![]() |
نورا هواري |
بقلم: للكاتبة والباحثة الحقوقية: نورا هواري
في قرن بلغ من حداثته ان صار بإمكان البشرية أن تتفرج ثم تصمت على إبادة شعب كان ومازال يدفع ثمناً باهظاً لشيء اسمه الكرامة، في حرب الأمعاء التي باتت تفتك بالصغير قبل الكبير بلا رحمة او هَوادة، في ظل عجز القانون الدولي عن حمايتهم من مسلسل القتل والدمار الذي يأبى بلوغ نهايته، ليتضح لها انها مجرد شعارات وخطابات ومواقف لعرض الصور لا أكثر، تاركين الوحشية قانوناً يحكم البشر، حيث الظلم عنواناً له، ونهجِ حياة.
ولم الاستغراب وقد منح الجميع الاحتلال شيكاً على بياض ليواصل انتصاراته على أمعاء الصغار والضعفاء، بعد ان سلموها تسليم اليد لتجار الموت وأعداء الحياة التي تنتهج مبدأ… “ان عجزت عن المقاتل فعليك برغيف المدني”..!
فها هي غزة اليوم كجزيرة معزولة وسط عالم لا يشبهها، ولا تشبه حتى نفسها من هول الخراب والدمار الذي حل بها، وبعد مرور خمسة عشر شهراَ تواجه قصف الطائرات والمدافع والبوارج بلا رحمة، وقصفاً من نوع آخر أشد قوة وايلاماَ على نفوسهم، خصوصاَ أنه يأتي من ذوي القربى الذي بدا ظلمهم الأشد مضاضة حسب قول العرب .. قصفاَ من أسئلة مفخخة تذاع علناَ او بين السطور بألسنة عربية تمكر لها مكراَ بتحميلهم المقاومين عن وطنهم وشرف أمتهم وزر جرائم الاحتلال واتهامهم بفتحهم باباَ واسعاَ على انفسهم وشعبهم للرياح العاتية.. أما كان العيش هانئاَ وطبيعياَ قبل الحرب بالحصار الطويل..؟! أما كان الوطن آمناَ مع الاحتلال والأسر..؟؟ أوليست الحياة جميلة بلا كرامة او سيادة بلا أفق ولا حتى أمل..؟ يرَوّجون لوهم ٍ يراد تكريسه مفاده أنَ لا حلاً في الأفق سوى التوسل لسلاماً لا يأتي ابداً، وانتظار مساعدات من فتات تزيد او تنقص وفق مزاج المحتل، لتخفف من وطأة العيش لتكون لهم حياة كيفما كانت، لتجيبهم غزة بصمودها الأسطوري الذي لا يستطيع أحدا ان يصوب عليه البنادق، وتحقق انتصاراً ساحقاً رغم الوجع والدمار، والالم والفقدان، فتلك هي تكلفة الاحرار مع التحرر، إنه درس آخر من دروس الكرامة والعزة التي لا تهزم ولا تسقط رايتها مهما كلف ذلك من ثمن تسطره غزة المكلومة اليوم، يقابله درس آخر عن هشاشة الإنسانية في الانسان.
وكيف لا وكل يوم يمر على القطاع يخصم من حساب مصداقية هذا العالم وصورته التي بدت وهماً وسراباً، مخلفة أسئلة بدت تجتاح العالم لكنها بلا إجابات… كيف يصمدون..؟ ماذا يفعلون؟ وليس لديهم جيوبا سحرية تخرج لهم طعاما للجوعى وماءاً للعطش واماناً في مأوى!! والى أي مدى قد تتحمل البشرية التكلفة الأخلاقية تجاه شعوبها وأطروحاتها التي أنهكها ادعائها بالتحرر وحقوق الانسان، والى أي مدى يستطيع المرء وما يمتلكه من عقل ومنطق وتفكير سليم ان يضبط مشاعره وانفعالاته البشرية تجاه استفحال الظلم والاستبداد؟؟ وبأي حق أخلاقي سيتسنى للأنظمة الحديثة في المستقبل عن مخاطر ومساوئ الإبادة والتطهير العرقي وهي بذاتها تتواطأ مع الاحتلال بسكوتها وغضها الطرف، وتجنب مناصرتها حتى ولو بأضعف الإيمان ؟
وكأن ليس بأيديهم سوى ان يرفعوا أكفهم متضرعين الى الله عز وجل بما يتسنى لهم من أدعية حتى يقنعوا أنفسهم والآخرين بأنهم قد أدوا ما عليهم من واجب أخلاقي وانساني تجاه إخوانهم في العروبة والدين، فكانت مناصرتهم لهم لا أثر له تماماً، كمن يرمي حجراً في بحر هائج والتي لربما ظلمتهم غزة بحسن ظنها بهم من موضع الأمن والأمان!، الا ان غزة لم تكن لتأبه بهم وبتقاعسهم المريب اتجاه محتل يسعى لتحويلها الى ارض بلا شعب وكيف لا وثقة الطائر كانت دوماً ليست بالغصن الذي يقف عليه وانما ثقته كانت في جناحيه.
في قرن بلغ من حداثته ان صار بإمكان البشرية أن تتفرج ثم تصمت على إبادة شعب كان ومازال يدفع ثمناً باهظاً لشيء اسمه الكرامة، في حرب الأمعاء التي باتت تفتك بالصغير قبل الكبير بلا رحمة او هَوادة، في ظل عجز القانون الدولي عن حمايتهم من مسلسل القتل والدمار الذي يأبى بلوغ نهايته، ليتضح لها انها مجرد شعارات وخطابات ومواقف لعرض الصور لا أكثر، تاركين الوحشية قانوناً يحكم البشر، حيث الظلم عنواناً له، ونهجِ حياة.
ولم الاستغراب وقد منح الجميع الاحتلال شيكاً على بياض ليواصل انتصاراته على أمعاء الصغار والضعفاء، بعد ان سلموها تسليم اليد لتجار الموت وأعداء الحياة التي تنتهج مبدأ… “ان عجزت عن المقاتل فعليك برغيف المدني”..!
فها هي غزة اليوم كجزيرة معزولة وسط عالم لا يشبهها، ولا تشبه حتى نفسها من هول الخراب والدمار الذي حل بها، وبعد مرور خمسة عشر شهراَ تواجه قصف الطائرات والمدافع والبوارج بلا رحمة، وقصفاً من نوع آخر أشد قوة وايلاماَ على نفوسهم، خصوصاَ أنه يأتي من ذوي القربى الذي بدا ظلمهم الأشد مضاضة حسب قول العرب .. قصفاَ من أسئلة مفخخة تذاع علناَ او بين السطور بألسنة عربية تمكر لها مكراَ بتحميلهم المقاومين عن وطنهم وشرف أمتهم وزر جرائم الاحتلال واتهامهم بفتحهم باباَ واسعاَ على انفسهم وشعبهم للرياح العاتية.. أما كان العيش هانئاَ وطبيعياَ قبل الحرب بالحصار الطويل..؟! أما كان الوطن آمناَ مع الاحتلال والأسر..؟؟ أوليست الحياة جميلة بلا كرامة او سيادة بلا أفق ولا حتى أمل..؟ يرَوّجون لوهم ٍ يراد تكريسه مفاده أنَ لا حلاً في الأفق سوى التوسل لسلاماً لا يأتي ابداً، وانتظار مساعدات من فتات تزيد او تنقص وفق مزاج المحتل، لتخفف من وطأة العيش لتكون لهم حياة كيفما كانت، لتجيبهم غزة بصمودها الأسطوري الذي لا يستطيع أحدا ان يصوب عليه البنادق، وتحقق انتصاراً ساحقاً رغم الوجع والدمار، والالم والفقدان، فتلك هي تكلفة الاحرار مع التحرر، إنه درس آخر من دروس الكرامة والعزة التي لا تهزم ولا تسقط رايتها مهما كلف ذلك من ثمن تسطره غزة المكلومة اليوم، يقابله درس آخر عن هشاشة الإنسانية في الانسان.
وكيف لا وكل يوم يمر على القطاع يخصم من حساب مصداقية هذا العالم وصورته التي بدت وهماً وسراباً، مخلفة أسئلة بدت تجتاح العالم لكنها بلا إجابات… كيف يصمدون..؟ ماذا يفعلون؟ وليس لديهم جيوبا سحرية تخرج لهم طعاما للجوعى وماءاً للعطش واماناً في مأوى!! والى أي مدى قد تتحمل البشرية التكلفة الأخلاقية تجاه شعوبها وأطروحاتها التي أنهكها ادعائها بالتحرر وحقوق الانسان، والى أي مدى يستطيع المرء وما يمتلكه من عقل ومنطق وتفكير سليم ان يضبط مشاعره وانفعالاته البشرية تجاه استفحال الظلم والاستبداد؟؟ وبأي حق أخلاقي سيتسنى للأنظمة الحديثة في المستقبل عن مخاطر ومساوئ الإبادة والتطهير العرقي وهي بذاتها تتواطأ مع الاحتلال بسكوتها وغضها الطرف، وتجنب مناصرتها حتى ولو بأضعف الإيمان ؟
وكأن ليس بأيديهم سوى ان يرفعوا أكفهم متضرعين الى الله عز وجل بما يتسنى لهم من أدعية حتى يقنعوا أنفسهم والآخرين بأنهم قد أدوا ما عليهم من واجب أخلاقي وانساني تجاه إخوانهم في العروبة والدين، فكانت مناصرتهم لهم لا أثر له تماماً، كمن يرمي حجراً في بحر هائج والتي لربما ظلمتهم غزة بحسن ظنها بهم من موضع الأمن والأمان!، الا ان غزة لم تكن لتأبه بهم وبتقاعسهم المريب اتجاه محتل يسعى لتحويلها الى ارض بلا شعب وكيف لا وثقة الطائر كانت دوماً ليست بالغصن الذي يقف عليه وانما ثقته كانت في جناحيه.