الحدث الأمني الصعب

د. رمضان عزازي بركه
 د. رمضان عزازي بركه 

الكاتب: د. رمضان عزازي بركه 
يظهر فجأه هذا المصطلح في كل وسائل الإعلام بشتى أنواعها ويسلط عليه كل الكاميرات للتفخيم والتكبير والدوبلاج ويتم إرساله لكل العالم في أكثر من وضع ، ويصورنا وكأننا قوه خارقه ويضاف إليها بأن ملائكة نزلت من السماء تقاتل معنا اليهود ، وبعد سطوع الشمس تشتغل وتشتعل الأقلام والكوبردات للكتابه عن قوتنا وعظمتنا وبأسنا الشديد وتصورنا بأننا أقوى من الحديد ( المحصلة والنتيجه مقتل جندي إثنين واصابة عشرة مابين متوسط وخطير واصابات بالهلع والخوف وفي اقساها اشاعة خطف بقايا جنود أو ملابسهم ومن ثم نفي ذلك من قبل الاعلام المخادع والموجه هذه صورة الحدث الصعب ) ، والسؤال الرئيس عندما يتم القاء صاروخ يزن طن من المتفجرات على بقايا منزل محطم يقيم فيه مابين 20 الي 50 إنسان مدني أعزل اغلبهم نساء وأطفال ويتم حرقهم جميعا .....لماذا هذا المشهد المؤلم والارهابي المتقن لم يأخذ نفس الصخب والضجيج والتفاعل في كل وسائل الاعلام المخادع ويصور بأنه حدث صعب.....والحقيقة هناك وحده في الإعلام الحربي للعدو وضمن أساليب الحرب النفسية ( أسلوب التهويل والتفخيم ) تمارس بتقنية فاعله وهذا له أهداف يجب أن تتحقق......وللحقيقة أصعب حدث في حياتنا نحن الفلسطينيون الصراع الذي نواجهه بين أنفسنا ونحن من صنع قسوة حياتنا وهذه الحقيقة العارية بلا تزييف ، انظروا الي حجم البؤس الذي نحياه في داخل غزة تحديدا تمضي حياتنا بصعوبه يوميا ونشكر الله بأننا أحياء لأننا في صراع مع الموت في كل دقيقه ومن الأحداث الصعبة اليومية مقتل المئات من المدنيين العزل وهم يحاولون الحصول على طعام يقتلون مع سبق الإصرار والترصد ، جمعينا يعلم بأن تصوير وتهويل الحدث الصعب ضد جنود العدو موجه للرأي العام العربي والمسلم لأهداف الربح الحزبي وزيادة الغلة المالية التي يحصدونها من أمام آلاف المساجد والمؤسسات دعما للمقاومة والشعب في غزة وهذا المال المحصود والمقدر بالمليارات مصيره مجهول وغير معلوم ونحن ملاحقون حتي بالكبونة المرسله لنا من الدول الداعمة وتسرق وتباع علينا بمبالغ لا طاقة لنا بدفعها أليست هذه أحداث صعبه وأهم حدث صعب نعيشه التصريحات الصادرة عن الناطقين باسم حماس في الساحات الخارجية وزلات ألسنتهم التي أهلكت حاملي بندقيتهم تعارض وتنافر بينهم وكأنهم يزرعون الزيتون في البحر، نعيش ( صعوبة العيش في كل تفاصيل الحياة ) ومن الأحداث الصعبة يوميا "إهانة أم فلسطينه من سائق ليس بحوزتها عمله فكه لدفع الأجرة ويتم إلقاء ما تقدمه للسائق من عمله مهترئه من شباك العربة ويطالبها بالنزول من المركبه " تصور الآثار النفسية لهذا الحدث الصعب وغيره من الأحداث والأحاديث التي تمزق القلوب ، نعيش الحدث الصعب لأننا لا نستخدم العقل والأدلة للوصول إلى استنتاجات دقيقه واتخاذ قرارات فعالة وأن يتم اتخاذها في زمانها المطلوب ، قرارات الساسة الذين يديرون الأزمة الحالية هي مخرجات لعدم الاتساق في التفكير لديهم ويعانون من عدم تحديث معتقداتهم الفكرية والسلوكية ولا يعتمدون على أدلة جديدة وحديثة ( هم ضحية التحيزات المعرفية والاضطرابات الانفعالية والتعصب الحزبي والشحن بالعواطف واثارة المشاعر ) هم تحديدا يسعون إلى تعزيز معتقداتهم من خلال تحيز التأكيد وتقديم أدلة غير واقعية يؤمنون بها ويتجاهلون الأدلة المعارضة المقرونة بالتفكير الناقد والبراهين العقلية ، الأحداث الصعبة الخاصة بنا أنهكتنا ومزقتنا أشلاء وعدمت مستقبلنا ودمرت موطنا ، والحدث السهل الذي نحتاجة عاجلا هو الوعي النقدي ولغة أخلاقية جديده تكبح هذا الميل التدميري الذي نعيشه في بقايا الوطن المهدد بالفناء فناء الأرض والإنسان " نحن بحاجة إلى توظيف وتفعيل الفص الجبهي في الدماغ المسؤول عن مركز القيادة والتخطيط وفاعلية صنع القرار وضبط النفس وتكوين الشخصية السليمة ومهارات حل المشكلات بالوعي واليقظة الذهنية والقدرات العقلية وأيضا التحكم في سلوكنا اللا إرادي وتفعيل وظائف الانتباه والتركيز وتنظيم المشاعر والسلوك ، في ضوء ذلك كله على من أدخل غزة في معركة السرداب المظلم عليه أن يتحمل مسؤولية أفعاله وان لا يستمر في طريق الانتحار الذاتي والجماعي وعليهم أن يدركوا بأن التفكير والارادة والحكم هم ثلاثي وأنشطة وليست مجرد عمليات ذهنية جامده ومتلصبه والتعامل معها يتم بالبدائل وهي أساس الحرية والمسؤولية والأخلاق والسياسة ، وبدونها نكون عرضه للفناء الأبدي وفقدان معنى وجودنا على هذه الأرض، لا يكفي أن نتعلق بأوهام الحدث الصعب في الإعلام المخادع والماكر والموجه من قبل الجهات المعادية التي تصورنا بما تريد ونحن في الحقيقة نعيش قلق الوجود سواء بالموت أو التهجير.

 

تعليقات