أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

اشتية: الحل الفلسطيني يتطلب تجاهل فريق ترامب والتفاوض المباشر


فلسطين24: قال الدكتور محمد أشتية، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، رئيس الوزراء الفلسطيني السابق، إن السبيل الأمثل لحل القضية الفلسطينية يتطلب أن يتجاوز الفلسطينيون والعرب تعاملهم مع فريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وصفه بأنه يتكون من مجموعة من الأيديولوجيين المتشددين. وأكد أشتية في تصريحات خاصة أن الأفضل للفلسطينيين والعرب هو التعامل مباشرة مع الرئيس الأمريكي نفسه، في خطوة قد تساهم في إيجاد حلول جادة للقضية الفلسطينية بعد إعادة تولي ترامب منصبه.
وأشار أشتية إلى أن المصالح المتشابكة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية تشكل "شبكة أمان" يمكن أن تساعد في حماية الأراضي الفلسطينية من محاولات الابتلاع الإسرائيلية المستمرة. ولفت إلى أن الموقف السعودي الثابت في رفض التطبيع قبل التوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية يعد أحد الخيارات المهمة المتبقية في المشهد السياسي العربي.
وفي سياق آخر، وصف أشتية المنطقة العربية اليوم بأنها في حالة "سائلة"، مشيراً إلى أن السعودية تسعى إلى توحيد المواقف العربية "ولملمة السيولة" في مختلف القضايا الإقليمية، بما في ذلك الملف الفلسطيني والسوري واللبناني. كما أكد على ضرورة أن يتم التعامل مع إسرائيل من منظور عربي-إسرائيلي، وليس فلسطينياً-إسرائيلياً، لضمان عدم انفرد إسرائيل بكل طرف على حدة.
وتناول أشتية في حديثه تطورات الوضع الداخلي في إسرائيل، مشيراً إلى أن وجود الحكومة الحالية التي تهيمن عليها الصهيونية الدينية يجعل من الصعب الوصول إلى أي حل سياسي. وأضاف أن الصهيونية الدينية لا تعترف بالآخرين، وتؤمن بحق اليهود الحصري في كافة الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل، بما في ذلك الضفة الغربية. واعتبر أن هذه الحكومة تمثل تحدياً كبيراً لأي إمكانية لحل سياسي يعترف بحقوق الفلسطينيين.
وحذر أشتية من خطورة تحالف الصهيونية الدينية مع الصهيونية المسيحية التي تسعى الآن إلى التأثير على السياسة الأمريكية، خاصة في ما يتعلق بالملف الفلسطيني. واعتبر أن هذا التناغم بين الحركتين قد يزيد من تعقيد الوضع في المنطقة ويجعل من المستحيل التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم.
وعن التطورات الأخيرة في غزة، أكد أشتية أن الفلسطينيين تمكنوا من كسر "ألم الهولوكوست" الذي كان يختزنه الاحتلال الإسرائيلي ويستخدمه كسلاح إعلامي ضدهم. وفي هذا السياق، انتقد أشتية تصرفات حركة حماس، مشيراً إلى أنه لا يمكن للمقاومة أن تكون الحل الوحيد في ظل الواقع المعقد، وأن الحركة يجب أن تتحمل المسؤولية السياسية الكاملة عن تداعيات الهجوم الذي وقع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، بدلاً من التعامل مع القضية الفلسطينية من منظور عسكري فقط.
كما أبدى أشتية قلقه من أن إسرائيل قد تستخدم عملية إعادة الإعمار في غزة كوسيلة لتهجير الفلسطينيين طوعياً من القطاع، بعد فشل محاولات التهجير القسري. واعتبر أن نقل الحرب إلى الضفة الغربية سيكون "خطأ العمر" بالنسبة لإسرائيل، محذراً من أن ذلك سيؤدي إلى مزيد من التصعيد في المنطقة.
وفيما يتعلق بمستقبل الخيارات الفلسطينية، أكد أشتية أن المقاومة المسلحة أو الخيار العسكري لم يعد يحقق النجاح المطلوب، بسبب اختلال ميزان القوى في المنطقة. وأوضح أن الفلسطينيين لم يحسنوا قراءة هذا الميزان، مما جعل المقاومة غير قادرة على تحقيق أهدافها في الوقت الذي فشلت فيه إسرائيل في إحلال السلام العادل. وأشار إلى أن الفلسطينيين بحاجة إلى تبني استراتيجية سياسية جديدة تتناسب مع التغيرات الإقليمية والدولية، وتعكس التحديات الكبرى التي تواجه القضية الفلسطينية في الوقت الراهن.
واختتم أشتية حديثه بالتأكيد على أن جميع الحلول السياسية التي تم طرحها للقضية الفلسطينية في السابق بنيت على مبدأ تقسيم الأرض، وهو ما أصبح غير قابل للتحقيق في ظل الوضع الراهن، خاصة مع تصاعد نفوذ الصهيونية الدينية في إسرائيل.
وأكد ان حركة "فتح" مصممة على تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، وتدرك أن قوتنا تكمن في توحيد صفوفنا لمواجهة التحديات الكبرى. في الوقت نفسه، نحن نخوض معركة دبلوماسية في المحافل الدولية لتسليط الضوء على الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق شعبنا، ونسعى جاهدين لمحاسبتها على انتهاكاتها المستمرة للقانون الدولي وحقوق الإنسان. 




تعليقات