أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

اليد الثقيلة لترامب تنجز صفقة التبادل

د.عاهد فروانة
د.عاهد فروانة

كتب: د.عاهد فروانة – مختص بالشؤون الإسرائيلية
في مفاجأة غير متوقعة ، نجحت الضغوط الكبيرة التي مارسها الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في تحقيق اختراق دبلوماسي قد يبدو صعب المنال. صفقة التبادل بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس ، تم إتمامها بشكل غير تقليدي، وبفضل تدخل ترامب الذي أثر بشكل كبير في مسار المفاوضات.
ورغم التوقعات بعدم التوصل إلى اتفاقية الهدنة وتبادل الأسرى في ظل المماطلة الواضحة من جانب رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ومعارضة حلفائه اليمينيين، سموتريتش وبن غفير، إلا أن الظروف والتدخلات المتشابكة جعلت من الممكن أن تتحقق هذه الصفقة. فنتنياهو كان حريصًا على عدم تقديم أي إنجاز سياسي لإدارة الرئيس جو بايدن في فترة توتر علاقاته مع البيت الأبيض، رغم الدعم الواسع الذي قدمته إدارة بايدن لإسرائيل على مختلف الأصعدة.
لكن لم يكن في حسبان نتنياهو أن يدفعه ضغط ترامب المكثف إلى تجاوز معارضاته الداخلية، لا سيما في وقت حساس. فقد بدأ ترامب، رغم عدم توليه منصب الرئاسة بعد، بممارسة ضغط كبير على جميع الأطراف المعنية من أجل الوصول إلى اتفاقية الهدنة وتبادل الأسرى، مسارعًا في إرسال مبعوثه الخاص للشرق الأوسط للمشاركة في محادثات الدوحة. سعى ترامب إلى جعل هذه الصفقة إنجازًا أوليًا يتمكن من التفاخر به خلال فترة تنصيبه في البيت الأبيض.
المحلل الإسرائيلي بن كاسبيت أشار إلى أن ضغوطات ترامب كانت أكثر تأثيرًا على نتنياهو من الضغوط التي مورست عليه من حلفائه اليمينيين، بما في ذلك بن غفير وسموتريتش. فالضغط الأمريكي قوبل بتنازلات من نتنياهو، حيث فضّل التخلي عن معارضة بن غفير للصفقة للحفاظ على توازن حكومته، رغم اعتراضات الأخير القوية. لكن في نفس الوقت، تمسك نتنياهو بحزب سموتريتش كداعم أساسي للحكومة.
وأظهرت التطورات أن نتنياهو حاول المماطلة لفترة طويلة مع ترامب للحصول على بعض المكاسب السياسية التي قد تهدئ معارضيه في الحكومة. من بين هذه الوعود، كانت استئناف الحرب في حال خرق حماس للاتفاق، بالإضافة إلى استكمال مسارات التطبيع، والضم، والاستيطان في الضفة الغربية والمناطق المحاذية لقطاع غزة.
إلا أن التدخل السريع لترامب جاء ليحسم الأمور، حيث فرضت الضغوط الكبيرة على جميع الأطراف إتمام المرحلة الأولى من صفقة التبادل. ولكن، يبقى السؤال الأهم: هل سيواصل ترامب الضغط لإنجاز المراحل التالية من الاتفاق؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة.



تعليقات