غزة – فلسطين24 - سعدية عبيد:
في مشهدٍ يلخّص عمق المأساة الإنسانية في قطاع غزة، عادت مئات العائلات الغزّية إلى منازلها المتضررة والمدمّرة جزئيًا، رغم التحذيرات المتكرّرة من خطورة السكن فيها بسبب احتمال انهيارها في أي لحظة.
فبعد شهورٍ طويلة من النزوح القاسي داخل خيامٍ تفتقر لأدنى مقومات الحياة، اختارت الأسر مواجهة خطر الجدران المتشققة على أن تعود لمعاناة الخيام في الشتاء، حيث البرد القارس والأمطار الغزيرة وانعدام الخصوصية والأمان.
شتاء بلا مأوى آمن
مع اقتراب فصل الشتاء، يجد سكان غزة أنفسهم أمام معادلةٍ صعبة لا خيارات حقيقية فيها: إما البقاء في خيامٍ مهترئة لا تقي من البرد ولا تصدّ مياه الأمطار، وإما العودة إلى منازل تصدّعت بفعل القصف المباشر أو الأضرار الجانبية من القصف المجاور.
هذه المنازل، التي كانت يومًا مصدر أمانٍ ودفء، باتت اليوم سببًا للخوف والقلق، لكنها رغم ذلك تظلّ الخيار الأقل سوءًا في ظل غياب البدائل وغياب أي أفقٍ للحلول.
العودة اضطرار لا اختيار
لا تبدو عودة الأهالي إلى منازلهم المدمّرة قرارًا طوعيًا، بقدر ما هي محاولةٌ للهروب من مأساةٍ جديدة.
فالكثير من العائلات استنزفتها رحلة النزوح الطويلة نفسيًا وجسديًا، ولم تعد قادرة على تحمّل تكاليف السكن المؤقت أو الانتقال إلى مناطق أخرى تفتقر بدورها إلى مقومات الحياة.
وهكذا وجد المواطن الغزي نفسه عالقًا بين خيارين أحلاهما مرّ: البقاء في خيمةٍ لا تصلح للعيش أو العودة إلى منزلٍ مهددٍ بالانهيار.
أمان مفقود ومجهول يهدد الحياة
معظم المنازل المتضررة لم تخضع حتى الآن لتقييم هندسي دقيق يحدد مدى صلاحيتها للسكن، ما يجعلها عرضةً للانهيار مع أول عاصفة شتوية أو هزّة خفيفة.
ورغم إدراك السكان لهذه المخاطر، إلا أن غياب الدعم الإنساني العاجل والمساعدات الكافية دفعهم للعودة إلى بيوتهم المتهالكة، في محاولةٍ لاستعادة الحدّ الأدنى من الشعور بالاستقرار.
فالدمار الذي خلّفته الحرب لم يقتصر على الأبنية والبنية التحتية، بل طال تفاصيل الحياة اليومية، وحوّل الأمان إلى حلمٍ بعيد المنال.
تداعيات الحرب مستمرة
رغم توقف القصف مؤقتًا، إلا أن تداعيات الحرب لا تزال ماثلة في كل شارعٍ وزقاقٍ في غزة.
الأحياء التي كانت نابضة بالحياة تحوّلت إلى أطلالٍ صامتة، والمنازل المهدّمة صارت مأوى مؤقتًا لأسرٍ تبحث عن مأوى.
ووسط غياب خطةٍ واضحة لإعادة الإعمار، تزداد معاناة الناس يومًا بعد يوم، وتتضاعف آثار الكارثة لتتحول الحياة إلى صراعٍ يومي من أجل البقاء.
ما بعد الحرب... معاناة لا تقلّ قسوة
تؤكد مشاهد الحياة اليومية في غزة أن الحرب لم تنتهِ فعليًا، بل اتخذت شكلًا آخر أكثر بطئًا وأشدّ قسوة.
فمن فقد منزله لا يزال يبحث عن سقفٍ يقيه المطر، ومن نجا من القصف يواجه اليوم خطر الانهيار فوق رأسه، بينما يظلّ الأمل بالإعمار والعودة إلى حياةٍ طبيعية حلمًا مؤجلاً في ذاكرة كلّ غزيٍّ أنهكته الحرب والنزوح والانتظار.
في مشهدٍ يلخّص عمق المأساة الإنسانية في قطاع غزة، عادت مئات العائلات الغزّية إلى منازلها المتضررة والمدمّرة جزئيًا، رغم التحذيرات المتكرّرة من خطورة السكن فيها بسبب احتمال انهيارها في أي لحظة.
فبعد شهورٍ طويلة من النزوح القاسي داخل خيامٍ تفتقر لأدنى مقومات الحياة، اختارت الأسر مواجهة خطر الجدران المتشققة على أن تعود لمعاناة الخيام في الشتاء، حيث البرد القارس والأمطار الغزيرة وانعدام الخصوصية والأمان.
شتاء بلا مأوى آمن
مع اقتراب فصل الشتاء، يجد سكان غزة أنفسهم أمام معادلةٍ صعبة لا خيارات حقيقية فيها: إما البقاء في خيامٍ مهترئة لا تقي من البرد ولا تصدّ مياه الأمطار، وإما العودة إلى منازل تصدّعت بفعل القصف المباشر أو الأضرار الجانبية من القصف المجاور.
هذه المنازل، التي كانت يومًا مصدر أمانٍ ودفء، باتت اليوم سببًا للخوف والقلق، لكنها رغم ذلك تظلّ الخيار الأقل سوءًا في ظل غياب البدائل وغياب أي أفقٍ للحلول.
العودة اضطرار لا اختيار
لا تبدو عودة الأهالي إلى منازلهم المدمّرة قرارًا طوعيًا، بقدر ما هي محاولةٌ للهروب من مأساةٍ جديدة.
فالكثير من العائلات استنزفتها رحلة النزوح الطويلة نفسيًا وجسديًا، ولم تعد قادرة على تحمّل تكاليف السكن المؤقت أو الانتقال إلى مناطق أخرى تفتقر بدورها إلى مقومات الحياة.
وهكذا وجد المواطن الغزي نفسه عالقًا بين خيارين أحلاهما مرّ: البقاء في خيمةٍ لا تصلح للعيش أو العودة إلى منزلٍ مهددٍ بالانهيار.
أمان مفقود ومجهول يهدد الحياة
معظم المنازل المتضررة لم تخضع حتى الآن لتقييم هندسي دقيق يحدد مدى صلاحيتها للسكن، ما يجعلها عرضةً للانهيار مع أول عاصفة شتوية أو هزّة خفيفة.
ورغم إدراك السكان لهذه المخاطر، إلا أن غياب الدعم الإنساني العاجل والمساعدات الكافية دفعهم للعودة إلى بيوتهم المتهالكة، في محاولةٍ لاستعادة الحدّ الأدنى من الشعور بالاستقرار.
فالدمار الذي خلّفته الحرب لم يقتصر على الأبنية والبنية التحتية، بل طال تفاصيل الحياة اليومية، وحوّل الأمان إلى حلمٍ بعيد المنال.
تداعيات الحرب مستمرة
رغم توقف القصف مؤقتًا، إلا أن تداعيات الحرب لا تزال ماثلة في كل شارعٍ وزقاقٍ في غزة.
الأحياء التي كانت نابضة بالحياة تحوّلت إلى أطلالٍ صامتة، والمنازل المهدّمة صارت مأوى مؤقتًا لأسرٍ تبحث عن مأوى.
ووسط غياب خطةٍ واضحة لإعادة الإعمار، تزداد معاناة الناس يومًا بعد يوم، وتتضاعف آثار الكارثة لتتحول الحياة إلى صراعٍ يومي من أجل البقاء.
ما بعد الحرب... معاناة لا تقلّ قسوة
تؤكد مشاهد الحياة اليومية في غزة أن الحرب لم تنتهِ فعليًا، بل اتخذت شكلًا آخر أكثر بطئًا وأشدّ قسوة.
فمن فقد منزله لا يزال يبحث عن سقفٍ يقيه المطر، ومن نجا من القصف يواجه اليوم خطر الانهيار فوق رأسه، بينما يظلّ الأمل بالإعمار والعودة إلى حياةٍ طبيعية حلمًا مؤجلاً في ذاكرة كلّ غزيٍّ أنهكته الحرب والنزوح والانتظار.
