فلسطين24: - عاصم غانم
في قطاع غزة، أصبح الجوع هو العنوان الأبرز للحياة اليومية، إذ يعيش السكان تحت وطأة مجاعة تتصاعد تفاصيلها بشكل مخيف وغير مسبوق. الشوارع التي كانت تضج بالحياة تحوّلت إلى طوابير انتظار أمام ما تبقى من مراكز توزيع الطعام، فيما تغلق المخابز أبوابها واحدًا تلو الآخر، بسبب انعدام الطحين والوقود، وقد بات الخبز حلمًا بعيد المنال لكثير من العائلات التي لم تجد قوت يومها منذ أسابيع.
في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي ودمار البنية التحتية، توقفت شاحنات المساعدات عن الدخول، وتلاشت الإمدادات الغذائية بشكل شبه كامل، بينما ارتفعت أسعار السلع الأساسية بصورة صادمة. كيس الطحين الذي كان يُباع بدولارات معدودة أصبح اليوم يُتداول بأكثر من 300 دولار في بعض المناطق، وربما أكثر في شمال القطاع حيث تندر المواد بشكل شبه كلي. أما الأرز، وهو البديل الوحيد المتاح أحيانًا، فقد اختفى بدوره من الأسواق أو ارتفع سعره إلى مستويات تفوق القدرة الشرائية لغالبية السكان الذين يعيشون بلا دخل منذ شهور، بعدما توقفت رواتبهم، وجُمدت حساباتهم البنكية، وتوقف العمل تمامًا في معظم القطاعات.
الوضع الاقتصادي المتدهور رافقه غياب كامل للرقابة ولأجهزة الدولة، مما فتح المجال للسوق السوداء والتجار الفُجار الذين يستغلون الوضع الإنساني لتحقيق أرباح خيالية على حساب جوع الناس وألمهم. ومع انقطاع الكهرباء ونفاد الغاز، لم يعد بمقدور الأهالي حتى طهو ما تبقى لديهم من مؤونة بسيطة، الأمر الذي زاد من معاناتهم اليومية وجعلهم يعيشون على وجبات فقيرة لا تتعدى الماء والملح، أو حساء من بقايا طعام يوزع في بعض المناطق من متطوعين وفرق إنسانية محلية بالكاد قادرة على الاستمرار.
في قلب هذه الكارثة، الأطفال هم الأكثر تضررًا، فقد بدأت تظهر عليهم علامات سوء التغذية الحاد، من شحوب في الوجه، وانتفاخ في البطون، وضمور في العضلات، وهي مؤشرات على دخولهم مرحلة المجاعة التي يمكن أن تكون قاتلة إن لم يتم التدخل الفوري والعاجل. وتحدثت تقارير موثقة صادرة عن منظمات دولية، منها برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية، عن وجود عشرات الآلاف من الأطفال والنساء الحوامل الذين يعيشون في ظروف غذائية طارئة، بعضهم يعاني من الجوع الشديد والبعض الآخر في مراحل متقدمة من سوء التغذية.
كما أن غياب المواد الغذائية الأساسية لا يقتصر على الطحين والأرز فقط، بل يشمل كذلك الزيت والسكر والبقوليات وحتى مياه الشرب النظيفة، مما دفع بعض العائلات إلى طحن الأعلاف أو ما تبقى من الحبوب القديمة غير الصالحة للاستهلاك لتوفير ما يسد الرمق، بينما اضطر آخرون لتناول طعام منتهي الصلاحية أو البحث في مكبات النفايات.
في هذا الوقت العصيب، تزداد الحاجة إلى تحرك دولي فوري وفعّال لوقف هذه الكارثة المتصاعدة. فالوضع في غزة لم يعد مجرد أزمة إنسانية، بل تحول إلى إبادة جماعية بطيئة تُمارَس من خلال التجويع والحصار، وسط صمت دولي يثير الأسى والأسئلة. إن بقاء الوضع على ما هو عليه دون تدخل لفتح المعابر وإدخال الغذاء والدواء يعني أن غزة قد تكون على موعد مع كارثة لا مثيل لها في التاريخ الحديث، ولن يكون الموت بسبب القصف هو التهديد الوحيد، بل الجوع أيضًا بات الآن قاتلًا رسميًا للأطفال والنساء والمسنين.
وبينما يصرخ أهالي غزة في وجه العالم طلبًا للنجدة، يبقى السؤال معلقًا في ضمير الإنسانية: كم من طفل يجب أن يموت جوعًا حتى يتحرك هذا العالم الذي يدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان؟
في قطاع غزة، أصبح الجوع هو العنوان الأبرز للحياة اليومية، إذ يعيش السكان تحت وطأة مجاعة تتصاعد تفاصيلها بشكل مخيف وغير مسبوق. الشوارع التي كانت تضج بالحياة تحوّلت إلى طوابير انتظار أمام ما تبقى من مراكز توزيع الطعام، فيما تغلق المخابز أبوابها واحدًا تلو الآخر، بسبب انعدام الطحين والوقود، وقد بات الخبز حلمًا بعيد المنال لكثير من العائلات التي لم تجد قوت يومها منذ أسابيع.
في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي ودمار البنية التحتية، توقفت شاحنات المساعدات عن الدخول، وتلاشت الإمدادات الغذائية بشكل شبه كامل، بينما ارتفعت أسعار السلع الأساسية بصورة صادمة. كيس الطحين الذي كان يُباع بدولارات معدودة أصبح اليوم يُتداول بأكثر من 300 دولار في بعض المناطق، وربما أكثر في شمال القطاع حيث تندر المواد بشكل شبه كلي. أما الأرز، وهو البديل الوحيد المتاح أحيانًا، فقد اختفى بدوره من الأسواق أو ارتفع سعره إلى مستويات تفوق القدرة الشرائية لغالبية السكان الذين يعيشون بلا دخل منذ شهور، بعدما توقفت رواتبهم، وجُمدت حساباتهم البنكية، وتوقف العمل تمامًا في معظم القطاعات.
الوضع الاقتصادي المتدهور رافقه غياب كامل للرقابة ولأجهزة الدولة، مما فتح المجال للسوق السوداء والتجار الفُجار الذين يستغلون الوضع الإنساني لتحقيق أرباح خيالية على حساب جوع الناس وألمهم. ومع انقطاع الكهرباء ونفاد الغاز، لم يعد بمقدور الأهالي حتى طهو ما تبقى لديهم من مؤونة بسيطة، الأمر الذي زاد من معاناتهم اليومية وجعلهم يعيشون على وجبات فقيرة لا تتعدى الماء والملح، أو حساء من بقايا طعام يوزع في بعض المناطق من متطوعين وفرق إنسانية محلية بالكاد قادرة على الاستمرار.
في قلب هذه الكارثة، الأطفال هم الأكثر تضررًا، فقد بدأت تظهر عليهم علامات سوء التغذية الحاد، من شحوب في الوجه، وانتفاخ في البطون، وضمور في العضلات، وهي مؤشرات على دخولهم مرحلة المجاعة التي يمكن أن تكون قاتلة إن لم يتم التدخل الفوري والعاجل. وتحدثت تقارير موثقة صادرة عن منظمات دولية، منها برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية، عن وجود عشرات الآلاف من الأطفال والنساء الحوامل الذين يعيشون في ظروف غذائية طارئة، بعضهم يعاني من الجوع الشديد والبعض الآخر في مراحل متقدمة من سوء التغذية.
كما أن غياب المواد الغذائية الأساسية لا يقتصر على الطحين والأرز فقط، بل يشمل كذلك الزيت والسكر والبقوليات وحتى مياه الشرب النظيفة، مما دفع بعض العائلات إلى طحن الأعلاف أو ما تبقى من الحبوب القديمة غير الصالحة للاستهلاك لتوفير ما يسد الرمق، بينما اضطر آخرون لتناول طعام منتهي الصلاحية أو البحث في مكبات النفايات.
في هذا الوقت العصيب، تزداد الحاجة إلى تحرك دولي فوري وفعّال لوقف هذه الكارثة المتصاعدة. فالوضع في غزة لم يعد مجرد أزمة إنسانية، بل تحول إلى إبادة جماعية بطيئة تُمارَس من خلال التجويع والحصار، وسط صمت دولي يثير الأسى والأسئلة. إن بقاء الوضع على ما هو عليه دون تدخل لفتح المعابر وإدخال الغذاء والدواء يعني أن غزة قد تكون على موعد مع كارثة لا مثيل لها في التاريخ الحديث، ولن يكون الموت بسبب القصف هو التهديد الوحيد، بل الجوع أيضًا بات الآن قاتلًا رسميًا للأطفال والنساء والمسنين.
وبينما يصرخ أهالي غزة في وجه العالم طلبًا للنجدة، يبقى السؤال معلقًا في ضمير الإنسانية: كم من طفل يجب أن يموت جوعًا حتى يتحرك هذا العالم الذي يدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان؟