تقرير | “كفى جوعًا... كفى حربًا”: صرخة نساء غزة


فلسطين 24 | سميرة وافي – غزة
في غزة، لم تعد النساء تنتظرن المفاوضات التي لا تُطعم، ولا بيانات الشجب التي لا تُسمن. في مشهد مؤلم وصامت، خرجت العشرات من النساء من قلب خيام النزوح في محافظة خان يونس، بمظاهرة نسوية صامتة حملت أوجاع الجوع، والخوف، والانهيار الكامل لكل مقومات الحياة.
انطلقت المسيرة من منطقة أصداء البحر باتجاه شارع رقم خمسة، ورفعت فيها النساء لافتات كُتبت عليها رسائل موجعة لا تحتاج إلى صوت لتُفهم:
"الشعب يريد إنهاء الحرب فورًا"، "لا نملك رفاهية الانتظار"، "لا ألم يعادل صرخات الأطفال الجوعى"، و"يا مفاوض يا عنيد، فكر بنا لا بمصالحك".
صمتٌ أعلى من الصراخ
هذه الوقفة، التي دعت إليها ناشطات من داخل القطاع، حملت رسالة واحدة: “الجوع في غزة ليس حالة طارئة... بل أداة حرب”.
لم تُرفع فيها الهتافات، بل ارتفعت الوجوه التي أنهكها الحرمان، والكلمات التي خرجت من أعماق الألم.
"من الخيام خرجنا نطالب بلقمة"
الصحفية ماهي عدوان، من قلب المظاهرة، تحدثت بحرقة:
"خرجنا لأن أطفالنا جوعى. رغيف الخبز بات حلمًا، وكيس الطحين أصبح كنزًا. هذه ليست حياة. نحن نُباد، أطالب بوقف الحرب فورًا... ليس لدينا وقت."
ربع مليون طفل على حافة الموت جوعًا
المواطنة اكتمال حسين وصفت الموقف بكلمات موجعة:
"هذه صرخة خرجت من وسط الخيام. ثلاث أجيال دُمرت في لحظة. ربع مليون طفل في غزة مهدد بالموت جوعًا، ونحن نُقاتَل بأمعائنا الخاوية.
أما الصحفية سعاد أبو ختلة، فقالت:
"نحن نساء فلسطين نطالب بالحماية. نبكي كل ليلة، لا لأننا ضعيفات، بل لأن أطفالنا جوعى. بيوتنا دُمرت، كرامتنا تُسحق، ونحن لا نملك سوى الصبر والصراخ في وجه الصمت."
وأضافت:
"الكمية التي سقطت على غزة من القنابل تفوق ما أُلقي على هيروشيما. هل يحتاج العالم إلى أرقام أكثر ليتحرك؟"
صوت الأطفال: “نريد أن نعيش”
الطفلة حلا حسين قالت ببساطة تقطع القلب:
"أوقفوا الحرب، نحن نريد أن نأكل، نريد أن نعيش، نريد أن نلعب مثل باقي الأطفال."
كفى مفاوضات... حان وقت الحياة
في نهاية الوقفة، قالت آيات أبو ختلة:
"بعد عامين من الجوع والحصار والموت، لا نثق بأي مفاوضات. كلها عبث. لماذا يصمت العالم؟ لماذا لا يصرخ أحد معنا؟"
ما شهدته شوارع خان يونس لم يكن مجرد احتجاج، بل نداء من نساء فقدن كل مقومات الحياة، ولم يبق لهن سوى الكلمة والكرامة.
كانت المظاهرة صامتة، لكن وجوه النساء وأيديهن المرتجفة وهي ترفع لافتات الجوع والخوف، قالت ما عجزت عن قوله كل المؤتمرات.
في غزة، لا يُرفع الصوت طلبًا للرفاه، بل للحياة.
صرخة النساء ليست من أجل الخبز فقط، بل من أجل الطفولة، من أجل الأمان، من أجل بيت لا يُقصف، وأم لا تبكي، وطفل لا يموت جوعًا.
إن لم تُسمع هذه الصرخة اليوم، فقد لا يبقى من يسمع غدًا.







 

تعليقات