أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

شهادات لجنود الاحتلال: مراكز المساعدات في غزة تحولت إلى ساحات قتل



غزة – فلسطين 24 
كشفت شهادات لجنود وضباط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، نشرتها صحيفة "هآرتس" العبرية، عن أوامر مباشرة بإطلاق النار على المدنيين الفلسطينيين الذين يقتربون من مراكز توزيع المساعدات في قطاع غزة، مستخدمين القناصة والمدفعية والدبابات، من دون أن يشكّل هؤلاء أي خطر يُذكر، فيما أقصى ما يقلق قادة الجيش هو صورة إسرائيل أمام المجتمع الدولي، لا أرواح الجوعى. 
بحسب الشهادات، فإن القادة الميدانيين في وحدات مختلفة، خصوصًا الفرقة 252، أصدروا تعليمات بإطلاق النار لتفريق الحشود عند نقاط توزيع الغذاء، حتى قبل وصول الشاحنات أو بعد مغادرتها. يقول أحد الجنود: "هذا ميدان قتل. يُطلق النار كما لو كنا نواجه هجومًا مسلحًا. لا قنابل صوتية ولا غاز مسيل، فقط رشاشات ثقيلة وقذائف هاون. كل من يقترب يُقتل".
دماء مقابل المال 
في واحدة من أخطر الإفادات، أكد جندي أن المقاولين الذين يعملون في غزة يحصلون على 5 آلاف شيكل عن كل منزل يُهدم، ما يجعل عمليات الهدم هدفًا اقتصاديًا يدفع الجنود إلى مرافقتهم قرب المناطق السكنية ونقاط الإغاثة. وأضاف: "كل لحظة لا تُهدم فيها منازل تُعد خسارة مالية... ولهذا لا مشكلة في قتل من ينتظرون طعامًا لتأمين هدم منزل".
قتل بلا مبرر 
تكررت الشهادات التي تؤكد عدم وجود تهديد حقيقي على الجنود، بل أن كثيرًا من إطلاق النار تم لمجرد أن بعض المدنيين تجاوزوا الصف أو اقتربوا من الشاحنات من مسافة بعيدة. جندي آخر قال: "لا أحد يطلق النار علينا، لا يوجد عدو... نحن من نطلق النار أولًا". 
وفي حادثة مروعة، أُطلق قذيفة نحو تجمع للمدنيين قرب الساحل، وتبع ذلك إطلاق نار من عدة جهات على أشخاص كانوا يفرون، ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء، بينهم أطفال.
محور الموت 
الضابط يهودا فاخ، قائد الفرقة 252، وُجهت إليه أصابع الاتهام أكثر من مرة، وها هو يعود إلى الواجهة، حيث نُسبت إليه أوامر بتفريق المدنيين عبر إطلاق النار عند مراكز المساعدات. شهادات من جنود وضباط تشير إلى أنه تبنّى سياسة ترى في كل فلسطيني تهديدًا يجب القضاء عليه. فاخ، ذاته، يُشتبه أيضاً بإصدار أوامر بتدمير مستشفى في غزة دون تصريح.
الشرعية أهم من الأرواح 
مصدر عسكري كشف للصحيفة أن القيادات العليا تدير النقاشات حول القصف بالمدافع كما لو كان إجراءً تقنيًا، من دون طرح السؤال الجوهري: لماذا يُقتل الناس أصلًا؟ وأكد أن "القلق الوحيد هو الشرعية الدولية، لا الأخلاق ولا الأرواح".
ويضيف ضابط آخر: "لقد أصبح قتل المدنيين أمرًا طبيعيًا، يُنظر إليهم كأهداف مشروعة فقط لأنهم يبحثون عن طعام. حتى من يخرج عن الصف يُقصف".
النيابة العسكرية "تتحرك"... خوفًا من المحاسبة 
تزايد الانتقادات الدولية أجبر النيابة العسكرية الإسرائيلية على فتح تحقيق في الأحداث، لكن مصادر مطلعة تؤكد أن التحقيق يهدف فقط إلى درء الضغوط الدولية، وليس إلى حماية المدنيين.
أحد ممثلي النيابة قال صراحة: "نحن لا نتحدث عن حوادث فردية، بل عن عشرات المدنيين يُستهدفون يوميًا، بقذائف من الجو، ونيران دبابات ومدافع ثقيلة. هذه ليست أخطاء تقديرية، بل سياسة ممنهجة".



تعليقات