الكاتب: د. صبري صيدم
تصاعد ماراثون المزاودات السياسية في عاصمة الاحتلال من جديد ضمن حملة دعائية متواصلة لاسترضاء اليمين الصهيوني المتطرف. أبطال هذا الماراثون هم ثلاثي الطيش السياسي الإسرائيلي من جديد: بنيامين نتنياهو وإيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش. تصاعد الماراثون بعد أن فتحت فرنسا قرائح ساسة العدوان إثر إعلانها نيتها الاعتراف بفلسطين، وما أثاره هذا الإعلان من تخفيز غير مسبوق لعديد الدول الوازنة الأخرى حول العالم، التي أرادت أن تعترف أيضاً بفلسطين في أيلول المقبل.
وقد عزز سيل الرافضين للعملية العسكرية الجديدة في غزة عالمياً هذا السباق أكثر فأكثر، لتتوالى تصريحات الثلاثة المذكورين بفارق أيام أو ساعات بسيطة.
ففي يوم 12 من هذا الشهر كشف نتينياهو وفي معرض حديثه عن إسرائيل الكبرى الوجه الحقيقي لمشروعه الإحلالي فقال: أنا في مهمة امتدت أجيالاً -أجيالاً من اليهود الذين حلموا بالمجيء إلى هنا، وأجيالاً ستأتي بعدنا. فلو كنت تسأل إن كان لديّ شعور بمهمة تاريخية وروحية، الإجابة هي نعم.
ليلتحق سموتريتش بنتنياهو في اليوم الذي يليه أي يوم 13 آب ليقول في معرض إعلانه عن استئناف تنفيذ مشروع "إي ون" الهادف لتدمير حلم الدولة الفلسطينية: "هذه الحقيقة تُدفن فكرة الدولة الفلسطينية... لأن لا شيء يُعترف به، ولا أحد يُعترف به. أي شخص اليوم يحاول الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيجد الرد منا على الأرض... ليس من خلال الوثائق أو القرارات، بل عبر الوقائع.
هم يتحدّثون عن الحلم الفلسطيني، ونحن نواصل بناء واقع يهودي... هذا الواقع إنما سيدفن فكرة الدولة الفلسطينية إلى الأبد. بعد عشرين عامًا من التعطيل والضغوط، حان الوقت لكسر القيود. هذا يوم تاريخي. هذه هي الصهيونية في أبهى صورها- البناء، الاستيطان، وتعزيز سيادتنا على أرض إسرائيل".
وفي اليوم الذي يليه اختار بن غفير أن يذهب إلى حيث يسجن القائد الفلسطيني مروان البرغوثي ليقول له شخصياً: من يؤذي شعب إسرائيل، من يقتل أطفالنا، من يقتل نساءنا... سنمحوه. أنت لن تنتصر علينا.
هذا التهافت في التصريحات بما يحمله من رسائل للعالم ولفلسطين وشعبها، إنما يشكل فرصة مستعجلة للعالم لعدم تأخير الاعتراف حتى أيلول القادم والذهاب مباشرة باتجاهه اليوم على أن يتم الاحتفاء بذلك في لقاء الأمم المتحدة المنشود والمزمع عقده في الثاني والعشرين من الشهر المقبل.
فإسرائيل التي يطلق زعماؤها تصريحاتهم الماراثونية المتتابعة، ويدعون جيشهم للتحضير لمعركة غزة بصورة مستعجلة وعدم الانتظار حتى أيلول المقبل، ويجمدون أموال الكنيسة الأرثوذكسية، إنما يقاتلون عقارب الساعة لتفريغ الاعتراف المنشود من محتواه، وتهجير شعبنا من غزة بسحق جغرافيته وطرد أهلها "طوعاً" كما يدّعون، وفرض واقع جديد على الأرض في الضفة الغربية. يتسابقون في الإعلان ويتسابقون في التنفيذ ويتسابقون في المزيد من الغي والطغيان.
عالم إسرائيلي ماراثوني لا بد أن يجابهه عالم ماراثوني أممي، لا يوقف السلاح والدعم عن مشاريع نتينياهو فحسب، بل يسارع الخطى بالاعتراف بفلسطين، ويتجاوز الاعتراف المشروط لدى البعض، ويعزز طلب فلسطين بالعضوية الكاملة عبر التصويت بالموافقة على طاولة مجلس الأمن حتى وأن جوبه بفيتو أمريكي. هذا الجهد إنما سيشكل ضغطاً على الإدارة الأمريكية المتّمنّعة وضغطاً أكبر على حكومة اليمين المتطرفة في تل أبيب.
اليوم... اليوم وليس غداً يحتاج العالم إلى رفد الرفض والشجب والاستنكار بالفعل على الأرض، بما يشمل وقف تزويد إسرائيل بالسلاح، وسحب البساط من تحت أقدام أي شركة أو مؤسسة أو جامعة تعمل في المستوطنات، مع ضرورة استئناف الدعم المالي وتثبيت الفلسطيني على أرضه ومنع التساوق المباشر والغير مباشر مع مساعي إسرائيل تغيير الوقائع على الأرض.
لا بد أن يتجنب العالم واقعاً يسمح لنتينياهو فيه مقايضة الاعتراف بوقف النار في غزة بعد أن يكون قد أجهز على البقية الباقية من الحجر والبشر بالدمار والترحيل الطوعي الذي بات يتغنى به ليل نهار، خاصة أنه يسعى لمعركة جديدة سيسعى لحسمها على طاولة مفاوضات هدنة جديدة تتقاطع وموعد التئام اجتماع العالم للاعتراف بفلسطين يوم 22 أيلول.
اليوم... اليوم يجب أن يتقاطر الكل الفلسطيني نحو تنفيذ ما اتفق عليه من صيغ توافقية أُقرت في عدة محطات آخرها في بكين لتوضيب البيت الفلسطيني وتمكينه.
الوقت حتماً كالسيف، والسيف لا بد أن يمتلكه العالم ليقطع حبل أحلام نتينياهو، لا أن يقطع به نتينياهو أمل الأمم والبشرية قاطبة برؤية دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف
تصاعد ماراثون المزاودات السياسية في عاصمة الاحتلال من جديد ضمن حملة دعائية متواصلة لاسترضاء اليمين الصهيوني المتطرف. أبطال هذا الماراثون هم ثلاثي الطيش السياسي الإسرائيلي من جديد: بنيامين نتنياهو وإيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش. تصاعد الماراثون بعد أن فتحت فرنسا قرائح ساسة العدوان إثر إعلانها نيتها الاعتراف بفلسطين، وما أثاره هذا الإعلان من تخفيز غير مسبوق لعديد الدول الوازنة الأخرى حول العالم، التي أرادت أن تعترف أيضاً بفلسطين في أيلول المقبل.
وقد عزز سيل الرافضين للعملية العسكرية الجديدة في غزة عالمياً هذا السباق أكثر فأكثر، لتتوالى تصريحات الثلاثة المذكورين بفارق أيام أو ساعات بسيطة.
ففي يوم 12 من هذا الشهر كشف نتينياهو وفي معرض حديثه عن إسرائيل الكبرى الوجه الحقيقي لمشروعه الإحلالي فقال: أنا في مهمة امتدت أجيالاً -أجيالاً من اليهود الذين حلموا بالمجيء إلى هنا، وأجيالاً ستأتي بعدنا. فلو كنت تسأل إن كان لديّ شعور بمهمة تاريخية وروحية، الإجابة هي نعم.
ليلتحق سموتريتش بنتنياهو في اليوم الذي يليه أي يوم 13 آب ليقول في معرض إعلانه عن استئناف تنفيذ مشروع "إي ون" الهادف لتدمير حلم الدولة الفلسطينية: "هذه الحقيقة تُدفن فكرة الدولة الفلسطينية... لأن لا شيء يُعترف به، ولا أحد يُعترف به. أي شخص اليوم يحاول الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيجد الرد منا على الأرض... ليس من خلال الوثائق أو القرارات، بل عبر الوقائع.
هم يتحدّثون عن الحلم الفلسطيني، ونحن نواصل بناء واقع يهودي... هذا الواقع إنما سيدفن فكرة الدولة الفلسطينية إلى الأبد. بعد عشرين عامًا من التعطيل والضغوط، حان الوقت لكسر القيود. هذا يوم تاريخي. هذه هي الصهيونية في أبهى صورها- البناء، الاستيطان، وتعزيز سيادتنا على أرض إسرائيل".
وفي اليوم الذي يليه اختار بن غفير أن يذهب إلى حيث يسجن القائد الفلسطيني مروان البرغوثي ليقول له شخصياً: من يؤذي شعب إسرائيل، من يقتل أطفالنا، من يقتل نساءنا... سنمحوه. أنت لن تنتصر علينا.
هذا التهافت في التصريحات بما يحمله من رسائل للعالم ولفلسطين وشعبها، إنما يشكل فرصة مستعجلة للعالم لعدم تأخير الاعتراف حتى أيلول القادم والذهاب مباشرة باتجاهه اليوم على أن يتم الاحتفاء بذلك في لقاء الأمم المتحدة المنشود والمزمع عقده في الثاني والعشرين من الشهر المقبل.
فإسرائيل التي يطلق زعماؤها تصريحاتهم الماراثونية المتتابعة، ويدعون جيشهم للتحضير لمعركة غزة بصورة مستعجلة وعدم الانتظار حتى أيلول المقبل، ويجمدون أموال الكنيسة الأرثوذكسية، إنما يقاتلون عقارب الساعة لتفريغ الاعتراف المنشود من محتواه، وتهجير شعبنا من غزة بسحق جغرافيته وطرد أهلها "طوعاً" كما يدّعون، وفرض واقع جديد على الأرض في الضفة الغربية. يتسابقون في الإعلان ويتسابقون في التنفيذ ويتسابقون في المزيد من الغي والطغيان.
عالم إسرائيلي ماراثوني لا بد أن يجابهه عالم ماراثوني أممي، لا يوقف السلاح والدعم عن مشاريع نتينياهو فحسب، بل يسارع الخطى بالاعتراف بفلسطين، ويتجاوز الاعتراف المشروط لدى البعض، ويعزز طلب فلسطين بالعضوية الكاملة عبر التصويت بالموافقة على طاولة مجلس الأمن حتى وأن جوبه بفيتو أمريكي. هذا الجهد إنما سيشكل ضغطاً على الإدارة الأمريكية المتّمنّعة وضغطاً أكبر على حكومة اليمين المتطرفة في تل أبيب.
اليوم... اليوم وليس غداً يحتاج العالم إلى رفد الرفض والشجب والاستنكار بالفعل على الأرض، بما يشمل وقف تزويد إسرائيل بالسلاح، وسحب البساط من تحت أقدام أي شركة أو مؤسسة أو جامعة تعمل في المستوطنات، مع ضرورة استئناف الدعم المالي وتثبيت الفلسطيني على أرضه ومنع التساوق المباشر والغير مباشر مع مساعي إسرائيل تغيير الوقائع على الأرض.
لا بد أن يتجنب العالم واقعاً يسمح لنتينياهو فيه مقايضة الاعتراف بوقف النار في غزة بعد أن يكون قد أجهز على البقية الباقية من الحجر والبشر بالدمار والترحيل الطوعي الذي بات يتغنى به ليل نهار، خاصة أنه يسعى لمعركة جديدة سيسعى لحسمها على طاولة مفاوضات هدنة جديدة تتقاطع وموعد التئام اجتماع العالم للاعتراف بفلسطين يوم 22 أيلول.
اليوم... اليوم يجب أن يتقاطر الكل الفلسطيني نحو تنفيذ ما اتفق عليه من صيغ توافقية أُقرت في عدة محطات آخرها في بكين لتوضيب البيت الفلسطيني وتمكينه.
الوقت حتماً كالسيف، والسيف لا بد أن يمتلكه العالم ليقطع حبل أحلام نتينياهو، لا أن يقطع به نتينياهو أمل الأمم والبشرية قاطبة برؤية دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف