المرأة الفلسطينية: صمودٌ ونضالٌ في يومها العالمي

الدكتور إيهاب خلايلة
الدكتور إيهاب خلايلة
الكاتب: الدكتور إيهاب خلايلة
عميد شؤون الطلبة في جامعة فلسطين الأهلية
اعتاد العالم الاحتفاء بهذا اليوم التاريخي للمرأة في الثامن من مارس من كل عام، ليكون فرصة لتسليط الضوء على دور المرأة في مختلف المجتمعات، وتقديراً لإنجازاتها ونضالها، وفي هذا السياق، تبرز المرأة الفلسطينية كنموذج فريد يجسد ويكرس الصمود والتحدي والنضال في وجه أصعب الظروف، حيث لم تكن مكتوفة الأيدي أو مجرد شاهدة على الأحداث، بل كانت وما زالت فاعلة ورائدة في مختلف ميادين الحياة، تقف -جنباً إلى جنب -مع الرجل الفلسطيني في معركة البقاء والحرية والكرامة.
منذ عقود طويلة، كانت المرأة الفلسطينية وما زالت رمزاً للنضال والمقاومة والثبات، فلم تقتصر مشاركتها على دعم الرجل أو رعاية الأسرة فقط أو المحافظة على البيت، بل كانت في طليعة النضال، سواء بالمشاركة المباشرة في المواجهات، أو بدورها في الحفاظ على الهوية الوطنية وترسيخها ونقلها عبر الأجيال، فقدمت الأسيرة والمناضلة والشهيدة والجريحة، وكانت الحاضنة للثوار والمقاومين، فاستحقت أن تكون جزءاً أصيلاً وأساسياً من المشهد الوطني الفلسطيني.
وفي ذات المقام ، وبالرغم من التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، إلا أن المرأة الفلسطينية كان لها دوراً كبيراً في بناء المجتمع الفلسطيني، لم تتوقف أو تتوانى عن الإبداع والتميز والتألق في مختلف مجالات الحياة ،فقد خاضت في مجالات العلم والعمل والسياسة والعسكر، وأثبتت كفاءتها في التعليم، والطب، والهندسة، والإعلام، حتى باتت تشغل وتتبوء مناصب قيادية في مؤسسات الدولة الحكومية والخاصة،كما كان لها دوراً بارزاً في رفعة وتعزيز التعليم والثقافة، فأضحت المعلمة، والكاتبة، والباحثة، والصحفية التي حملت ونشرت رسالة القضية الفلسطينية إلى العالم أجمع.
ومن زاوية أخرى، لا تزال المرأة الفلسطينية تواجه صعوبات وتحديات جسيمة، من الاحتلال الإسرائيلي الذي يفرض قيوداً على حياتها، ناهيك عن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تجعلها تتحمل أعباء إضافية داخل الأسرة والمجتمع، ورغم ذلك، تواصل المرأة الفلسطينية سعيها لانتزاع حقوقها وتحقيق العدالة والمساواة، مستندة إلى تاريخ طويل من التحدي والإصرار.
في هذا اليوم اللصيق بالمرأة، لا يمكن إلا أن نُحيِ المرأة الفلسطينية، الأم التي صبرت على الفقد، الأسيرة التي تحملت اضطهاد وظلم السجان، العاملة التي كافحت من أجل لقمة العيش، والفتاة التي حلمت بمستقبل مشرق رغم الظلام المحيط بها، سيبقى صمود وثبات ونضال المرأة الفلسطينية في كافة المجالات، شاهداً على عزيمتها التي لا تلين ولا تنحني مطلقاً.

 

تعليقات