أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

غزة تنادي، هل من مستجيب؟

رجاء صالحة
بقلم الإعلامي: رجاء صالحة
في كل عدوان إسرائيلي على غزة، يُقتلع الآلاف من جذورهم قسرًا، يُجبرون على ترك منازلهم التي كانت ملاذهم الوحيد، ليواجهوا واقعًا أشد قسوة في مراكز إيواء مكتظة تُفتقد فيها الكرامة الإنسانية. مشاهد الأمهات الحائرات، والأطفال الذين تملأ عيونهم أسئلة بلا إجابات، تختصر حجم المأساة التي تتكرر مع كل قصف وعدوان.
ومع انتهاء القصف، تبدأ رحلة جديدة من الألم: مرارة العودة. العودة ليست كما يظن البعض نهاية للمعاناة، بل بداية لصراع جديد. حين يعود النازحون إلى منازلهم، يجدونها إما ركامًا، أو مدمرة بشكل يجعل الحياة فيها مستحيلة. الجدران التي كانت يومًا شاهدة على الذكريات، تتحول إلى أطلال، والمكان الذي كان عنوانًا للأمان يصبح شاهدًا على الكارثة.
يعاني العائدون من انعدام أبسط مقومات الحياة: لا مياه، لا كهرباء، ولا سقف يقيهم برد الشتاء أو حر الصيف. الأطفال ينامون على أنقاض أحلامهم، بينما يواجه الآباء عجزًا مريرًا عن تأمين مستقبل عائلاتهم. في ظل الحصار المستمر، يصبح إعادة الإعمار حلمًا بعيد المنال، وتتحول المساعدات الدولية إلى وعود جوفاء تُعرقلها القيود السياسية.
معاناة النازحين في غزة ليست مجرد مأساة عابرة، بل هي نكبة متجددة يئن تحت وطأتها شعب بأكمله. إن العالم مدعو لتحمل مسؤوليته الأخلاقية والإنسانية، فالعودة إلى الركام ليست حلاً، والحياة تحت الحصار ليست عدلاً. غزة تنادي، هل من مستجيب؟

 

تعليقات