غدير حدادين: "الفن والأدب أداة لتغيير الواقع المجتمعي ونشر الأمل"

غدير حدادين

فلسطين24: في مقابلة خاصة مع فلسطين24، تحدثت غدير حدادين، الشاعرة والفنانة التشكيلية والإعلامية، عن مسيرتها الإنسانية والفنية، ودور جمعية "لونها بالأمل" التي أسستها لتكون منارة للأمل في حياة الفئات الأكثر حاجة في المجتمع الأردني. أكدت حدادين أن الفن والأدب هما السبيل الأقوى للارتقاء بالإنسانية وتغيير الواقع، مشيرة إلى أن الجمعية تعمل على تمكين الأطفال المصابين بالأمراض المختلفة، إضافة إلى كبار السن، من خلال ورش فنية تهدف إلى منحهم فرصة للتعبير عن أنفسهم ومواجهة تحديات الحياة.
كيف نشأت فكرة جمعية "لونها بالأمل"؟
في البداية، تُوضح غدير حدادين أن فكرة الجمعية جاءت نتيجة لإيمان عميق بأن الإنسان لا يمكنه أن يواجه تحديات الحياة بمفرده، وأنه لا بد من التضامن والمساندة بين أفراد المجتمع. تقول حدادين: "من خلال تجربتي كفنانة وشاعرة، شعرت بأن الفن يمكن أن يكون وسيلة فعّالة للتخفيف من معاناة الفئات الأكثر حاجة. جمعية 'لونها بالأمل' تهدف إلى تقديم مساحة للأطفال المصابين بالسرطان ومتلازمة داون والتوحد، بالإضافة إلى كبار السن، ليتمكنوا من التعبير عن أنفسهم من خلال الرسم والفن. نهدف إلى أن يكون الفن وسيلة للتغلب على الصعاب وتحفيز الأمل في النفوس."
كيف يمكن للفن أن يساهم في تغيير الواقع المجتمعي؟
تُعبر حدادين عن رأيها بحماسة قائلة: "الفن ليس مجرد وسيلة للتسلية أو الزينة، بل هو أداة تعبير قوية يمكنها أن تساهم في تغيير الواقع. في الجمعية، نمنح هؤلاء الأطفال والكبار الفرصة للتعبير عن أنفسهم بأسلوبهم الخاص، مما يعزز من قدرتهم على مواجهة التحديات وتجاوز محنهم. من خلال الرسم والفن، يمكنهم أن يعبّروا عن مشاعرهم وأفكارهم ويعيدوا بناء حياتهم بروح مليئة بالأمل والطموح."
مبادرة "رسم القصة القصيرة" وكيفية تأثيرها على المجتمع؟
تتحدث حدادين عن مبادرة "رسم القصة القصيرة" التي أطلقتها الجمعية، قائلة: "من خلال تفاعلنا المستمر مع أفراد المجتمع، رأينا أن التعبير عن القصة الشخصية من خلال الفن الأدبي يعد وسيلة قوية لإحداث تغيير داخلي وعاطفي. نحن نسعى من خلال هذه المبادرة إلى منح المشاركين فرصة لكتابة ورسم قصصهم بطريقة فنية، لتسليط الضوء على التحديات التي يواجهونها. الفن الأدبي يساعد في رفع الوعي حول قضايا اجتماعية مهمة، ويعطي المشاركين الفرصة للحديث عن أنفسهم وإيصال رسائلهم للمجتمع."
هل يمكن أن يحدث الفن والأدب تأثيرًا عميقًا في معالجة الأزمات الإنسانية؟
غدير حدادين تؤمن أن الأدب والفن قادران على إعادة تشكيل الأزمات الإنسانية، تقول: "الأدب والفن ليسا فقط وسيلتين للترفيه، بل هما أدوات رئيسية للتغيير الاجتماعي. عندما يعبر الأفراد عن أنفسهم من خلال الفن أو الكتابة، يعيدون اكتشاف قوتهم الداخلية ويواجهون تحدياتهم بطرق جديدة. الفن يجعل المعاناة مرئية، ويشجع المجتمع على التفكير بشكل أعمق حول قضايا مثل حقوق الأطفال، وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والفقر، وغيرها من القضايا الإنسانية التي تحتاج إلى إضاءة."
ما هي أبرز التحديات التي تواجهها الجمعية في تحقيق أهدافها؟
تُشير حدادين إلى التحديات الكبرى التي تواجه الجمعية في الميدان، حيث تقول: "أكبر تحدي هو نقص الموارد والتمويل اللازم لدعم جميع المشاريع والأنشطة. على الرغم من أن لدينا بعض الشركاء والمساهمين، إلا أن الحاجة إلى دعم مستمر تظل من أبرز التحديات. ولكننا نؤمن بقوة التعاون المجتمعي وأهمية استقطاب الدعم من المؤسسات والأفراد المهتمين بالقضايا الإنسانية. نحن لا نستسلم أمام هذه الصعوبات ونعمل جاهدين على إيجاد حلول مبتكرة لضمان استدامة العمل."
ماذا تأملين لجمعية "لونها بالأمل" في المستقبل؟
وفيما يتعلق بمستقبل الجمعية، تقول حدادين: "رؤيتنا هي أن نكون قوة مؤثرة في المجتمع، تُسهم بشكل فعّال في إحداث التغيير في حياة الأفراد. نطمح لتوسيع نطاق الجمعية لتشمل المزيد من الفئات المهمشة في المجتمع، وأن نوفر لهم الدعم الذي يحتاجونه في مختلف المجالات. كما نأمل أن تكون الجمعية منصة لتعزيز روح التعاون بين الفنانين، الأدباء، وأفراد المجتمع، وأن يكون لدينا المزيد من المبادرات التي تدعم الإبداع الاجتماعي وتفتح آفاقًا جديدة للأجيال القادمة."
رسالة أخيرة تودين توجيهها؟
اختتمت غدير حدادين حديثها برسالة إنسانية عميقة، قائلة: "رسالتي هي أن الإنسانية هي الرابط الذي يجمعنا جميعًا، ومن خلال العمل الجماعي والفن يمكننا أن نخلق عالمًا أفضل. الأدب والفن ليسا مجرد رفاهية، بل هما وسائل فاعلة للتغيير. أدعو الجميع للانضمام إلى هذه الحركة الإنسانية، لأن كل خطوة صغيرة يمكن أن تُحدث فارقًا كبيرًا في حياة الآخرين."
غدير حدادين، عبر أعمالها الفنية والأدبية، تُثبت أن الفن هو أداة تغيير حقيقية، وأن الأمل يمكن أن يُلون كل زاوية من زوايا المجتمع. جمعية "لونها بالأمل" تعكس هذه الفلسفة، حيث يسعى كل فرد في الجمعية إلى أن يكون شعاعًا من الأمل في عالم يحتاج إلى المزيد من التعاطف والإنسانية.















تعليقات