أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

70 عامًا من الاحتلال والتضحيات!!

ناديه الراشد عمر
كتبت: ناديه الراشد عمر
انتهت حرب مأساوية استمرت 470 يومًا، حملت في طياتها ألمًا لا ينتهي، وقهرًا لا يغادر القلوب، لكن رغم كل ذلك، كان هناك انتصار حقيقي، انتصار لا يُقاس بالمعركة العسكرية أو السياسية، بل يُقاس بصمود شعب عانى الموت والفقدان، وعاش الأمل في قلب اليأس.
هذا الانتصار هو انتصار الشعب الفلسطيني، الذي ثبت على أرضه، وناضل من أجل حقوقه، وظل يُردد بحق "هذه الأرض لنا". ورغم أن أكثر من 49 ألف شهيد سقطوا، وأكثر من 11 ألف مصاب وجريح تحملوا الألم والدمار، ورغم الفقدان الذي لن يُنسى، فإن هذا الشعب لم يتراجع، بل ازداد قوة وإصرارًا على المواصلة.
إسرائيل تحت الضغوط: الهزيمة رغم القوة
أما دولة الاحتلال الإسرائيلي، التي سعت من خلال حربها إلى تحقيق انتصار يثبت قوتها، فقد انتهت إلى الهزيمة والانهزام. رغم كل القوة العسكرية الفتاكة، وآلات الحرب الضخمة، وأدواتها الاستخباراتية المتطورة، كانت النتيجة أن دولة الاحتلال رضخت ووقعّت صفقة وقف إطلاق النار، لكنها لم تكن صفقة من أجل شعبها، بل من أجل حكمها المتطرف الذي يبحث عن الحفاظ على سلطته مهما كانت التكلفة.
إسرائيل، التي دمرت وأحرقت الأخضر واليابس، أصبحت عاجزة عن كسر إرادة الشعب الفلسطيني، الذي لم يزل يدافع عن أرضه بكل ما أوتي من قوة، متحديًا آلة الحرب الهائلة التي استخدمتها سلطات الاحتلال.
النصر لا يأتي إلا بالدولة الفلسطينية المستقلة
ورغم فرحة الشعب الفلسطيني بانتصاره على آلة الحرب الإسرائيلية، يبقى النصر الحقيقي في تحقيق الأهداف الوطنية الكبرى، وفي مقدمتها إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، تعترف بها كافة المحافل الدولية. هذا هو الهدف الذي يجب أن يكون المعيار الحقيقي للانتصار، فالحرية لا تكتمل دون استقلال، ولا النصر يكتمل دون بناء الدولة التي تجمع كل الفلسطينيين تحت رايتها.
فواتير الدم
لقد دفع الشعب الفلسطيني فواتير دماء غالية على مدار 70 عامًا من الاحتلال والتهجير والتدمير. ورغم التضحيات العظيمة التي قدمها، لا يزال يثبت للعالم أن الوطن هو الشرف، والعرض، والانتماء، وأن تراب الأرض لا يمكن التنازل عنه مهما كان الثمن. فلسطين، رغم كل الآلام، ستظل حرة، أبية، باقية على مر الزمان، بكل صمود أبنائها، الذين يدافعون عن حقوقهم بكل شجاعة وعزيمة.
من خلال هذه الكلمات، أكتب من أعماق القلب، حيث عشت هذه اللحظات الصعبة معكم، وأن فلسطين لن تموت، وستظل في قلوبنا، وسنبقى دائمًا نؤمن بأن النصر قادم، وأن إرادة الشعب الفلسطيني لا تُقهر.
عاشت فلسطين حرة أبية، بكل صمود شعبها الذي يثبت للعالم أن الأرض لنا، وأن الحق لا يموت، وأن فلسطين ستبقى في قلب كل عربي، وفي ذاكرة كل حر.
ناديه الراشد عمر
نائب سابق في الدولة الليبية
تعليقات