ما قاله مروان البرغوثي لـ بن غفير: "من زنزانتي أراك تنهار"

عيسى قراقع
الكاتب: عيسى قراقع
من زنزانتي،
أراك يا جلادي تتآكل.
تبني سجنًا من فولاذ،
لكنّك تسجن جسدي، لا روحي.
تشدّ القيد،
لكن لا تُدرك أن الإيمان أوسع من الزنزانة،
وأن الإرادة إذا اشتعلت،
تحرق جدرانك دون نار.
تظن أنني معزول خلف الزمان
أنني منسيّ،
أنك سجّانُ شعبٍ أعزل
لا،
أنت سجّانُ فكرة،
تحاول خنقها،
لكنك تُعمّدها بالخلود.
من هنا، من هذا الظلام،
أرى نهاية كل من ظن أنه إله،
من بنى قباب الإبادة،
على جثث الأبرياء،
واحتمى داخل صاروخ أو دبابة،
كل مجرمي الإبادة
كانت لهم لحظة مجد...
ثم حفرة.
كان لهم جيش،
ثم محكمة.
وكان لهم قبضة،
ثم جُرّدوا حتى من أسمائهم فجاة،
أما نحن،
فليس لنا إلا الإيمان،
وهو يكفينا.
ليس لنا إلا الروح،
لكنها لا تُكسر.
أنا لا أراك قويًا،
أراك خائفًا من اسمٍ،
من حلم وابتسامة
من قصيدةٍ كتبتها أمّ شهيد،
من حجرٍ في يد طفل،
من نشيدٍ يأتي من غزة تحت الركام،
من جيل سينفجر كقنبلة
من زنزانتي،
أبني دولتي،
وأنت؟
تُحكم على نفسك بالبقاء في الخوف،
بين جدار وجدار،
بين حاجز ومستوطنة
سنخرج،
لكنك لن تخرج من خوفك،
من لعنة التاريخ،
من دم لا يُمحى.
من صدى الموت في غزة
نحن شعبٌ يُسجن كي يعيش،
وأنتم قوةٌ تعتقل كي لا تنهار،
لكنه تغرق في العتمة،
تتجول في سجني كأنك تمتلك الزمان،
لكن ما لا تدركه،
إن الزنزانة التي حبستني فيها،
قد تحولت إلى معبد للمعنى،
وإن كل حجر فيها حفظ اسمي،
وأسماء من سبقوني
ومن سيأتون بعدي حاملين نفس الإرادة،
اسمعني جيدًا:
الإبادة ليست نهاية الشعوب،
بل بداية سقوط من ارتكبها،

 

تعليقات