نبال الهسي تكافح لرعاية طفلتها بعد بتر يديها في حرب غزة


فلسطين 24 – خانيونس
منذ أن فقدت يديها في قصف إسرائيلي استهدف منزلها العام الماضي، تكافح الشابة الفلسطينية نبال الهسي (25 عامًا) لرعاية طفلتها، وسط ظروف معيشية قاسية وانعدام مقومات الحياة الأساسية في قطاع غزة. 
وعلى أنقاض منزلها المدمر في مخيم جباليا شمالي القطاع، تجلس الهسي وطفلتها في حضنها، محاولة مداعبتها وتخفيف شعور العجز الذي بات يرافقها منذ إصابتها. ففي السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2024، أثناء نزوح العائلة من شمالي القطاع إلى مخيم البريج وسط غزة، أصيبت الهسي بقذيفة مدفعية إسرائيلية وهي تحمل طفلتها بين ذراعيها، ما أدى إلى بتر كلتا يديها أسفل المرفقين، إضافة إلى إصابات بليغة في جسدها وكبدها، في حين نجت الطفلة بأعجوبة. 
وتصف الهسي حياتها بعد الإصابة بأنها أشبه بـ"السجن"، إذ سلبها فقدان يديها تفاصيل حياتها اليومية وأحلامها بإكمال تعليمها والعمل لاحقًا. وهي واحدة من بين أكثر من 4800 حالة بتر خلفتها حرب الإبادة الإسرائيلية، بينها 18% من الأطفال، وفق معطيات فلسطينية رسمية، فيما خلفت الحرب نحو 71 ألف قتيل فلسطيني وأكثر من 171 ألف جريح، معظمهم من النساء والأطفال، قبل أن تدخل اتفاقات وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في أكتوبر الماضي.
محاولات لاستعادة الأمومة 
ورغم الإعاقة الجسدية، تحاول الهسي استعادة أمومتها قدر الإمكان، من خلال توفير الرعاية لطفلتها البالغة عامين ضمن حدود قدرتها البدنية. وتعيش الهسي مع طفلتها وعدد من أفراد الأسرة في منزلها المدمر، الذي يطل على أكوام الركام الناجم عن القصف المكثف الذي استهدفت فيه قوات الاحتلال مناطق مأهولة بالسكان. 
على فراش أرضي، تحاول الهسي تسريح شعر طفلتها وإضفاء بعض البهجة على وجهها، فتبتسم الطفلة حين ترى نفسها في المرآة، وتقبل ما تبقى من ذراعي والدتها تعبيرًا عن حبها. تقول الهسي:
"فقدان اليدين حرمني من مساعدة طفلتي… أتمنى فقط أن أُطعمها وأُلبسها كأي أم"
"كأنني في سجن" 
وتصف الهسي فقدان يديها بأنه سلبها حريتها، وتضيف:
"أن لا تملك يدين يعني أن تُحرم من الحرية كما لو كنت في سجن. العجز شعور صعب جدًا" 
وتشير الهسي إلى أن الإصابة حرمتها من إكمال تعليمها وأحلامها المهنية، وأمنيتها اليوم تقتصر على تركيب أطراف صناعية ذكية تمكنها من ممارسة أبسط تفاصيل حياتها اليومية، واستعادة جزء من أمومتها.
معاناة مستمرة رغم وقف إطلاق النار 
رغم اتفاق وقف إطلاق النار، لم تنته معاناة جرحى الحرب، في ظل استمرار تنصل الاحتلال الإسرائيلي من التزاماته بإدخال الأدوية والمستلزمات الطبية، ومنع دخول مواد تصنيع الأطراف الصناعية، إضافة إلى قيود على سفر المصابين لتلقي العلاج في الخارج. 
ووفق معطيات منظمة الصحة العالمية، توفي 1092 مريضًا في غزة أثناء انتظار الإجلاء الطبي بين يوليو/تموز 2024 ونوفمبر/تشرين الثاني 2025، فيما تعمل مراكز تصنيع الأطراف الصناعية بقدرات محدودة بعد استهدافها المتعمد خلال الحرب، ما يفاقم معاناة المبتورين ويحد من فرصهم في استعادة حياتهم الطبيعية. 
نبذة:
قصة نبال الهسي ليست استثناء، بل واحدة من آلاف قصص الأمهات الفلسطينيات اللواتي سُلبت منهن الأمومة، ليس فقط بالموت، بل بالعجز القسري الذي فرضته الإبادة، سرق منهن أبسط حقوقهن وكسر قلوب أبنائهن، تاركًا الأطفال أمام واقع مرعب وجرح أليم. 
إذا أحببت، أستطيع أيضًا تجهيز نسخة قصيرة للفيسبوك ولتويتر، بصيغة قوية وجاذبة، تبرز القصة الإنسانية وتعطي تفاعلًا سريعًا مع الجمهور.














تعليقات