فلسطين24: تقرير: سعدية عبيد: بينما يستعد ملايين الطلبة حول العالم للعودة إلى مقاعد الدراسة وبدء عامهم الأكاديمي الجديد، يقف طلاب قطاع غزة للعام الثالث على التوالي محرومين من هذا الحق الأساسي، بعد أن حوّلت الحرب مدارسهم إلى أنقاض وملاجئ للنازحين، وحرمتهم من حقهم في التعليم.
لطالما مثّلت المدارس في غزة منابر للعلم والهوية ومصابيح أمل لأطفالها، لكن معظمها اليوم أصبح أطلالاً، فيما تحوّل القليل الباقي منها إلى مأوى مؤقت للنازحين. وبهذا الغياب القاسي للمؤسسات التعليمية، باتت غزة بلا ملامح ماضية ولا ملامح مستقبل.
معلمون بلا مدارس
يقول الأستاذ محمد البحيري، وهو أحد المعلمين النازحين، إن أبرز التحديات التي تواجه الكوادر التعليمية تتمثل في فقدان مدارسهم التي دُمّرت غالبيتها، وتشتتهم بين من استشهد أو أُصيب، أو من يكابد ظروف النزوح القاسية داخل الخيام.
ويضيف: "العملية التعليمية تعطّلت بالكامل لغياب البنية المناسبة. ما تقوم به اليونيسف وشركاؤها لا يتجاوز مبادرات إسعافية مؤقتة في الخيام أو الساحات، لكنها حلول لا تعالج أصل الأزمة."
ويحذّر البحيري من أن غياب التعليم المنتظم يخلق جيلاً عشوائياً بلا أهداف ولا قيم، بعدما فقد البيئة الصفية التي تنظم شخصيته وتوفّر له القدوة والدليل، مؤكداً أن: "مكان لا يُدق فيه جرس طابور الصباح هو بمثابة مقبرة. الحياة لن تعود إلى غزة إلا بإعادة بناء المدارس وانتظام العملية التعليمية، فالحقيقة صعبة ولا يمكن تزيين القبيح أو تجميله."
"رنيم".. ثلاث سنوات بلا تعليم
من بين آلاف الطلبة المحرومين، تعيش رنيم سرور (16 عاماً) عاماً ثالثاً بلا مقعد دراسي. تقول بمرارة:
"كنت في الصف التاسع عندما بدأت الحرب. ثلاث سنوات كاملة لم أدخل فيها فصلاً دراسياً. ما وجدته لم يكن سوى خيام مكتظة، بلا مقاعد ولا أدوات، كنا نجلس على الرمل تحت حر الصيف ومعلمين لا يكفون للجميع."
تجربة التعليم الإلكتروني لم تكن أفضل حالاً، كما تصف رنيم: "كنت أشارك في حصص عبر الزوم مع أكثر من 200 طالب. الإنترنت ضعيف والكهرباء شبه معدومة، وصوتنا لا يصل للمعلم. شعرت أنني أضيع وقتي، ومستواي الدراسي تراجع كثيراً."
ورغم الظروف، ما زالت تتمسك بأمل هش: "كنت أحلم بدراسة الطب، لكن اليوم لا أعرف إن كنت سأكمل علمي أم أدبي. مدرستي في الشمال تحولت اليوم إلى مقبرة جماعية، والمستقبل أمامي غامض. كل ما أطلبه أن يساعدنا العالم في استعادة حقنا بالتعليم، حتى لا تضيع أعمارنا بين الحرب والجهل."
مستقبل على المحك
هكذا، يتحوّل التعليم في غزة من حق أساسي إلى حلم بعيد المنال، ويصبح مستقبل جيل كامل على المحك. ففي مكانٍ كان يُفترض أن يرن فيه جرس الطابور معلناً بداية يوم دراسي جديد، يسود الصمت، ويبقى الركام شاهداً على جريمة حرمان الأطفال من أبسط حقوقهم الإنسانية: حقهم في التعلم.
لطالما مثّلت المدارس في غزة منابر للعلم والهوية ومصابيح أمل لأطفالها، لكن معظمها اليوم أصبح أطلالاً، فيما تحوّل القليل الباقي منها إلى مأوى مؤقت للنازحين. وبهذا الغياب القاسي للمؤسسات التعليمية، باتت غزة بلا ملامح ماضية ولا ملامح مستقبل.
معلمون بلا مدارس
يقول الأستاذ محمد البحيري، وهو أحد المعلمين النازحين، إن أبرز التحديات التي تواجه الكوادر التعليمية تتمثل في فقدان مدارسهم التي دُمّرت غالبيتها، وتشتتهم بين من استشهد أو أُصيب، أو من يكابد ظروف النزوح القاسية داخل الخيام.
ويضيف: "العملية التعليمية تعطّلت بالكامل لغياب البنية المناسبة. ما تقوم به اليونيسف وشركاؤها لا يتجاوز مبادرات إسعافية مؤقتة في الخيام أو الساحات، لكنها حلول لا تعالج أصل الأزمة."
ويحذّر البحيري من أن غياب التعليم المنتظم يخلق جيلاً عشوائياً بلا أهداف ولا قيم، بعدما فقد البيئة الصفية التي تنظم شخصيته وتوفّر له القدوة والدليل، مؤكداً أن: "مكان لا يُدق فيه جرس طابور الصباح هو بمثابة مقبرة. الحياة لن تعود إلى غزة إلا بإعادة بناء المدارس وانتظام العملية التعليمية، فالحقيقة صعبة ولا يمكن تزيين القبيح أو تجميله."
"رنيم".. ثلاث سنوات بلا تعليم
من بين آلاف الطلبة المحرومين، تعيش رنيم سرور (16 عاماً) عاماً ثالثاً بلا مقعد دراسي. تقول بمرارة:
"كنت في الصف التاسع عندما بدأت الحرب. ثلاث سنوات كاملة لم أدخل فيها فصلاً دراسياً. ما وجدته لم يكن سوى خيام مكتظة، بلا مقاعد ولا أدوات، كنا نجلس على الرمل تحت حر الصيف ومعلمين لا يكفون للجميع."
تجربة التعليم الإلكتروني لم تكن أفضل حالاً، كما تصف رنيم: "كنت أشارك في حصص عبر الزوم مع أكثر من 200 طالب. الإنترنت ضعيف والكهرباء شبه معدومة، وصوتنا لا يصل للمعلم. شعرت أنني أضيع وقتي، ومستواي الدراسي تراجع كثيراً."
ورغم الظروف، ما زالت تتمسك بأمل هش: "كنت أحلم بدراسة الطب، لكن اليوم لا أعرف إن كنت سأكمل علمي أم أدبي. مدرستي في الشمال تحولت اليوم إلى مقبرة جماعية، والمستقبل أمامي غامض. كل ما أطلبه أن يساعدنا العالم في استعادة حقنا بالتعليم، حتى لا تضيع أعمارنا بين الحرب والجهل."
مستقبل على المحك
هكذا، يتحوّل التعليم في غزة من حق أساسي إلى حلم بعيد المنال، ويصبح مستقبل جيل كامل على المحك. ففي مكانٍ كان يُفترض أن يرن فيه جرس الطابور معلناً بداية يوم دراسي جديد، يسود الصمت، ويبقى الركام شاهداً على جريمة حرمان الأطفال من أبسط حقوقهم الإنسانية: حقهم في التعلم.