلال عن تدمير البنى التحتية، مثلما حدث لمحطة معالجة مياه المجاري في مدينة غزة، عندما قصفتها قوات الاحتلال بالصواريخ والقذائف المدفعية مما أدى إلى صرف المياه بدون معالجة وبالتالي تلويث مياه البحر بشكل كبير، وهذا ما يحدث في مناطق عدة من محافظات الوطن، كما أن سلطات الاحتلال دمرت المواقع التي تستخدم كمكان الكب النفايات، ومنعت طواقم البلديات من الوصول إليها، الأمر الذي أدى إلى وجود مكبات عشوائية في مناطق مختلفة، ستؤثر بدورها على المياه والتربة.  إضافة إلى كل ما سبق ذكره وما يشكل خطورة حقيقية على البيئة هو عمليات تهريب ونقل كميات كبيرة من المخلفات الصناعية والكيماوية ومخلفات الصناعات العسكرية لجيش الاحت لال إلى الأراضي الفلسطينية، وكان آخرها ما تم ضبطه في الخليل من براميل تحوي كميات كبيرة من المواد الكيماوية، وضبط ۱۲۰ برميلا و ۱۰۰ علبة تحوي مواد كيماوية في القدس، وهذه المواد تتسبب بأمراض السرطان، وحسب المعلومات المتوفرة هناك كميات كبيرة تم نقلها إلى المناطق الفلسطينية، وجار البحث عن هذه المواد والتحرز عليها ومطالبة سلطات الاحتلال بإعادتها إلى مناطقها وفق الطرق الصحيحة لأن تكلفة التخلص من هذه النفايات باهظة ناهيك عن الضرر المزمن الذي يمكن أن ينتج عن تلويث المياه والتربة.  كذلك فإن استخدام قوات الاحتلال للغازات السامة بما فيها اليورانيوم، أدى إلى تلويث كبير في التربة والهواء ويمكن أن يدخل في السلسلة الغذائية للإنسان مما يؤدي إلى مشاكل صحية كثيرة، خاصة أن عنصر اليورانيوم يؤثر على الكلي والكبد في جسم الإنسان، ومن المتوقع في المستقبل أن ترتفع نسبة الأمراض نتيجة لتسمم الإنسان وتعرضه اهذه الملوثات.  وتسعى سلطات الاحتلال من خلال اقتلاعها للأشجار المعمرة التي تضرب بجذورها أعماق التاريخ أن تلغي الوجود الفلسطيني لا سيما أشجار الزيتون والجميز والتين، وهي لا تتواني في استخدام أي وسيلة | التلويث البيئة، وخير دليل على ذلك إغراق الأراضي الفلسطينية بمياه الصرف الصحي إثر انفجار خزان مياه داخل الخط الأخضر وبلغت كمية المياه المتسربة حوالي 3 ملايين متر مكعب، الأمر الذي أدى إلى تدمير المزروعات والنباتات وإحداث انجرافات في التربة، وما نخشاه أن تكون هذه المياه العادمة وصلت إلى المياه | الجوفية وأحدثت تلوثا بها.  * على الرغم من اعتراف بعض المنظمات الدولية والتقارير التي قدمتها الجهات المعنية في السلطة الوطنية التي تثبت بشكل قاطع استخدام قوات الاحتلال للقذائف المحشوة باليورانيوم المستنفد إلا أن هذه القضية لم تأخذ بعدا عالميا بعد، فلماذا حسب رأيك؟  - هذا يشكل جزءا من الموقف العالمي المخزي تجاه مايقوم به الجانب الإسرائيلي ويشكل الحالة الأخلاقية السيئة التي يمر بها العالم، وحالة الخوف والرعب من أن يتحدثوا عن الإسرائيليين والممارسات التي تقوم بها سلطات الاحتلال حتى أنه لم يتمكن أحد من أصدقائنا من إخراج عينات من القذائف الإسرائيلية للخارج من أجل فحصها، وهناك رقابة إسرائيلية  شديدة على ذلك، وفي الأيام الأخيرة تم التحليل العلمي لبعض الشظايا في أحد مختبرات جمهورية مصر العربية من أحد مصابي الانتفاضة الذين يعالجون في المستشفيات المصرية، وبعد فحصها، تأكد بالدليل القاطع وجود مادة اليورانيوم في هذه الشظايا، كذلك توجه قبل فترة وزير الصحة الفلسطيني إلى منظمة الصحة العالمية من أجل إرسال فريق فني للبحث في هذا الموضوع، لكن تحت الضغوطات الإسرائيلية و الأمريكية كان رد منظمة الصحة العالمية أنه حتى الآن لم يظهر في الأراضي الفلسطينية حالات من سرطان الدم والتي تعرف ب (اللوكيميا) بالشكل الملحوظ، حتى يتم إرسال فريق طبي كما تم مثلا في العراق، فهم يريدون أن تحدث الكارثة أولا ومن ثم يأتوا ليتحققوا منها.  - وأقول إن العالم جميعا يرتكب جريمة أخرى بحق الشعب الفلسطيني، عندما لايريد كشف الحقائق، فهناك خلل في أخلاقيات العالم دون استثناء حتى إن لجنة ميتشيل الدولية تتحدث بخجل عن الظلم الواقع على الفلسطينيين، وتحاول أن توازن بين الجلاد والضحية، وما ورد في التقرير لا يدين الاحتلال الإسرائيلي لارتكاب جرائمه، ويحمل الطرفين المسؤولية بالتساوي.  *ما قدرة الجهات المعنية في السلطة الوطنية على تأكيد استخدام سلطات الاحتلال لليورانيوم المستنفد في ارتكاب جرائمها ضد المواطنين؟  - بالنسبة لنا لا توجد لدينا الإمكانية الفنية والمخبرية للكشف عن عنصر اليورانيوم، البعض يعتقد أن اليورانيوم هو المادة المشعة الظاهرة للعيان، فهذا اليورانيوم مستنفد، وعندما نقول مستنفد، يعني احتواءه على بقايا من الاشعاع، وعندما يتم فحصه لا تظهر ارتفاعات عالية في مستويات الإشعاع، واليورانيوم تكمن خطورته كعنصر من العناصر الثقيلة، ونحن نستند في معلوماتنا على ما صدر من تقارير عن منظمات دولية وإقليمية بهذا الشأن تؤكد استخدام سلطات الاحتلال لمادة اليورانيوم المستنفد، والدلائل والمؤشرات على نتائج استخدامه، خاصة فيما يتعلق بالتدمير الهائل لتفتيت عظام المصابين برصاص الاحتلال، واليورانيوم كونه عالي الكثافة، يتطلب مقذوفات بحجم صغير، وبالتالي تكون سرعته كبيرة، وعندما يصطدم بالهدف تتولد کمية كبيرة جدا من الطاقة، وهذا ما يستخدم في عملية ثقب الدبابات والآليات والمعادن، وعندما يكون موجودة في كمية بسيطة في رصاصة موجهة ضد الأفراد وتصيب العظم، فتعمل على تفتيته بشكل كامل، والرصاصة التي خلعت كتف الطفل في بيت جالا قبل فترة، أوضح الأطباء بأنهم لم يروا طوال عملهم في الطب مثل تلك الحالة الغريبة، | فماذا يعني رصاصة تخلع كتف الإنسان؟ ألا يدل ذلك على وجود مادة اليورانيوم في رصاص الاحتلال، وبدون اليورانيوم لا توجد أسلحة تتمتع بهذه المواصفات.  وأكدت تقارير صادرة من عدة جهات دولية أن السلاح الذي تستخدمه قوات الاحتلال في عدوانها على الشعب الفلسطيني هو سلاح غير تقليدي، ومن أجل کشف تلك الحقائق طالبنا برنامج الأمم المتحدة للبيئة وبقرار اتخذ في شهر فبراير الماضي في نیروبي بإرسال بعثة فنية من أجل تقييم الخسائر والأضرار البيئية التي لحقت بالشعب الفلسطيني كجهة محايدة، وحتى الآن لم تصل اللجان، وكأن الأمر لايعنيهم.  *طالما توجد مشكلة خطيرة بهذا الحجم والنوع، لماذا لا توجد لدينا مختبرات علمية وفنية قادرة على تشخيص هذه الاشعاعات والغازات السامة؟ أليس الأمر يتطلب جهدا على هذا الصعيد؟  - توجد لدينا مختبرات الجامعات، ونستعين بها، وما تم ضبطه من مواد كيماوية في الخليل، أرسلنا عينات منها إلى جامعة بيرزيت، وتم فحصها بشكل جيد، لكن ما يمكن قوله في هذا المجال أننا لم نتصور قبل ذلك أن قوات الاحتلال ستستخدم مادة اليورانيوم المستنفد في أسلحتها وكنا نستبعد ذلك، إضافة إلى أن سلطات الاحتلال تمنع إدخال أجهزة تقنية بهذا النوع إلى الأراضي الفلسطينية حتى لا يكشف عن خبايا جرائمها، فالقيود المفروضة علينا هي وراء عدم وجود مختبرات بهذا الشكل، ناهيك على أن الكشف عن عنصر اليورانيوم مكلف جدا حتى لو كانت لدينا القدرة على الكشف عن عنصر اليورانيوم، فلا أحد يصدقنا، وهذا ما يجعلنا نطالب بجهة ثالثة للكشف عن اليورانيوم.   المنظمات الدولية تحجم عن إرسال لجان تقصي الحقائق خوفاً من الإرهاب الصهيوني   *هل هناك خشية من قيام الإسرائيليين بردم المخلفات النووية داخل الأراضي الفلسطينية؟  - هذا وارد جدا، وتوجد لدينا مؤشرات واضحة في هذا الشأن بأن الإسرائيليين قاموا بدفن المخلفات النووية داخل الأراضي الفلسطينية، والحديث يدور عن حاويات وليس براميل في جنوب الخليل، فهذه المواد ربما تكون نووية أو كيماوية لأنه في فترة من الفترات قبل عامين، قامت سلطات الاحتلال بفرض حظر التجول على منطقة في قطاع غزة ومنعوا المواطنين من التواجد في المكان، تمهيدا لردم المخلفات النووية داخل الأراضي الفلسطينية حيث قام أحد المواطنين بكشف جريمتهم بالخفاء إلى حد أنه التقط بعض الصور الفوتوغرافية وقد اعترف الإسرائيليون بأنهم يردمون المخلفات النووية بالقرب من أراضي محافظات غزة وهم يقومون بذلك منذ فترة طويلة، | وبالتحديد منذ إنشاء مفاعل دیمونا النووي.   وجود خلل في أخلاقيات العالم يحول دون فضح جرائم الإحتلال دولياً   * في ظل تناقص العمر الافتراضي لمفاعل ديمونا النووي، ما احتمالات وقوع كارثة نووية في المنطقة، لاسيما أن بعض الخبراء الدوليين حذروا من وجود تسربات إشعاعية منه؟  - احتمال وجود تسربات اشعاعية وارد جدة، لكن بالنسبة لنا لم نتحقق من ذلك لعدم وجود الإمكانات اللازمة للمسح والرصد بهذا الشأن، لكن هناك تقارير أوضحت أن هناك زيادة في مستوى الاشعاع في منطقة وادي عربة في فلسطين ومنطقة الطفيلة في الأردن، وهاتان المنطقتان قريبتان من مفاعل ديمونا، الذي انتهى عمره الافتراضي وأصبح شائخأ، والصور الجوية التي التقطتها الأقمار الصناعية له تشير على وجود ثقوب وتصدعات في الجدار الإسمنتي الواقي للمفاعل، واحتمالات وقوع الكارثة واردة، وهذا باعتراف علماء إسرائيليين عملوا في هذا المفاعل وأكدوا أنه استنفد أكبر من طاقته، ولأغراض متنوعة زائدة عن قدرته التشغيلية، حيث تم إنتاج رؤوس نووية قادرة على تدمير منطقة الشرق الأوسط بكاملها، ولعل رفض إسرائيل إتاحة الفرصة للجان المراقبة الدولية الكشف عليه يصب في هذا الاتجاه، ونحن بدورنا حاولنا إثارة هذه القضية على عدة مستويات وكشف الحقائق من أجل الضغط على الحكومة الإسرائيلية لتنصاع وتفتح المفاعل أمام المراقبة الدولية، حيث إن الشعب الفلسطيني هو الحلقة الأضعف في هذه اللعبة فلو حدث أي انبعاث اشعاعي أو انفجار في هذا المفاعل، سيكون الفلسطينيون أكثر المتضررين في ظل عدم توفر وسائل الوقاية، وكما تشير التقديرات المحتملة أنه لو حدث المفاعل تشيرنوبيل سيكون تاثيره ممتدا إلى دائرة نصف قطرها حوالي 500 كيلو متر مربع، ويصل التأثير إلى قبرص أو إلى أوروبا، لكن الدعم الأمريكي لإسرائيل يخيف الدول من التحدث حول خطورة مفاعل ديمونا النووي.  *علاوة على المخاطر البيئية الناجمة عن العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية هناك مخاوف من امتداد آثار العدوان على مناطق أخرى من العالم، السؤال المطروح لماذا لا يكون هناك تنبيه أو تحذير للعالم من أن الأعمال العدوانية التي تقوم بها سلطات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية ستمتد إلى أجزاء أخرى من المعمورة؟  - هذا ما يثار حاليا في مناقشة اتفاقية مكافحة التصحر في العالم، وكانت لنا مشاركة في المؤتمر الذي عقد مؤخرا في بون حول ذلك، وأطلقناصيحة تحذير حتى يستيقظ العالم من غفلته، كذلك هذه القضية مرتبطة باتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي وتسمى باتفاقية كيوتو، والاتفاقية تتناول اتجاهين الأول استهلاك الطاقة والثاني اقتلاع الأشجار، ذلك أن ما يحصل من تغيرات مناخية سببها زيادة استهلاك الطاقة وإنتاج ثاني أكسيد الكربون، وقطع الأشجار، وكما تعلم فإن الأشجار تسحب من الجو ثاني أكسيد الكربون، مما سيؤدي بدوره إلى ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية، وهذا الارتفاع باتجاه الشمال يعمل على ذوبان الجليد، وبدوره سيرفع منسوب المياه في المحيطات والبحار والأنهار وبالتالي التسبب بفيضانات مما يهدد المدن الساحلية والجزر، وبالتالي يمكن القول أن كل شجرة يقتلعها الاحتلال تساهم بشكل غير مباشر في إحداث الكارثة والتي يخشاها الجميع، ويجب التأكيد على أن إسرائيل هي أكبر مدمر للبيئة في العالم وهي لا تكترث مطلقا لما قد تسببه ممارساتها تجاه البيئة.     حاوره: محمد توفيق أحمد كريزم     وزير البيئة الدكتور يوسف أبو صفية لـ " الرأي "    مفاعل ديمونا إنتهى عمره الإفتراضي والكارثة على وشك الإنفجار   الإحتلال يسعى لتدمير البيئة الفلسطينية وجعلها مكباً لنفاياته النووية   المنظمات الدولية تحجم عن إرسال لجان تقصي الحقائق خوفاً من الإرهاب الصهيوني   وجود خلل في أخلاقيات العالم يحول دون فضح جرائم الإحتلال دولياً    كل الأدلة والشواهد أثبتت بشكل قاطع إستخدام الإسرائيليين لليورانيوم المستنفد        نشر بمجلة الرأي -  تاريخ  - يونيو 2001 عدد 40 حاوره: محمد توفيق أحمد كريزم     وزير البيئة الدكتور يوسف أبو صفية لـ " الرأي "    مفاعل ديمونا إنتهى عمره الإفتراضي والكارثة على وشك الإنفجار   الإحتلال يسعى لتدمير البيئة الفلسطينية وجعلها مكباً لنفاياته النووية   المنظمات الدولية تحجم عن إرسال لجان تقصي الحقائق خوفاً من الإرهاب الصهيوني   وجود خلل في أخلاقيات العالم يحول دون فضح جرائم الإحتلال دولياً    كل الأدلة والشواهد أثبتت بشكل قاطع إستخدام الإسرائيليين لليورانيوم المستنفد        نشر بمجلة الرأي -  تاريخ  - يونيو 2001 عدد 40 حاوره: محمد توفيق أحمد كريزم     وزير البيئة الدكتور يوسف أبو صفية لـ " الرأي "    مفاعل ديمونا إنتهى عمره الإفتراضي والكارثة على وشك الإنفجار   الإحتلال يسعى لتدمير البيئة الفلسطينية وجعلها مكباً لنفاياته النووية   المنظمات الدولية تحجم عن إرسال لجان تقصي الحقائق خوفاً من الإرهاب الصهيوني   وجود خلل في أخلاقيات العالم يحول دون فضح جرائم الإحتلال دولياً    كل الأدلة والشواهد أثبتت بشكل قاطع إستخدام الإسرائيليين لليورانيوم المستنفد        نشر بمجلة الرأي -  تاريخ  - يونيو 2001 عدد 40 حاوره: محمد توفيق أحمد كريزم     وزير البيئة الدكتور يوسف أبو صفية لـ " الرأي "    مفاعل ديمونا إنتهى عمره الإفتراضي والكارثة على وشك الإنفجار   الإحتلال يسعى لتدمير البيئة الفلسطينية وجعلها مكباً لنفاياته النووية   المنظمات الدولية تحجم عن إرسال لجان تقصي الحقائق خوفاً من الإرهاب الصهيوني   وجود خلل في أخلاقيات العالم يحول دون فضح جرائم الإحتلال دولياً    كل الأدلة والشواهد أثبتت بشكل قاطع إستخدام الإسرائيليين لليورانيوم المستنفد        نشر بمجلة الرأي -  تاريخ  - يونيو 2001 عدد 40  نشر بمجلة الرأي -  تاريخ  - يونيو 2001 عدد 40

نشر بمجلة الرأي -  تاريخ  - يونيو 2001 عدد 40

تعليقات