أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

آدم كريزم: عندما اختطف الموت البراءة بين أنقاض الحرب

الطفل أدم كريزم

غزة: خاص:فلسطين24: كان آدم كريزم، الطفل ذو الثمانية أعوام، يعيش في الإمارات حياة هادئة، حيث كان يلعب بين أحضان والديه، بعيدًا عن أزيز الرصاص وصوت القصف. رغم الأمان الذي يحيط به، كان قلبه يحمل شوقًا غريبًا لجده المريض في غزة، الذي كان يعاني من مرض السرطان. كان حلمه أن يراه مرة أخرى، حتى لو كان في أيامه الأخيرة. قررت والدته أن تكون إلى جانبه في لحظاته الصعبة، فانتقلت معه إلى غزة، متفائلة بأنها رحلة قصيرة لزيارة العائلة، دون أن تعرف أنها ستتحول إلى مأساة.
مع بداية الحرب في غزة، تغيّر كل شيء. أصبح آدم يعيش في قلب المعاناة، بعيدًا عن والده الذي بقي في الإمارات. كان يشتاق له بشدة، يتمنى لو كان إلى جانبه ليخفف عنه خوفه وقلقه وسط هذا الجحيم. لم تكن والدته تدرك أن هذه الزيارة ستكون آخر مرة يجتمع فيها الجميع معًا، وأن ما كانت تعتبره فرصة لزيارة عائلتها ستتحول إلى لحظات فقدان لا تعوّض.
وفي صباح الأمس، وبينما كانت الحرب تشتعل من حولهم، سقط جدار منزلهم المتهالك بسبب القصف العنيف. وسط الدمار والخراب، وقع الحائط على جسد آدم الصغير، ليأخذ منه حلمه البريء وحياته التي كان يتمنى أن يعيشها بعيدًا عن الحرب. مات الطفل في اللحظة التي كان يحلم فيها بالسلام والعودة إلى والده.
لكن الحزن لم يتوقف عند هذا الحد. فقد رحل الجد أيضًا، بعد معاناة طويلة مع مرضه الذي تفشى في جسده. توفي الجد الذي جاء آدم ليقضي معه أيامه الأخيرة، وبعده فقدت الأم ابنها الوحيد، الذي جلبته معها لتكون إلى جانبه. اختطفه الموت قبل أن يرى والده مرة أخرى، ليترك قلب الأم في جرح عميق.
أما والده في الإمارات، فكان قلبه يتقطع شوقًا لابنه. كان يتمنى أن يكون بجانبه في هذه اللحظات العصيبة، ليمنحه الحماية والأمان الذي فقده في غزة. لكن الحرب كانت أسرع من كل شيء، اختطفت آدم قبل أن يتمكن من أن يشعر بحضن والده، ليظل هذا الأب يحترق في قلبه مع كل لحظة تمر دون أن يستطيع أن يلامس يدي ابنه.💔

 

تعليقات