أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

المتاهة ومعسكرات الإبادة!


د.ابراهيم ملحم
الكاتب: د.ابراهيم ملحم
لا أحد يدري ما الذي يجري، فبينما يخرج ترمب غير مرة، بمناسبةٍ وبدون مناسبة، مُبشراً بقرب التوصل إلى اتفاقٍ يُوقف المقتلة في غزة، فإن الشواهد الدامية المرئية على الأرض تُنبئ بأنّ المجازر عادت كما لو أنها في يومها الافتتاحي، مثلما حدث أمس في مخيم الشاطئ، الذي تعرض لقصفٍ جنونيّ خلّف عشرات الشهداء والجرحى، معظمهم نساءٌ وأطفال.
فعدّاد الشهداء انفتح طيلة الأيام والأسابيع الماضية على أرقامٍ تثير الرعب، حيث يُقتل ٢٧ طفلاً يومياً، حسب تقرير "اليونيسف"، فيما يموت الجرحى في المستشفيات التي لم تعد قادرةً على إنقاذهم، بسبب نقص الكوادر، ونفاد المستلزمات الطبية والدوائية والأغذية، ويُقتل المئات أمام ما تُسمى "مراكز المساعدات".
تعثر المفاوضات في الدوحة ينبع من استدراكات "الذئب" واشتراطاته تجريد المقاومة من سلاحها، وهي اشتراطاتٌ يعرف واضعُها استحالة تحقيقها، لكنه يطرحها لتحميل الضحية المسؤولية، ويذهب بالمقابل مدفوعاً بشهوة الانتقام لقتل المزيد من الأطفال والنساء، لإجبار المجوّعين على التوجه إلى فخاخ "مدينة الخيام"، لتجميعهم في غيتوات للاعتقال والترحيل، وهو ما دفع كبار القانونيين والمستشارين الإسرائيليين إلى توجيه تحذيرٍ من مغبة الإقدام على تلك الخطوة، التي تنطوي على طبيعةٍ إجراميةٍ تندرج ضمن جرائم الإبادة الجماعية، كما جاء في رسالةٍ موجهةٍ أمس إلى كاتس "صاحب الملكية الفكرية" لمعسكرات الإبادة الجماعية، ورئيس أركانه إيال زامير.



تعليقات