اليوم المشؤوم... وعد بلفور: جرحٌ لم يندمل

حلا الديري
حلا الديري
بقلم: حلا الديري
في مثل هذا اليوم من عام 1917، صدر وعد بلفور؛ ذلك التصريح البريطاني الذي منح فيه وزير الخارجية آرثر بلفور "وعدًا" بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وكأن أرض فلسطين كانت خالية من شعبها، وكأن التاريخ والجغرافيا قابلان للمقايضة.
لم يكن الوعد مجرد رسالة سياسية، بل كان صفحة سوداء فُتحت على قرنٍ من الألم، بدأت بالتهجير القسري، مرورًا بالنكبة والنكسة، ولم تنتهِ حتى اليوم.
منذ ذلك الحين، تغيّر شكل الحياة في فلسطين، لكن الثابت الوحيد هو إرادة الصمود.
كل حجر في القدس، وكل زيتونة في الأرض، وكل بيت هُدم وأُعيد بناؤه ألف مرة، يشهد أن هذا الشعب لم ولن يستسلم.
وعد بلفور لم يكن وعدًا لبناء وطن، بل وعدًا بسرقة وطن.
وهو لا يزال جرحًا مفتوحًا في ضمير العالم، لأن العدالة التي سُرقت في ذلك اليوم لم تُسترد بعد.
لكن ما يغيب عن صانعي الوعود أن الشعوب لا تُمحى بتوقيع، ولا تُشترى بصفقة، وأن فلسطين لا تحتاج إلى من يمنحها هوية، فهي الهوية ذاتها.
في ذكرى هذا اليوم المشؤوم، نكتب لا لنستذكر الألم فقط، بل لنتذكّر واجب الوعي، فالقضية لا تموت حين تُحتل الأرض، بل حين يُنسى الحق.

 

تعليقات