د. صبري صيدم
ان يتباهى أحدهم بإمكانات بلاده على صناعة أقوى الأسلحة في العالم فتكاً بالناس، وقدرة تلك الأسلحة على تدمير مقومات الحياة كاملة، فإن هذا الأمر ليس مصدرًا للاعتزاز والتفاخر، وإنما دليلاً قاطعاً على السقوط الأخلاقي وازدراء البشر واحتقار حياتهم وحياة أبنائنا وأقربائنا وأطفالنا ونسائنا الذين قضوا في الحرب الأخيرة والمتواصلة.
وأن يتشدق أحدهم باستلامه طلبيات لا متناهية من السلاح، بما فيها أصناف لم يسمع بها هو من قبل، فهذا ليس مدعاة للطرفة والتندر، وإنما تجسيد واضح للغطرسة وبشاعة الاعتداد بالنفس، خاصة في زمن يتصاعد فيه دور الذكاء الاصطناعي وما يرتبط به من ضرورة "أنسنة" التكنولوجيا وإخراجها من حيز القتل والدمار إلى حيز التطور والنهوض.
فخطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الأخير أمام كنيست الاحتلال الصهيوني إنما يمثل خطرًا أخلاقيًا واستراتيجيًا على الإنسانية جمعاء، ليس فقط لتفاخره بتنوع وقوة الأسلحة التي تنتجها بلاده كما أسلفت، بل أيضاً لإصراره على بيع السلاح لمن يشتريه، متغنياً بامتلاك بلاده أقوى جيش وأقوى عتاد.
لقد شكّل ازدهار الذكاء الاصطناعي، بتطوراته الهائلة، فرصة كبيرة لتوسيع دائرة اتخاذ قرارات سريعة ومعقدة تفوق قدرات البشر، بما يشمل أيضاً العمليات العسكرية وأنواع السلاح الممكن استخدامه. ولهذا، فإن الإصرار على إدماج هذه التقانة في التصنيع العسكري إنما سيعظم من كثافة القتل والدمار بدلاً من كونه أداة لتقدم البشرية وخدمتها.
ويمتلك الذكاء الاصطناعي قدرة عالية على تحليل البيانات والتنبؤ بتحركات الخصوم بشكلٍ أسرع من أي مخطط عسكري، لكنه لا يمتلك القدرة على التمييز الأخلاقي أو احترام حقوق الإنسان، وهذا ما يجعل النتائج المحتملة مأساوية. لقد علّمنا التاريخ أن القوة المطلقة للأسلحة دون رقابة أخلاقية إنما تؤدي دائمًا إلى الكوارث والنكبات، بينما يزيد التباهي من خطر استخدامها كأداة للتهديد والتدمير الجماعي.
علاوة على ذلك، فإن التركيز على الذكاء الاصطناعي في صناعة السلاح يحرف الموارد والابتكارات بعيدًا عن مجالات التنمية الإنسانية، مثل الصحة والتعليم والطاقة النظيفة، وهو ما يجهض بدوره القدرة على إنقاذ حياة الملايين من البشر، ويحبط تطور مجتمعات بأكملها تضيع قدراتها في تصنيع أسلحة فتاكة تعتمد على أنظمة ذكية قادرة على اتخاذ قرارات قتل بلا روح، وسحق بلا حساب، وتدمير بلا اعتبار.
يجب أن يقترن الاعتراف بالقدرة التقنية للذكاء الاصطناعي بالمسؤولية الأخلاقية لهذا النوع من التقانة، لا بالتسابق المصمم للوأد الأوسع البشر والتفاخر العسكري بكثافة التقتيل.
يجب أن يكون النقاش العالمي حول استخدام الذكاء الاصطناعي مركزًا على استثمار تلك التقانة في صناعة السلم العالمي، وحماية المدنيين، وضمان أن تخدم التكنولوجيا البشرية لا أن تهددها. الفخر الحقيقي لا يأتي من امتلاك أسلحة أكثر ذكاءً، بل من استخدام الذكاء الطبيعي والاصطناعي لتقليل المخاطر على الإنسان وتحسين جودة حياته وتعزيز تطوره وتوفير مقومات نهوضه ورخائه.
إن توظيف الذكاء الاصطناعي في الحرب ليس إنجازًا، بل تحدٍّ أخلاقي، خاصة عندما يتحّرق مجتمعنا المكلوم لإعادة تقييم الأولويات، والوصول إلى الحرية المنشودة قبل أن تتحول التكنولوجيا التي تصنعها البشرية إلى سبب لانقراضها. للحديث بقية!
ملاحظة: تم توليد أجزاء من المقال أعلاه باستخدام الذكاء الاصطناعي.
s.saidam@gmail.com
ان يتباهى أحدهم بإمكانات بلاده على صناعة أقوى الأسلحة في العالم فتكاً بالناس، وقدرة تلك الأسلحة على تدمير مقومات الحياة كاملة، فإن هذا الأمر ليس مصدرًا للاعتزاز والتفاخر، وإنما دليلاً قاطعاً على السقوط الأخلاقي وازدراء البشر واحتقار حياتهم وحياة أبنائنا وأقربائنا وأطفالنا ونسائنا الذين قضوا في الحرب الأخيرة والمتواصلة.
وأن يتشدق أحدهم باستلامه طلبيات لا متناهية من السلاح، بما فيها أصناف لم يسمع بها هو من قبل، فهذا ليس مدعاة للطرفة والتندر، وإنما تجسيد واضح للغطرسة وبشاعة الاعتداد بالنفس، خاصة في زمن يتصاعد فيه دور الذكاء الاصطناعي وما يرتبط به من ضرورة "أنسنة" التكنولوجيا وإخراجها من حيز القتل والدمار إلى حيز التطور والنهوض.
فخطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الأخير أمام كنيست الاحتلال الصهيوني إنما يمثل خطرًا أخلاقيًا واستراتيجيًا على الإنسانية جمعاء، ليس فقط لتفاخره بتنوع وقوة الأسلحة التي تنتجها بلاده كما أسلفت، بل أيضاً لإصراره على بيع السلاح لمن يشتريه، متغنياً بامتلاك بلاده أقوى جيش وأقوى عتاد.
لقد شكّل ازدهار الذكاء الاصطناعي، بتطوراته الهائلة، فرصة كبيرة لتوسيع دائرة اتخاذ قرارات سريعة ومعقدة تفوق قدرات البشر، بما يشمل أيضاً العمليات العسكرية وأنواع السلاح الممكن استخدامه. ولهذا، فإن الإصرار على إدماج هذه التقانة في التصنيع العسكري إنما سيعظم من كثافة القتل والدمار بدلاً من كونه أداة لتقدم البشرية وخدمتها.
ويمتلك الذكاء الاصطناعي قدرة عالية على تحليل البيانات والتنبؤ بتحركات الخصوم بشكلٍ أسرع من أي مخطط عسكري، لكنه لا يمتلك القدرة على التمييز الأخلاقي أو احترام حقوق الإنسان، وهذا ما يجعل النتائج المحتملة مأساوية. لقد علّمنا التاريخ أن القوة المطلقة للأسلحة دون رقابة أخلاقية إنما تؤدي دائمًا إلى الكوارث والنكبات، بينما يزيد التباهي من خطر استخدامها كأداة للتهديد والتدمير الجماعي.
علاوة على ذلك، فإن التركيز على الذكاء الاصطناعي في صناعة السلاح يحرف الموارد والابتكارات بعيدًا عن مجالات التنمية الإنسانية، مثل الصحة والتعليم والطاقة النظيفة، وهو ما يجهض بدوره القدرة على إنقاذ حياة الملايين من البشر، ويحبط تطور مجتمعات بأكملها تضيع قدراتها في تصنيع أسلحة فتاكة تعتمد على أنظمة ذكية قادرة على اتخاذ قرارات قتل بلا روح، وسحق بلا حساب، وتدمير بلا اعتبار.
يجب أن يقترن الاعتراف بالقدرة التقنية للذكاء الاصطناعي بالمسؤولية الأخلاقية لهذا النوع من التقانة، لا بالتسابق المصمم للوأد الأوسع البشر والتفاخر العسكري بكثافة التقتيل.
يجب أن يكون النقاش العالمي حول استخدام الذكاء الاصطناعي مركزًا على استثمار تلك التقانة في صناعة السلم العالمي، وحماية المدنيين، وضمان أن تخدم التكنولوجيا البشرية لا أن تهددها. الفخر الحقيقي لا يأتي من امتلاك أسلحة أكثر ذكاءً، بل من استخدام الذكاء الطبيعي والاصطناعي لتقليل المخاطر على الإنسان وتحسين جودة حياته وتعزيز تطوره وتوفير مقومات نهوضه ورخائه.
إن توظيف الذكاء الاصطناعي في الحرب ليس إنجازًا، بل تحدٍّ أخلاقي، خاصة عندما يتحّرق مجتمعنا المكلوم لإعادة تقييم الأولويات، والوصول إلى الحرية المنشودة قبل أن تتحول التكنولوجيا التي تصنعها البشرية إلى سبب لانقراضها. للحديث بقية!
ملاحظة: تم توليد أجزاء من المقال أعلاه باستخدام الذكاء الاصطناعي.
s.saidam@gmail.com