فلسطين24: غزة - تقرير: منجد حلس: منذ اللحظة الأولى لاشتعال الحرب الأخيرة على قطاع غزّة، انكشف معدنُ النساء على حقيقته: لسن مجرّد ضحايا، بل صانعاتُ حياةٍ يُمسكن بزمام الأسرة، ويُرمّمن الروح تحت القصف، ويُدبّرن الحدّ الأدنى من ضروريات البقاء رغم شحّ كلّ شيء.
أمومةٌ في وجه العاصفة
داخل أحد مراكز الإيواء في مدرسة بدير البلح تصادف «أم سامي»، أُمًّا لخمسة أطفال هجّرها الدمار من حيّ الزيتون. تقول وهي تُربّت على كتف صغيرتها:
«كنتُ أُعدّ لهم وجبة ساخنة كلّ يوم؛ اليوم أبحث عن علبة سردين ورغيف يسدّ الرمق… لكن لا مجال للاستسلام، يجب أن أبقى قويّة لأجلهم».
تقارير مؤسّسات المجتمع المدني ترصد نساءً يُدِرن شؤون المخيّم: ينظّمن صفوف توزيع الطعام، يعتنين بالمسنّين، ينسجن دوائر دعمٍ نفسيّ متبادَل. توضّح المتطوّعة «ميساء»:
«كلّ خيمة صارت بقيادة امرأة تُشبه أمًّا كبرى للجميع؛ نتقاسم الأدوار ونخفّف عن بعضنا، فلا وقتَ لانتظار النجدة الرسميّة».
الحياة تُزفّ وتُولد تحت القصف
رغم هدير الطائرات، تسجَّل مئات حفلات الزفاف: بعضها في قاعاتٍ من قماش، وبعضها بين جدران بيتٍ متصدّع. يروي «أبو محمّد» –والد عروسٍ تزوّجت في مركز إيواء– بابتسامة مُرّة:
«تزوّجت ابنتي على ضوء ثلاث شموع وزجاجة بيبسي؛ العمر غير مضمون، والفرح حقّ ولو بلحظة».
كذلك تُولد الحياة. «رنا» أنجبت طفلها «صامد» في رواق مدرسة نزحت إليها، على ضوء مصباح هاتف. تخبرنا:
«تحوّل المكان فجأةً إلى غرفة ولادة؛ ستّ نساء صرن قابلات، والدكتورة أشعلت الكشّاف فوق رأس صغيري حتّى أبصر النور».
بيانات وزارة الصحّة توثّق أكثر من ستّة آلاف مولودٍ منذ بداية الحرب في بيئات «عالية المخاطر»: انقطاع كهرباء، عجز أجهزة، نقص دواء. ومع ذلك تؤكّد القبالة «سعاد» من الخطوط الأمامية:
«المرأة في غزّة أقوى ممّا يظنّ العالم؛ تصرخ للحياة فتهزم الخوف».
أمومةٌ في وجه العاصفة
داخل أحد مراكز الإيواء في مدرسة بدير البلح تصادف «أم سامي»، أُمًّا لخمسة أطفال هجّرها الدمار من حيّ الزيتون. تقول وهي تُربّت على كتف صغيرتها:
«كنتُ أُعدّ لهم وجبة ساخنة كلّ يوم؛ اليوم أبحث عن علبة سردين ورغيف يسدّ الرمق… لكن لا مجال للاستسلام، يجب أن أبقى قويّة لأجلهم».
تقارير مؤسّسات المجتمع المدني ترصد نساءً يُدِرن شؤون المخيّم: ينظّمن صفوف توزيع الطعام، يعتنين بالمسنّين، ينسجن دوائر دعمٍ نفسيّ متبادَل. توضّح المتطوّعة «ميساء»:
«كلّ خيمة صارت بقيادة امرأة تُشبه أمًّا كبرى للجميع؛ نتقاسم الأدوار ونخفّف عن بعضنا، فلا وقتَ لانتظار النجدة الرسميّة».
الحياة تُزفّ وتُولد تحت القصف
رغم هدير الطائرات، تسجَّل مئات حفلات الزفاف: بعضها في قاعاتٍ من قماش، وبعضها بين جدران بيتٍ متصدّع. يروي «أبو محمّد» –والد عروسٍ تزوّجت في مركز إيواء– بابتسامة مُرّة:
«تزوّجت ابنتي على ضوء ثلاث شموع وزجاجة بيبسي؛ العمر غير مضمون، والفرح حقّ ولو بلحظة».
كذلك تُولد الحياة. «رنا» أنجبت طفلها «صامد» في رواق مدرسة نزحت إليها، على ضوء مصباح هاتف. تخبرنا:
«تحوّل المكان فجأةً إلى غرفة ولادة؛ ستّ نساء صرن قابلات، والدكتورة أشعلت الكشّاف فوق رأس صغيري حتّى أبصر النور».
بيانات وزارة الصحّة توثّق أكثر من ستّة آلاف مولودٍ منذ بداية الحرب في بيئات «عالية المخاطر»: انقطاع كهرباء، عجز أجهزة، نقص دواء. ومع ذلك تؤكّد القبالة «سعاد» من الخطوط الأمامية:
«المرأة في غزّة أقوى ممّا يظنّ العالم؛ تصرخ للحياة فتهزم الخوف».
حين تصبح المرأة مرآة الوطن
تحت الركام، تظلّ الغزّية تحرس أحلام أطفالها، تدير بيتًا من خيمة، وتبتسم وهي تلد في الظلام. ليست مجرّد رقمٍ في قوائم الضحايا، بل صوتُ الحياة حين يخيّم الموت، وراية وطنٍ يقول للعالم: ما زلنا هنا، وسنظلّ نخلق ضوءًا مهما استعرت العتمة.
تحت الركام، تظلّ الغزّية تحرس أحلام أطفالها، تدير بيتًا من خيمة، وتبتسم وهي تلد في الظلام. ليست مجرّد رقمٍ في قوائم الضحايا، بل صوتُ الحياة حين يخيّم الموت، وراية وطنٍ يقول للعالم: ما زلنا هنا، وسنظلّ نخلق ضوءًا مهما استعرت العتمة.