صعوبة التكيف مع واقع غزة الصعب بعد التدمير


سامح الجدي

الكاتب: الصحفي سامح الجدي 
الحياة في غزة ليست مجرد تحدٍّ يومي، بل هي صراع مستمر مع الواقع الصعب الذي فرضه الدمار والحصار. منذ اللحظة التي تفتح فيها عينيك، تجد نفسك محاطًا بمشاهد الخراب، وأصوات الألم، وحكايات الفقدان التي لا تنتهي. التكيف مع هذا الوضع ليس بالأمر السهل، بل هو معركة نفسية وعاطفية مستمرة.
الواقع المرير بعد التدمير
بعد موجات القصف والدمار، لم يعد المكان كما كان، ولم تعد الحياة كما عهدناها. الشوارع التي كانت مليئة بالحياة أصبحت أطلالًا، والمنازل التي كانت تجمع العائلات تحولت إلى أنقاض. كل زاوية في المدينة تحمل ذكرى مؤلمة، وكل نظرة إلى الأفق تذكّرنا بحجم الخسائر التي لحقت بنا.
التكيف النفسي والعاطفي
التأقلم مع هذا الواقع الجديد يبدو وكأنه أمر مستحيل. كيف يمكن للإنسان أن يعيش حياة طبيعية في ظل فقدان الأمان والمستقبل المجهول؟ القلق والخوف من القادم يلازمان كل فرد هنا، مما يجعل النوم هروبًا مؤقتًا من واقع لا يرحم.
الحزن والشعور بالعجز يسيطران على الكثيرين، خاصة عندما يجدون أنفسهم فجأة بلا مأوى أو يفقدون أحبّتهم. التعايش مع هذه الخسائر يحتاج إلى قوة نفسية هائلة، لكنها ليست متاحة للجميع. بعض الناس يحاولون إيجاد الأمل وسط الركام، بينما يستسلم آخرون لليأس.
التحديات اليومية في ظل الحصار
إلى جانب الدمار، هناك التحديات المعيشية التي تجعل الحياة أكثر صعوبة. نقص المياه، انقطاع الكهرباء، ندرة الغذاء والدواء، كلها تجعل من البقاء على قيد الحياة معركة يومية. لا يمكن الحديث عن التكيف دون ذكر الإحباط الذي يصيب الناس وهم يحاولون تلبية احتياجاتهم الأساسية دون جدوى.
هل هناك أمل؟
رغم كل هذا، لا يزال هناك أناس يحاولون النهوض مجددًا، يعيدون بناء حياتهم من الصفر، يبحثون عن فسحة أمل بين كل هذا الظلام. الأطفال الذين يلعبون بين الأنقاض، والشباب الذين يصرون على التعليم رغم كل الظروف، هم دليل على أن غزة قد تُهزم ماديًا، لكنها لا تموت روحيًا.
لكن يبقى السؤال الأكبر: إلى متى؟ إلى متى سيظل أهل غزة يعيشون بين الدمار والانتظار؟ التكيف مع هذا الواقع ليس خيارًا بقدر ما هو فرض قاسٍ، لكن الأمل في تغيير المستقبل يظل حاضرًا في قلوب من يرفضون الاستسلام.



تعليقات